روما 3 مارس 2021 (شينخوا) قال محللون إن نجاح الصين في الحد من الفقر داخل حدودها في العقود الأخيرة يمكن أن يقدم نموذجا تحتذي به الدول الأخرى الساعية إلى التخفيف من حدة الفقر.

وذكر تقرير صدر مؤخرا عن مؤسسة ((نيو تشاينا ريسيرش))، وهي مركز بحثي تابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الاقتصاد الصيني سريع النمو رفع ما يقرب من 100 مليون من سكان الريف فوق خط الفقر على مدى السنوات الثماني الماضية، ووصل إلى هدف الأمم المتحدة للقضاء على الفقر لعام 2030 قبل عشر سنوات تقريبا من الموعد المحدد.

وقد نال هذا الإنجاز إشادة من جميع أنحاء العالم. وقدم تشيوي دونغ يوي، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومقرها روما، "أحر التهاني للصين حكومة وشعبا" لبلوغها هدف الأمم المتحدة لمكافحة الفقر.

وقال تشيوي، وهو أيضا نائب وزير صيني سابق، إنه يتطلع إلى رؤية الصين والفاو يعملان معا لتحقيق "حلمنا بعالم خالٍ من الجوع".

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تم انتشال أكثر من 800 مليون شخص من الفقر. وأبدى ماتيو ماركيزيو، المدير القطري للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) ومقره روما وممثل الصندوق في الصين، إعجابه الشديد بهذا الإنجاز.

وقال "هذا (الرقم) ضعف سكان أوروبا"، مضيفا أن "غالبية التقدم الشامل الذي أحرزه العالم في القضاء على الفقر خلال الـ40 عاما الماضية حدث في الصين".

وذكر رينزو كافاليري، الأستاذ المتخصص في قانون شرق آسيا بجامعة كافوسكاري في فينيسيا، أن نجاح الصين في محاربة الفقر يمنح الأمل للدول الأخرى الهادفة إلى هزيمة الفقر.

وأشار إلى أن إستراتيجيات الصين مصممة بشكل خاص للغاية لتلائم الأوضاع المختلفة في مختلف مناطق البلاد وفي مختلف المراحل. وشدد على أنه "يتعين على كل دولة أن تحدد إستراتيجياتها الخاصة التي تتناسب مع وضع ذلك البلد".

وقال ماركيزيو إن معركة كل دولة ضد الفقر تتأثر بـ"مئات العوامل المعقدة"، ولكن هناك تحديين مشتركين يواجهان جميع الدول التي تعاني من مستويات عالية من الفقر، وهما نقص الموارد ونقص الفرص.

وأضاف أن الموارد تشمل الموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة والمياه النظيفة ورأس المال، بينما تشير الفرص إلى الوصول إلى التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية والأسواق.

وذكر أن "التجربة التي علمتنا إياها الصين هي أنه من خلال تجميع الموارد و(خلق) الفرص، يمكن لأي بلد أن يبدأ في الحد من الفقر".