22 إبريل 2021 / شبكة الصين/ تحت تأثير وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا المستجد، قفز معدل الفقر العالمي لأول مرة منذ سنوات عديدة. لكن في فبراير الماضي، أعلنت الصين القضاء على الفقر المدقع كما كان مقررا، مما شكل معلما بارزا في تاريخ الحد من الفقر البشري. 

وفي المنتدى الفرعي بعنوان "الحد من الفقر والتنمية الريفية المستدامة نحو عام 2030" المنعقد على هامش المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي لعام 2021، ركز الضيوف المحليين والأجانب على مخاطر العودة إلى الفقر الناجم عن الوباء، وجهود الصين لتدعيم وتوسيع نتائج التخفيف من حدة الفقر، وارتباطها الفعال بتنشيط الريف، والدعوة لتعزيز التعاون العالمي في الحد من الفقر.

اعتراف دولي ببرنامج مكافحة الفقر الصيني

ورأى المشاركون أن أساليب الصين الفعالة للحد من الفقر يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات رئيسية "التنمية" و"الدقة" و"الطاقة الذاتية".

أولا، استخدام أساليب التنمية لحل مشاكل الفقر وزيادة تنفيذ مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك النقل البري وإمدادات المياه، وإمدادات الطاقة والاتصال، مما جعل المناطق الفقيرة تتواصل بشكل أكبر مع العالم الخارجي. ثانيا، بذل جهود دقيقة لتحديد الفقراء بدقة وتنفيذ السياسات بدقة. ثالثا، تعبئة الحافز الداخلي للفقراء، وضخ ثقتهم على التخلص من الفقر بشكل أولي ثم تعزيز التعليم والتدريب.

وقال لي جيون، نائب سكرتير لجنة الحزب بمقاطعة هاينان جنوب البلاد إن "الصين تستحق الإشادة بإنجازاتها التاريخية في التخفيف من حدة الفقر". 

مضيفا أنه قد تم انتشال المحافظات الخمس المصنفة على المستوى الوطني في هاينان من براثن الفقر، وخرجت جميع المحافظات الستمائة من قائمة القرى المنكوبة بالفقر، وتخلص سكانها الفقراء الذين بلغ عددهم 649.7 ألف نسمة من الفقر وتم تسجيلهم في ملف التخلص من الفقر، وهذا مثال لإنجازات الصين في الحد من الفقر.

وأشار جيفري ساكس، الباحث المعروف في مجال التنمية المستدامة العالمية ومؤلف كتاب "نهاية الفقر"، إلى أن "تجربة الصين للحد من الفقر نموذج حي للعالم، وخاصة لأفريقيا". 

وأوضح جيفري أنه خلال مناقشاته في المنتدى خلص إلى أن برنامج الصين للحد من الفقر ممكن استنساخه في أفريقيا، فقد أظهر نجاح الصين أن القضاء على الفقر يتطلب قدرا كبيرا من الاستثمار، بما في ذلك البنية التحتية، وتنمية الموارد البشرية والتعليم، والطب والصحة، والتنمية الزراعية وبهذه الطريقة فقط يمكن توطيد أسس التنمية المستدامة.

الحد من الفقر عالميا مرتبط بالتعاون الدولي

وقال سيدهارت تشاترجي، منسق الأمم المتحدة في الصين "خلال عشرين عاما، تحولت هاينان من جزيرة صغيرة إلى منطقة رفيعة المستوى قادرة على استضافة الأحداث الدولية، وهذا مثال لإنجازات الصين في الحد من الفقر أيضا، وأعتقد أن الصين لديها هدف طويل الأجل وهو ما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة". 

مضيفا أن الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين تؤكد على أهمية تنشيط الريف، مما جذب اهتماما واسعا من المجتمع الدولي.

واقترح تشيو دونغ يو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة خلال أعمال المنتدى أن القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة من المهام الأساسية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. 

وتعد آسيا باعتبارها أكثر القارات كثافة سكانية، أكبر مساهم في قضية الحد من الفقر للبشرية، وهناك العديد من الخبرات التي يمكن مشاركتها. 

وقد كشف تفشي وباء كوفيد-19 عن هشاشة النظام الغذائي الزراعي الحالي وسلط الضوء على ضرورة تحويل نظام الغذاء الزراعي. 

وتتطلب أعمال التحول أساليب مبتكرة وتقنيات رقمية لتعزيز التنويع الاقتصادي وتعزيز الاستثمار في الصحة والتعليم والموارد البشرية والحماية الاجتماعية والبنية التحتية وغيرها من المجالات.