arabic.china.org.cn | 20. 01. 2021 |
أنس الزليطني شبّح
خبيرة تونسية في الشأن الصيني
20 يناير 2021 / شبكة الصين / أكد كتاب "شي جين بينغ حول الحكم والإدارة" في المجلد الثالث على أن مستقبل ومصير كل أمة وكل بلد مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. وأنه لا بد من التشارك في السراء والضراء، والسعي" جاهدين لبناء كوكبنا في عائلة متناغمة"، وتحقيق حلم تقاسم حياة أفضل لشعوب العالم بأسره. وقد تضمن المجلد الثالث للكتاب أهم الخطابات للرئيس الصيني في السنوات السابقة، وبعد متابعة لأهم المشاركات الدولية للرئيس الصيني في عام 2020، يمكن الوصول إلى استنتاج واضح ألا وهو أن التمسك بمفهوم مجتمع ذي المصير المشترك للبشرية هو اقتراح الصين الثابت.
شهد العالم خلال سنة 2020 العديد من التغيرات إثر تفشي وباء كوفيد-19 في مختلف دول العالم، لتتحول وجهة نظر كل الدول إلى البحث عن كيفية مقاومة هذا الوباء والتصدي لمخلفاته، وقد طالت التغيرات أيضا حتى خطابات الزعماء في العالم، ومن بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي كانت أغلب خطاباته خلال 2020 ترتكز على كيفية تعزيز التعاون لمكافحة الفيروس، وعلى تعزيز التعاون التجاري، وخاصة "بناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك للصين وبقية دول العالم".حيث دعا الرئيس الصيني إلى التعاون بين الصين ومختلف دول العالم من أجل التصدي لتداعيات الفيروس على الاقتصاد العالمي وعلى بقية القطاعات.
التعاون الاقتصادي
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في المحافل الدولية لسنة 2020 على أهمية التعاون الاقتصادي المشترك بين الصين ومختلف دول العالم، وذلك من أجل تخطي العواقب والصعوبات التي يمر بها العالم جرّاء الوباء، وقد تداول شي في العديد من المناسبات خلال 2020 أهمية التعاون بين مختلف الدول وأيضا ضرورة "ترك الخلافات" والبحث عن كيفية بذل المزيد من الجهود المشتركة من أجل دعم القطاع الاقتصادي، وهو ما أكده في كلمته عبر تقنية الفيديو في حفل افتتاح معرض الصين-الآسيان الـ17 في 27 نوفمبر 2020، من خلال دعوة دول الآسيان إلى "رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري وتسهيل الانتعاش المبكر والكامل للاقتصاد الإقليمي"، فالصين تعطي أهمية كبيرة لتعزيز تعاونها الاقتصادي مع دول جنوب شرق آسيا، وهذا التعاون يلقي بنتائجه أيضا على المستوى العالمي، إذ من شأنه تحقيق التعافي الاقتصادي لدول المنطقة وفي نفس الوقت بقية دول العالم.
كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية التعاون من أجل دعم الاقتصاد العالمي في قمة مجموعة العشرين بالرياض والتي حضرها عبر تقنية الفيديو في نوفمبر 2020 في ظروف استثنائية أمام كل اقتصادات العالم، تتمثل في تراجع كبير في الأنظمة الاقتصادية العالمية وتحديات صعبة أمام كبرى وصغرى الاقتصادات في العالم، حيث أكد الرئيس الصيني خلال هذه القمة على "أهمية تحقيق تنمية أكثر شمولا"، وأكد دعم الصين للمبادرات التي تسعى إلى تعزيز التجارة الحرة من أجل التعافي الاقتصادي العالمي. وفي نفس التوجه الاقتصادي، طرح شي جين بينغ في 17 نوفمبر 2020 العديد من المقترحات من أجل تخطي التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم إثر تفشي الفيروس، وذلك خلال كلمة عبر الفيديو في قمة بريكس الـ12 والتي دعا خلالها إلى دعم الانفتاح والابتكار والتعاون العالمي من أجل التعافي الاقتصادي. كما أكد شي أن التعافي الاقتصادي يحتاج إلى تعاون دولي من أجل تحقيق نتائج عالمية. خلال كلمة رئيسية ألقاها شي عبر الفيديو في حفل افتتاح معرض الصين الدولي الثالث للواردات في الرابع من نوفمبر، أكد على أن "مرض فيروس كورونا الجديد تذكير صارخ بأن جميع الدول تعيش في مجتمع مصير مشترك، لا أحد يستطيع البقاء محصنا وسط أزمة كبيرة"، وبذلك قدم شي صورة واضحة لأهمية التعاون العالمي من أجل تخطي الأزمة الحالية، بدلا من الانغلاق أو تصعيد الخلافات.
إن خطابات شي جين بينغ في مختلف المناسبات العالمية لعام 2020 دعت إلى أهمية التعاون العالمي من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي وتخطي الصعوبات التي تشهدها كل الدول في ظروف استثنائية وصفها شي بأنها أشد صعوبة من أزمة 2008 الاقتصادية، فالرئيس الصيني دعا أيضا إلى التعاون وعدم تصعيد "الخلافات" بين الدول الكبرى وذلك من أجل تخطي أصعب المحن الاقتصادية في العصر الحديث.
