23 إبريل 2021 / شبكة الصين/ عقد الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2021 بين يومي 18 و21 أبريل الجاري في مدينة بوآو التابعة لمقاطعة هاينان جنوب الصين. وباعتباره أول حدث دولي ميداني في العالم هذا العام، استقبل الاجتماع عددا كبيرا من الحضور، وتطرقت منتدياته الفرعية لموضوعات متنوعة ساخنة في مجال العلوم والتكنولوجيا.

وفي المنتدى الفرعي بعنوان "الإنترنت الصناعي والتحول الرقمي" الذي عقد في 19 أبريل، أجرى الحضور مناقشات متعمقة وحوارات متميزة حول مجموعة من المشاريع الكلاسيكية، وقدموا مقترحات ذات قيمة حول ابتكار وتطوير الإنترنت الصناعي واغتنام فرص الإنترنت الصناعي.

وبين عامي 2018 و2021، وُضع "الإنترنت الصناعي" ككلمة رئيسية في تقرير أعمال الحكومة الصادر خلال فترة الدورتين السنويتين أربع مرات. وبدعم السياسات المعنية، سواء في الصناعات التقليدية أو الناشئة، يجري بناء وتطبيق الإنترنت الصناعي بشكل سلس.

وخلال المنتدى الفرعي هذا، قال نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني هوانغ وي، إن الحكومة الصينية تولي أهمية كبيرة بعمل الإنترنت الصناعي، وأصدرت العديد من السياسات على المستوى الوطني في الماضي. 

مضيفا أنه في الخطوة التالية، خططت وزارة العلوم والتكنولوجيا لتنفيذ عدد من مشاريع البحث والتطوير الرئيسية المتعلقة بالإنترنت الصناعي خلال فترة "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، والتي تتعلق بالتطوير النظري والبحث والتطوير التكنولوجي وبناء المنصات. 

وأوضح هوانغ أنه في المستقبل، سيتم إطلاق مشروعات بحثية نموذجية حول الإنترنت الصناعي في المزيد من المجالات، مثل الطيران والأجهزة الكهربائية والسيارات والأجهزة المنزلية الذكية والنقل بالسكك الحديدية.

مشيرا إلى أن إنشاء الإنترنت الصناعي يتطلب أربعة عناصر أساسية وهي "البنية التحتية الجيدة للمعلومات" و"التقدم التكنولوجي" و"استثمار رأس المال المستمر" و"الاهتمام بالتقنيات التخريبية". مضيفا أنه بناء على طلب تشييد بنية تحتية للمعلومات، يتعين على الحكومة والمؤسسات التنسيق بين البحث والتطوير والتصميم، وعملية الإنتاج، والمبيعات والتشغيل والصيانة، وتجربة المستخدم.

وإضافة إلى ذلك، يمكن للإنترنت الصناعي المساهمة في تحقيق تكلفة أقل وكفاءة أعلى وقدرة تنافسية أقوى وتجربة وخدمات أفضل للمستخدمين، الأمر الذي يتطلب من الشركات استثمارا متواصلا وعالي الكثافة في البحث والتطوير.

وتوقع هوانغ أن من المرجح إحداث اختراقات تكنولوجية كبيرة بعد 10 أو 30 عاما عندما يطور علم الكم بشكل شامل قفزة نوعية في نقل المعلومات وقدرات الحوسبة، وهنا يجب على جميع المؤسسات والصناعات في الإنترنت الصناعي أن تولي أهمية كبيرة وتخطط للمستقبل.

فما هي التجارب الناجحة في عملية بناء وتطبيق الإنترنت الصناعي؟ وكيف يجب على الشركات بذل الجهود في تحسين مفاهيم الإدارة وأساليب الإنتاج والتحول التكنولوجي؟ 

تعد شركة جري إلكتريك واحدة من أكثر الشركات تمثيلا وقوة في هذا المجال. وقالت رئيسة شركة "جري إلكتريك" دونغ مينغ تشو، في المنتدى الفرعي إنه بمساعدة مفاهيم التصنيع الذكي، تعمل الشركة الآن على بناء مصنع بدون عامل.

مضيفة أن الإنترنت لا يتحدى صناعة التصنيع التقليدية، بل يمكنه دفع تطور الصناعة التحويلية وجعلها أكثر قوة، ومساعدتها في خلق منتجات أكثر دقة. 

ونوهت دونغ إلى أنه بفضل السحابة الصناعية، تم ربط القواعد الـ70 لشركة جري في جميع أنحاء العالم، مما يجعل قدرة الشركة على الاستجابة للمخاطر ومراقبة جودة المنتجات أقوى.

وركز تشانغ ون لين، رئيس القسم الاستراتيجي لشركة هواوي، على نسبة الوصول إلى الإنترنت الصناعي. فوفقا للإحصاءات ذات الصلة، كانت نسبة وصول المعدات للمصانع الصينية إلى الإنترنت 24% فقط، بينما كانت نسبة المنتجات ذات وظيفة الصيانة المتوقعة أقل من 14%. 

وحول هذه النقطة، قال تشانغ إن شبكة الإنترنت تعد الطريق إلى الرقمنة الصناعية، لذلك، قبل كل شيء يجب رفع نسبة الوصول إلى الإنترنت. مشيرا إلى أن عمليات الصناعة التقليدية لا ترتبط بعضها البعض، وتتمثل عملية التحول الصناعي الرقمي في دمج البيانات كعامل إنتاج في الصناعة بأكملها، من البحث والتطوير والتصميم إلى التصنيع الذكي، والخدمة والتشغيل والصيانة.

وأثبتت تفاصيل التعاون بين شركة هواوي وشركة سايك موتورز وشركة ماقانغ للفولاذ، الفوائد التي جلبها التكامل المتعمق بين تكنولوجيا المعلومات وصناعة التصنيع عبر الإنترنت الصناعي. حيث ربطت سايك موتورز 500 سيارة مع أكثر من 2000 جهاز ذكي وأكثر من 10 ألف جهاز استشعار، مما قلل وقت التوقف غير المخطط عن العمل في خط الإنتاج بنسبة 20%، ما يمثل زيادة هائلة في القدرة الإنتاجية. 

أما شركة ماقانغ للفولاذ، فتعمل على تطوير مركزية العمليات والتشغيل الآلي والتشغيل عن بُعد والخدمات عبر الإنترنت، والتي لا يمكن تحقيقها في الشبكات الصناعية التقليدية. وبعد تعاون الشركتين، ومن خلال الاختراقات في الشبكات المتقدمة، تم ترجمة هذه التقنيات على أرض الواقع.

وترى شاي لي سبيجلمان، المديرة العامة لوزارة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، أنه بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الواقعية للإنترنت الصناعي، يجب إيلاء اهتمام كبير كذلك بنقص المواهب، وهذه تسمى بالبنية التحتية الثانية. 

ومع تطور الإنترنت الصناعي، سيؤدي أمان الشبكة وحماية الخصوصية أيضا إلى تحديات جديدة. واقترحت صياغة القوانين واللوائح والسياسات في الوقت المناسب للمساعدة في تطور الشركات، بدلا من أن تصبح حجر عثرة لها. وقد أطلقت إسرائيل الخطط ذات الصلة على المستوى الوطني وقامت باستعدادات استراتيجية.