وان سه

خبيرة في السياسة الدولية

22 يونيو 2021 / شبكة الصين / تستعد الصين للاحتفال بمئوية الحزب الشيوعي الصيني، وذلك تكريما لجهود وتضحيات الحزب الشيوعي والشعب الصيني عبر السنوات المائة السابقة. خلال تلك السنوات حققت الصين إنجازات مهمة من خلال المثابرة والعمل بوتيرة جدية دون أي تراخي من أجل النهوض بالأمة الصينية. يعود الإعلان الرسمي عن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني إلى يوليو 1921 خلال أول مؤتمر وطني للحزب الشيوعي الصيني بشانغهاي، ومنذ ذلك الوقت عمل الحزب بثبات على تطوير الأمة الصينية من أجل تحقيق مثال عالمي للمثابرة والنجاح.

يصادف هذا العام أيضا، السنة الأولى من تنفيذ الخطة الخمسية الـ14 لمواصلة بناء دولة اشتراكية بخصائص صينية، ومواصلة تنفيذ الخطة الصينية لرؤية 2035 والمناهج التنموية للبلاد، حيث تضع الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني خططا محكمة من أجل تحقيق أهداف الدولة والشعب، وهو ما يفسر بطبيعة الحال السر وراء الإنجازات والنجاحات المتتالية للبلاد. حيث وضعت الصين سياسيات عديدة لتحقيق كل هذه للانجازات، أبرزها الإصلاح والانفتاح في سبعينيات القرن الماضي وصولا إلى مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقت من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومن خلال تطبيق خطط طويلة المدى واستمداد القوة من تاريخ الحزب للمضي قُدما، كما أن تمسك الصين بسياسة صارمة في مكافحة مختلف أشكال الفساد ومعالجة الكثير من القضايا الانضباطية، وتطبق سياسة استئصال شاملة للفساد، قاد الحزب الشيوعي الصيني البلاد نحو نجاح أكبر من خلال سلسلة من عمليات إصلاح متتالية.

إن ما حققته الصين من قفزة ضخمة عبر تاريخها ليس وليد اللحظة، بينما نتيجة عمل وكفاح دام لعقود ولا يزال قائما حتى الآن، من خلال خطط طويلة المدى واستمداد القوة من تاريخ الحزب للمضي قُدما، وخاصة من بعد إضافة أفكار جديدة حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في دستور الحزب الشيوعي الصيني، هذه الأفكار التي تعود إلى نواة الحزب، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الرئيس الصيني شي جين بينغ.

لقد تطورت الصين خلال هذا القرن من بلد إقطاعي يعاني شعبه من الفقر والطبقية ومحدودية جميع الظروف إلى دولة متطورة ورائدة في أغلب القطاعات الحديثة بطابعها الاشتراكي بخصائص صينية جديدة، تراهن على رفاهية الشعب وتبحث عن تعاون شامل على المستوى الإقليمي والعالمي، مع الحفاظ والاعتزاز بروح الثقافة الصينية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ والحضارة البشرية.

لقد برهنت الصين لكل العالم أنها قادرة على أن تكون المثال الذي يُحتذى به على الصعيد العالمي، من خلال كسبها رهان كل العصور وتحقيق "حلم الأمة الصينية" المتمثل في المكانة الرائدة التي يتمتع بها المواطن الصيني، والبحث عن سبل توفير حياة رغيدة له، وكانت أهم خطوة في هذا الهدف هو القضاء على الفقر المدقع على كامل التراب الصيني، لتعلن الصين انتصارها في "المعركة ضد الفقر" في نهاية عام 2020، من خلال إخراج جميع المناطق الريفية من قائمة الفقر وحل مشاكل الفقر الإقليمي الكلي، وبذلك قامت الصين بتخليص حوالي 800 مليون شخص من الفقر المدقع منذ الانطلاق في هذه الخطة الوطنية الشاملة. كما واصل نصيب الفرد القابل للتصرف في الأرياف الصينية في التطور، من 6079 يوان صيني في 2013 إلى أكثر من 12588 يوان صيني في عام 2020 وذلك بزيادة بنسبة 11.6% على أساس سنوي، وتمت معالجة سلامة مياه الشرب في الأرياف وترميم وإعادة تأهيل المنازل الريفية لأكثر من 25 مليون فقير منذ عام 2013، وأصبحت العائلات الريفية في الصين تتمتع بأهم المرافق الصحية والتعليمية.

كما أن رهان الصين على رفاهية كل شعبها، لم يقتصر على إخراجه من براثن الفقر المدقع فحسب، بل كيفية ضمان استقرار وضعية كل سكان الأرياف والقرى في الصين، حيث تم وضع خطط وطنية كبرى من أجل عدم التأثر بالظروف والمصاعب، وتكوين "جدار صامد" أمام هذه الصعوبات، وهو ما اكتشفناه خلال تفشي وباء كوفيد-19 من خلال ضخ أموال ودعم خطط مالية من أجل الإبقاء على سيرورة المشاريع الصغرى ومتناهية الصغر لسكان الأرياف الصينية.  وفي هذا الإطار لا بد من التطرق إلى التجربة "المعجزة" لأكبر دولة من حيث السكان أمام "وباء التفشي"، وكل الحكمة التي أظهرتها الصين بقيادة الحزب الشيوعي وكل مسؤوليه، للوقوف بصرامة أمام الأوبئة، وإبهار العالم بعد ما شاهدناه من احترام كل الإجراءات والتدابير التي أعلنت عنها الحكومة من قبل المواطن الصيني، والتجاوب الشعبي والتكاتف خلال أهم تحديات العصر الصحية والاقتصادية.

إن العالم تعرف على الصين في السنوات الأخيرة من خلال الإنجازات العظيمة التي تم تحقيقها في أهم المجالات مثل شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والاكتشافات العلمية المتطورة وتطوير علوم الفضاء، والتعاون وتبادل الخبرات من أجل تحقيق مجتمع صحي وآمن مشترك. وأصبح الجميع يتابع عن كثب هذه "القاطرة" الناجحة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، للتعرف واتباع هذا النموذج الناجح.

إن نجاحات الحزب الشيوعي الصيني لا يمكن حصرها في أسطر محدودة، بل هي إنجازات كتبها الحزب وشعبه بأحرف من ذهب على مدى قرن كامل من الزمن برهنت فيه الصين أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بقيادة الحزب هي ميزة نجاح هذا البلد وتوحيده وتطويره، هذه التجربة بخصائصها الصينية تتماشى بصفة مثالية مع ظروف ومعطيات الصين من حيث عدد السكان وحجمها.