خلال الدورتين السنويتين.. الصين تركز على "النمو عالي الجودة" في المناطق الريفية arabic.china.org.cn / 10:47:20 2021-03-10
د. أنس الزليطني شبّح* 10 مارس 2021 / شبكة الصين / تشهد الصين العديد من الأحداث ذات أهمية كبرى، لكن تبقى مكانة الدورتين السنويتين في الصين هي الأهم في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، حيث يتم خلالهما وضع الخطة الاقتصادية للصين وتقديم استراتيجيات التنمية الاجتماعية في البلاد، وهو ما يجعل الدورتان مركز الاهتمام المحلي والعالمي. وخلال هذا الحدث السياسي الهام، تُعقد العديد من المداولات بمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث يلتقي شي خلال هذه المداولات مع مشرعين من مختلف المقاطعات الصينية ويتم طرح خطط ومقترحات تطوير المناطق الصينية، وهو ما يجعل هذه المداولات مميزة كونها تهتم بكامل الصين وتساهم في تقاسم النمو الاقتصادي بين مختلف مناطق البلاد. وخلال المداولات مع المشرعين خلال الدورتين السنويتين، يؤكد دائما شي جين بينغ على أهمية تحقيق المزيد من النتائج الملموسة على مستوى التنمية في مختلف المناطق الصينية، لكن ما يميز مشاركة شي خلال مداولات هذا العام أنه ركز بصفة خاصة على التنمية عالية الجودة والتي تعمل على "تحسين رفاهية الشعب" وهو ما شدد عليه شي جين بينغ في السابع من مارس الجاري خلال اجتماعه مع مشرعين من مقاطعة تشينغهاي الصينية، إذ أكد شي بأن "التنمية عالية الجودة هي المطلب العام لجميع جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية". بذلك يمكن القول إن الصين تراهن الآن ليس فقط على تطبيق المخططات الاقتصادية وتحقيق النمو في الريف بقدر ما تسعى إلى النهوض بجودة النمو والعمل على رفاهية المواطنين في مختلف المناطق. وهذا النمو يحتاج إلى "نمو شامل" على كل القطاعات بداية من الاقتصاد وصولا إلى العلوم والتنمية الايكولوجية. تراهن الصين منذ سنوات على هدفها الأبرز المتمثل في "تحقيق رفاهية الشعب" سواء في المدن أو في الأرياف، وأرى أن هذا الهدف أصبح قريبا جدا من أرض الواقع وخاصة بعد إعلان الصين قضائها على الفقر المدقع في كامل البلاد، إذ أصبحت الصين في مرتبة متقدمة على المستوى العالمي في قضية الفقر، وهو ما يُسهل على المسؤولين في مختلف المناطق الصينية التركيز بصفة أكبر على التنمية عالية الجودة التي تخدم "رفاهية الشعب" بصفة مباشرة. كما تتطلب هذه التنمية المدفوعة تعزيز العديد من الجوانب، وخاصة منها الإبداع والتحديث في العلوم والتكنولوجيا فائقة التطور، وهذه المجالات أصبحت محلّ تركيز الصين في كل الاستراتيجيات والخطط التنموية في السنوات الأخيرة. يسعى الحزب الشيوعي الصيني بقيادة شي جين بينغ إلى الحفاظ على ما تم تحقيقه من نتائج مبهرة في القضاء على الفقر المدقع، وأعتقد أن الصين في خطتها الخمسية الـ14 (2021-2025) ستضاعف الجهود التنموية من أجل ضمان عدم عودة أي منطقة إلى الفقر من جديد، حيث نلمس هذه الجهود خلال أي زيارات للأرياف الصينية، إذ أن الريف في الصين الحديثة هو ريف نظيف تتوفر فيه أهم كماليات الحياة، وهو ما أكده شي جين بينغ خلال المداولات مع المشرعين من خلال التشديد على أهمية "النهوض الريفي على كل الجبهات وتحسين رفاهية الشعب"، كما شدد شي على أهمية تعزيز مفهوم الاشتراكية بخصائصها الصينية الحديثة كإحدى أهم ركائز تطوير المناطق الريفية لبناء "ريف اشتراكي جديد يتسم بالجمال والازدهار والتناغم". تعمل الصين على تطوير كل المناطق بصفة متوازية، وأكثر ما يميز الخطط الصينية في هذا النمو هو التوجه الحديث المتطور واستغلال ميزات كل المناطق الجغرافية ومواردها لخدمة بقية القطاعات من أجل تطبيق تنمية استراتيجية مدفوعة بالابتكار، مع العمل على تطوير اقتصاد رقمي في كل المناطق الصينية وذلك في إطار حملة التحديث في الصين واعتبار الابتكار العلمي والتكنولوجي بمثابة الدعم المباشر للاستراتيجيات التنموية في البلاد. لا تزال العديد من دول العالم حتى الآن بعيدة على أهداف واضحة في قضية الفقر كما تعاني هذه الدول من مشاكل عدم التوازن بين المناطق الحضرية والريفية، في حين نلاحظ أن الصين تقدم خططا واستراتيجيات واضحة ومدروسة في كيفية تحقيق نمو عالي الجودة في الأرياف الصينية، وتوسيع الاقتصاد الرقمي الذي ساهم بصفة كبيرة في توفير حياة أفضل لعدد كبير من العائلات الريفية الصينية. لذلك يمكن أن نؤكد أن الصين تبرهن للعالم في كل المناسبات المحلية والعالمية أنها نموذج مهم في كيفية النهوض بالمناطق الريفية وتوفير "حياة رغيدة" لكل المواطنين. *خبيرة تونسية في الشأن الصيني
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |