1 يوليو 2021 / شبكة الصين/ نشر موقع جريدة إلبايس (El País)‏ الإسبانية في 27 يونيو الماضي تقريرًا بعنوان "الحزب الشيوعي الصيني: من حزب سري إلى حزب سياسي يقود كل شيء"، وجاء النص الكامل للتقرير كما يلي:

في يوليو 1921، اجتمع بضعة عشر مثقف شاب في مبنى متواضع في الامتياز الفرنسي بمدينة شانغهاي، ربما لم يعتقدوا أن الحزب السياسي الذي كانوا يؤسسونه في ذلك الوقت سيصبح لاحقًا أحد أقوى الأحزاب في التاريخ. 

وفي بداية تأسيسه، كان الحزب الشيوعي الصيني يضم عشرات الأعضاء فقط. وعُقد المؤتمر التأسيسي للحزب بشكل سري، واضطر المشاركون في النهاية إلى إكمال المؤتمر على متن قارب سياحي في البحيرة لتجنب اكتشافهم. والآن، عندما تحتفل الصين بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، يضم الحزب أكثر من 95 مليون عضو، ويظل يقود هذه الدولة المكتظة بالسكان منذ عام 1949. 

وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تطورت الصين من دولة فقيرة ومتخلفة إلى قوة اقتصادية، وتتمتع بمكانة بارزة بشكل متزايد على المسرح الدولي. ويقود هذا الحزب الصاعد ما يقرب من جميع جوانب التنظيم السياسي في البلاد.

وقال رنا ميتر، مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، خلال مؤتمر بالفيديو عقده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، إن هؤلاء الشباب الذين أسسوا الحزب ممتنون بالتأكيد لإنجازات التنمية اليوم. فالصين هي بالفعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبغض النظر عن مكان نفوذ الصين، فهي جزء من الحوار العالمي ومشارك مهم للغاية.

وتحتفل الصين رسميا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وقد ظهرت لافتات تذكارية على واجهات المتاجر والمطبوعات وسيارات الأجرة. وفتحت الحكومة عددًا من قاعات العرض والمنتزهات ذات الصلة، وزادت في الأشهر الأخيرة من الترويج للسياحة الحمراء المرتبطة بتاريخ الحزب الشيوعي الصيني. وأعادت المسلسلات التلفزيونية والأفلام والمعارض تقديم الأبطال الأوائل للحزب الشيوعي الصيني، وراجعت مجموعات أعضاء الحزب يمين الانضمام للحزب، وسط أجواء مفعمة باحتفالات النصر.

ومع أكثر من 40 عامًا من النمو الاقتصادي السريع، يمتلك القادة الصينيون اعتقادًا راسخًا بأن نموذج حكومتهم ونموذج حزبهم متفوقان على ما يسمى بـ"الديمقراطيات الغربية". وقد عزز المشهد المحرج لمهاجمة مؤيدي دونالد ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي في يناير الماضي الانطباع بأن آسيا (الصين) آخذة في الصعود، بينما تتراجع أوروبا والولايات المتحدة.

وستبرز المناسبة الكبرى للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني هذا النجاح إلى حد ما. فوفقا للإحصاءات الرسمية، قضت الصين تماما على الفقر المدقع. كما أن الصين حريصة على الوصول إلى مستوى دولة متقدمة بشكل معتدل في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035. وهدف الصين هو أن تصبح دولة اشتراكية حديثة قوية، تقود العالم في مجال الابتكار.