بين الماضي والحاضر...الذكرى السبعين للتحرير السلمي للتبت arabic.china.org.cn / 09:41:12 2021-05-23
وان سه خبيرة في السياسة الدولية 23 مايو 2021 / شبكة الصين / تتميز الصين بتنوع تقسيمها الإداري، حيث توجد فيها مناطق ذاتية الحكم وأخرى تندرج ضمن مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وبعض المناطق الأخرى تتميز بقوانينها التجارية الخاصة لأنها تمثل مناطق تجارة حرة، وكل هذا التنوع جعل من السياسة الصينية بخصائصها الفريدة تشكل نموذجا متكاملا بين مختلف المقاطعات والمناطق الصينية. وفي إطار هذا التنوع، تحتفل الصين في مايو من كل عام بالذكرى السنوية للتحرير السلمي للتبت، حيث يمثل هذا العام الذكرى السبعين لتوقيع "اتفاق التحرير السلمي للتبت" والمتكون من 17 مادة، إذ تندرج التبت ضمن قائمة المناطقة ذاتية الحكم في الصين. انتقلت منطقة التبت منذ عام 1951 إلى مرحلة جديدة من التنمية، حيث مرت بالعديد من المراحل السلمية التي قامت على مجموعة من الإصلاحات لإنشاء منطقة ذاتية الحكم داخل النظام الصيني. وهذه الإصلاحات ركزت بالأساس على النظام الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من المجالات الأخرى، وهو ما ساهم في تحقيق "قفزة" ملموسة في التنمية في منطقة التبت مع الحفاظ على جوهر الثقافة وتراث السكان في المنطقة، لتحقق التبت تنمية مستقرة وشاملة على مدى العقود السبعة الماضية. يعتبر إلغاء نظام القنانة في التبت من بين أهم الإصلاحات، لتخرج المنطقة من تحت "النظام الإقطاعي القاتم والمتخلف" إلى نظام اشتراكي مثل بقية المناطق الصينية، يقوم على سيادة السكان لأنفسهم، وتمتعهم بجميع حقوقهم كمواطنين في جميع المجالات منها التعليم والصحة والعمل. حيث حصل حوالي مليون "قن" في منطقة التبت على حرياتهم الشخصية منذ إقامة نظام الإصلاح الديمقراطي في المنطقة، وعقدت في سبتمبر 1965 الدورة الأولى لأول مجلس شعبي في التبت، ثم تشكلت اللجنة الشعبية للمنطقة ذاتية الحكم عن طريق الانتخابات الأولى في التبت. وفي السنوات الأخيرة، تمت إقامة كيانات لريادة الأعمال والابتكار في التبت متكونة من مراكز بحوث وقواعد للشركات، الأمر الذي ضخ المزيد من التنمية المحلية ومواكبة السكان للعلوم والتكنولوجيا الحديثة. تتميز منطقة التبت بتضاريسها الفريدة، حيث تقع على هضبة تشينغهاي- التبت الثلجية، الأمر الذي جعل الحكومة الصينية تركز على حماية البيئة الإيكولوجية الغنية في المنطقة من خلال إصدار مجموعة من القوانين التي تحمي التناغم البيئي في التبت، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشاريع لحماية البيئة، وإقامة محمية على مساحة أكثر من 400 ألف متر مربع، وحماية عدد مهم من الحيوانات والنباتات النادرة. كما سعت الصين إلى تحسين معيشة السكان رغم قساوة المناخ البارد في التبت، وتوفير مرافق الحياة اللازمة في المنطقة التي كانت تفتقر لأبسطها، حيث تمّ ضخ أموال كبيرة لإنشاء بنية تحتية تتكون من أكثر من 100 ألف كيلومتر من السكك الحديدة، وتمّ ربط المنطقة بالعديد من المناطق الصينية الأخرى من خلال خطوط قطارات متعددة و5 مطارات وفتح حوالي 100 خط محلي ودولي، وهو ما سهّل ربط المنطقة بداخل وخارج الصين. وقد تطورت التبت بسرعة نظرا لاتباعها توجيهات الحزب الشيوعي الصيني نحو تحقيق حياة رغيدة وأفضل للجميع، حيث نما حجم الإنتاج الإجمالي للمنطقة من حوالي 174 مليون يوان عام 1959 إلى أكثر من 190 مليار يوان في عام 2020، كما ارتفعت القدرة الإنتاجية الفلاحية والغذائية للمنطقة، إذ ارتفع إنتاج الحبوب في التبت من 182 ألف طن عام 1959 إلى أكثر من مليون طن حاليا، بالإضافة إلى تعزيز المشاريع المحلية للفلاحين وإخراج كل سكان التبت فوق خط الفقر. وكل هذه التطورات والإصلاحات خدمت مصلحة المواطنين في التبت، ليرتفع متوسط العمر المتوقع فيها من 35 سنة قبل 1959 إلى حوالي 70 سنة في السنوات الأخيرة. سعت الصين منذ إقامة الإصلاح الديمقراطي في التبت إلى تعزيز مكانة المنطقة على جميع المستويات محليا وعالميا، حيث ضمنت اللوائح الصينية في المنطقة سلامة تراث وثقافة الأقليات العرقية فيها، وحماية البيئة الإيكولوجية لتصبح التبت منطقة حدودية تستقطب عددا مهما من السياح يمكنهم التعرف على مدى ازدهار المنطقة في ظل اتباعها سياسة الانفتاح والإصلاح لتحقق أكبر تغيير في تاريخ التبت.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |