طهران 13 إبريل 2021 (شينخوا) اتهمت إيران يوم الاثنين إسرائيل بالتخطيط لحادث وقع في منشأة نووية إيرانية لعرقلة جهود إيران لرفع العقوبات الأمريكية في محادثات فيينا النووية الأخيرة.

وضرب انقطاع للتيار الكهربائي منشأة نطنز للتخصيب في وسط إيران صباح يوم الأحد. وذكرت وسائل إعلام في إيران على نطاق واسع أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" كان وراء هجوم إلكتروني تسبب في الحادث.

-- "الإرهاب النووي"

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ((إرنا)) عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله يوم الاثنين إن إسرائيل "تريد الانتقام من الشعب الإيراني لنجاحه في رفع العقوبات الجائرة، لكننا لن نسمح بذلك".

وأفاد ظريف أن أجهزة الطرد المركزي التي تضررت في منشأة نطنز كانت من الجيل الأول، وسيتم استبدالها بأجهزة أكثر تقدما، الأمر الذي سيعزز موقف إيران في المفاوضات التي تهدف إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

وحذر ظريف من أن إيران لن تسمح لإسرائيل بمنع رفع العقوبات، وسوف "تنتقم من" إسرائيل بسبب الحادث الذي وقع في نطنز.

في الوقت نفسه، نقلت وكالة ((برس تي في)) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قوله يوم الاثنين إن حادث الأحد "عمل جريء من أعمال الإرهاب النووي على الأراضي الإيرانية".

كما وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالح يوم الأحد الحادث بأنه عمل من أعمال "الإرهاب النووي".

ونقلت صحيفة ((نور نيوز)) الإيرانية عن مصدر أمني قوله إنه "يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلقاء القبض على العنصر الرئيسي الذي يقف وراء تعطل نظام الطاقة في مجمع نطنز".

وجاء الحادث الذي وقع في المنشأة النووية بعد يوم من حقن 164 جهاز طرد مركزي شبه صناعي من طراز IR-6 بالغاز وتشغيلها بكامل طاقتها في محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز، ودخل 30 جهاز طرد مركزي من طراز IR-6S المرحلة الأولى من حقن الغاز في نفس المحطة.

-- التوترات بين إسرائيل وإيران

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن إسرائيل لن تسمح لإيران أبدا بامتلاك أسلحة نووية.

وذكر نتنياهو في تصريحات مشتركة مع وزير الدفاع الأمريكي الزائر لويد أوستن "كلانا متفق على أن إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية أبدا. سياستي كرئيس لوزراء إسرائيل واضحة: لن أسمح أبدا لإيران بالحصول على القدرة النووية".

في نوفمبر 2020، قُتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بهجوم مسلح استهدف سيارته. وفي ذلك الوقت، حمّلت طهران إسرائيل مسؤولية الاغتيال.

في يوليو 2020، قالت إيران إن "حادثا" أثر على بناء قيد الإنشاء في مجمع نطنز. وفي وقت لاحق، وصف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي الحادث بأنه "عمل تخريبي".

وقبل عقد من الزمان، وجه هجوم "ستوكسنت" الإلكتروني، والذي تم الكشف عنه في عام 2010، ضربة للبرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من أن أيا من الدولتين لم تعترف صراحة بالمسؤولية، فأنه يعتقد على نطاق واسع أن الدودة الحاسوبية هي سلاح إلكتروني تم إنشاؤه بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكدت إيران حدوث انفجار في السفينة التجارية "سافيز" التابعة للبلاد في البحر الأحمر. وقال أبو الفضل شكرجي، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية يوم الجمعة إنه يُشتبه في أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان وراء الهجوم الأخير على سفينة إيرانية في البحر الأحمر.

ووصفت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الهجوم على السفينة الإيرانية بأنه "تصعيد للمناوشات البحرية الغامضة" بين إيران وإسرائيل المستمرة منذ عامين وفتح "جبهة بحرية جديدة في حرب ظل إقليمية سبق أن اندلعت برا وجوا". 

-- آفاق الاتفاق النووي

كما أدت هذه التطورات الأخيرة إلى تعقيد الجهود الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، والمعروف رسميا باسم اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، حيث عُقدت محادثات نووية في فيينا هذا الشهر، مع رفع العقوبات المفروضة على إيران وإجراءات التنفيذ النووي على رأس جدول الأعمال.

وتوقفت إيران تدريجيا عن تنفيذ أجزاء من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة منذ مايو 2019، بعد عام واحد من تخلي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد عن الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على إيران.

ومع إبداء إدارة بايدن رغبتها في الانضمام مجددا إلى الاتفاق النووي، فقد أعربت إسرائيل، وهي خصم قوي لإيران، مرارا عن معارضتها لعودة واشنطن إلى الخطة.

وصرح وانغ جين، الأستاذ المساعد في جامعة شمال غرب الصين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران تهدف إلى ممارسة ضغط إستراتيجي على النفوذ الإقليمي لإيران واجتماعات فيينا النووية.

وقال إنه "في الوقت الذي يأمل فيه المجتمع الدولي في إعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى مساره الصحيح، حاولت إسرائيل تشويش العلاقات الإقليمية، وعرقلة العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وخلق مشهد إقليمي موات لإسرائيل".

وأكد البيت الأبيض يوم الاثنين أن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية.

وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي اليومي بأن "الولايات المتحدة لم تشارك بأي شكل من الأشكال"، مبينة أن واشنطن تركز على المناقشات المقرر عقدها يوم الأربعاء في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

في إيران، سُمعت الأصوات التي تطالب الحكومة بوقف محادثات فيينا بوضوح بعد الحادث. وردا على ذلك، دعا ظريف الشعب الإيراني إلى "عدم الوقوع في الفخ" الذي نصبته إسرائيل.

وبالمثل، نشرت وكالة أنباء الطلاب الإيرانية يوم الاثنين مقال رأي بعنوان "دعونا لا نسير نحو الفخ الذي نصبه أعداء إيران".

وأضافت أن هدفهم هو "عرقلة تطبيع علاقات إيران مع العالم وتقليل الضغوط الاقتصادية ومواصلة مشروع بناء الأمن لإيران".