arabic.china.org.cn | 25. 06. 2021

تحقيق إخباري: رسام شاب يقود فريق من المتطوعين لتزيين أزقة بغداد القديمة برسوم جميلة

بغداد 24 يونيو 2021 (شينخوا) في أزقة ضيقة وضاربة في القدم يتنقل الرسام علي خليفة مع فريقه التطوعي ليرسم بريشته صورا جميلة للحياة البغدادية وتراثها الأصيل ليعيد الحياة لأقدم مناطق بغداد ويكسوها بحلة من الألوان الزاهية والرسوم الجميلة ويضفي عليها شيئا من البهجة والسرور وأمل بمستقبل أفضل.

ويقود خليفة الذي يعمل في مجال صبغ وترميم المنازل، فريقا تطوعيا أطلق عليه اسم (أثر الفراشة) مؤلف من خمسة أشخاص من بينهم ابنته ذات التسعة أعوام وهي موهوبة في مجال الرسم أيضا وتصر على مرافقة والدها خلال أعماله التطوعية.

وأنطلقت فكرة تشكيل الفريق قبل أكثر من ثلاث سنوات من خلال رسومات على جدران المدارس ورياض الأطفال والكتل الكونكريتية التي كانت تملاء شوارع بغداد وتقطع أحيائها وتخرب جماليتها.

وقال خليفة، لوكالة أنباء (شينخوا) "قبل أكثر من ثلاث سنوات خطرت لي فكرة أن أرسم بعض اللوحات على أحد جدران المدارس، لأن شكله غير مناسب، وباشرت بالرسم مع أعضاء الفريق، ووجدنا تفاعل وتشجيع من قبل الكثير من الناس، ومن هنا انطلقت فكرة تشكيل الفريق".

وأضاف أن الفريق يعتمد على جهوده الذاتية في توفير الأصباغ وأدوات الرسم وليس لديهم أي دعم من أي جهات حكومة أو منظمات المجتمع المدني، باستثناء بعض التبرعات البسيطة التي يقدمها الأهالي من سكان الأحياء التي نعمل فيها وتشمل تقديم بعض الأصباغ وتقديم وجبات الطعام فضلا عن الدعم المعنوي والتشجيع الذي زاد من حبنا للعمل وكان سببا في نجاح تجربتنا.

وبالانتقال إلى مبادرة تزيين الأزقة القديمة، أوضح خليفة، أنه قبل نحو شهر كان يعمل بترميم منزل لعائلة فقيرة في منطقة الأنباريين بمدينة الكاظمية، وعند الانتهاء من العمل أراد أن يقدم لهم شيء مميز ومن دون مقابل مادي، فقام مع فريقه بصبغ الجدار الخارجي للمنزل ورسم بعض اللوحات التراثية عليه ففرحوا بهذا العمل، كما أعجب أصحاب المنازل المجاورة بالفكرة.

وتابع ، بعد أن شاهدت فرحة الناس واهتمامهم ومتابعتهم للرسم خطوة بخطوة، قررت أن أبدأ مع فريقي بتزيين الجدران المتهالكة في منطقة الأنباريين وإعادة الحياة اليها.

ومنطقة الأنباريين هي إحدى أقدم مناطق الكاظمية والتي تتميز بأزقتها الضيقة التي لا يتجاوز عرض بعضها متر واحد، فيما لاتزال الكثير من منازلها تحافظ على طبيعتها التراثية وطريقة بنائها القديمة، حيث يمكنك أن تشاهد السقوف المصنوعة من الخشب والطابوق القديم والطين.

ويؤكد خليفة أن ما يشاهده كل يوم من متابعة الناس لأعماله وتشجيعهم له، شكل دافعا مهما له ولأعضاء الفريق للاستمرار بالعمل وانجاز كل ما يستطيعون لدعم سكان المنطقة وأغلبهم من الفقراء ومحددوي الدخل، لافتا إلى أن ما يميز أعمال الفريق هو كثرة الألوان وتعددها وهذا الأمر مهم وله دور في تقبل الناس للرسومات، كما أنه يضفي مسحة جمالية على أزقة المنطقة.

وأشار إلى أن معظم اللوحات التي يقومون برسمها هي من تراث بغداد وشخصياتها المشهورة، إضافة إلى مناظر طبيعية ومجسمات مستوحاة من تاريخ العراق، لافتا إلى أن هذه الأشياء هي التي تجذب الجمهور، لأن الناس ملت من صور السياسيين وأخبار الحروب وتريد أن ترى أشياء جميلة.

وأعتبر أمير الجبوري، أحد سكان منطقة الأنباريين، أن الرسوم قد أعادت الحياة للمنطقة، وقال"نشكر الشباب في الفريق التطوعي على هذه الفكرة الجميلة و قد جاءوا بفكرة فريدة من نوعها، فقد كانت الجدران في المنطقة متهالكة والوانها باهتة ولا ترمز لأي شيء وأصبحت اليوم ترمز للحياة والأمل بالمستقبل.

وأضاف أن من الأمور الايجابية لمبادرة الرسم على الجدران، أنها خلقت جوا تفاعليا في المنطقة وبدأ الناس يأتون من مختلف مناطق بغداد للتجوال في الأزقة القديمة ومشاهدة الرسومات والتقاط الصور.

وتابع الجبوري، أن رسم صور شخصية لبعض الشخصيات الشهيرة من الأدباء والكتاب والشعراء وخصوصا أولئك الذين ولدوا في منطقة الأنباريين وعاشوا فيها فترات من حياتهم، قد دفع بعض الشباب للبحث في تاريخ هذه الشخصيات وسيرتهم الشخصية للتعرف عليهم أكثر وكذلك البحث في تاريخ المنطقة الموغل في القدم.

وبدورها قالت أم احسان (50 عاما) وهي تشير إلى خليفة وفريقه التطوعي أثناء قيامهم برسم لوحة على جدار منزلها "عاشت أيديكم، رائع مبدعين، شيء مفرح، نتمنى أن يشمل كل الأحياء والمدن وفقكم الله".

1   2   3   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号