التعاون الصحي
يُعتبر المجال الصحي هو الأبرز في المناسبات المختلفة على الصعيد العالمي في عام 2020، فتأثيرات كورونا قامت بتعرية "ضعف النظام الصحي" في العديد من دول العالم، كما جعل الوباء قطاع الصحة أكثر هشاشة من قبل. لذلك نلاحظ تمحور كل المنتديات والقمم العالمية في 2020 بالأساس على مكافحة الفيروس وكيفية التعاون بين الدول من أجل البحث عن لقاحات وحلول أمام هذا الوباء العالمي، الذي "فتك" بأرواح العديد من الناس و"دمر" العديد من الاقتصادات. وقد تصدر قطاع الصحة مختلف القمم والمنتديات العالمية حتى الاقتصادية منها مثل قمة مجموعة العشرين الـ15، ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسفيك (أبيك)، وخلال كلماته في هذه المناسبات العالمية التي سبق وذكرناها آلفا، أكد شي جين بينغ على أهمية التعاون الصحي وبناء "جدار حماية عالمي" ضد فيروس كورونا الجديد، كما أكد شي في العديد من المناسبات أيضا على أهمية "دعم التعددية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة"، وذلك من أجل دعم منظمة الصحة العالمية في مكافحة الوباء الذي يهدد "صحة العالم"، وهذا ما أكده شي في 23 سبتمبر 2020 خلال مؤتمر عبر الفيديو مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقد مثّل تصريح شي جين بينغ بأن "الصين ستساهم في إمكانية الحصول على لقاح مضاد للمرض والقدرة على تحمل تكاليفه في الدول النامية" أملا جديدا بالنسبة للعديد من دول العالم التي قدمت لها الصين خلال أزمة كورونا نموذجا جديدا للتعاون الدولي في مجال مكافحة الأزمات الصحية.
إن الصين خلال العام الماضي برهنت أن كل المجالات مكملة لبعضها البعض وأن كل دول العالم تحتاج إلى المزيد من التعاون من أجل "كسب المعركة ضد كورونا"، فالرئيس الصيني خلال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020 أكد أهمية التعاون الدولي تحت سقف الأمم المتحدة، وأن العالم في حاجة إلى الاتحاد من أجل تحقيق غد أفضل لشعوب العالم.
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والصحي، أشار الرئيس الصيني في العديد من كلماته على المستوى المحلي والعالمي إلى أهمية التنوع البيولوجي وحماية الأنظمة الايكولوجية وذلك من أجل الحصول على عالم أكثر أمانا لمختلف شعوب العالم، حيث تدعو الصين مختلف دول العالم إلى تضافر الجهود من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي والحوكمة البيئية العالمية، وهو ما أشار إليه شي جين بينغ خلال قمة الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في 30 سبتمبر 2020، حيث أشار إلى أن "فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام الايكولوجي يمثلان خطرا كبيرا على البقاء البشري والتنمية البشرية"، وشدد شي على التمسك بالتعددية وتضافر التعاون للحوكمة البيئية العالمية، كما أكد على أن "الأحادية لا تحظى بأي دعم، فالتعاون هو السبيل الوحيد للمضي قدما" وهو ما يجعل الصين حسب رأيي تقدم نموذجا جديدا في إدارة الحوكمة، وفي كيفية التعاون في مختلف المجالات من أجل تحقيق المنفعة العامة لجميع الشعوب.
فالصين ترى في حماية البيئة والتطوير الأيكولوجي تطورا أيضا في بقية المجالات الصحية والاجتماعية، وهو ما أكده شي خلال قمة الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي بأن الصين "لطالما أعطت الأولوية للتطور الأيكولوجي ودمجته في كل أبعاد ومراحل تنميتها الاقتصادية والاجتماعية"، ليمثل ذلك نموذجا لبناء "حضارة إنسانية تتشاطر مصلحة مشتركة" وذات مصير موحد.
أعتقد أن خطابات الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال سنة 2020 هي خطابات "إنسانية" بالأساس، حيث أنه في أغلب خطاباته في المناسبات الدولية لهذا العام توجه إلى التأكيد على أهمية التعاون من أجل بناء مجتمع ذو مصير مشترك للبشرية جمعاء، وأكد على أهمية "ترك الخلافات" وتعزيز التبادلات والتعاون في قطاع الاقتصاد والصحة من أجل التغلب على وباء كوفيد-19. أما على الصعيد المحلي، فإن عام 2020 كان عاما استثنائيا في الأهداف الصينية، خاصة تزامن العام مع الموعد المحدد في خطط الحكومة الصينية وأيضا الحزب الشيوعي الصيني، حيث أن 2020 كان موعد تحقيق هدف الأمة الصينية ألا وهو القضاء على الفقر المدقع في الصين، لذلك كانت خطابات الرئيس الصيني أيضا تعطي إشارات صريحة للشعب الصيني ولبقية دول العالم بأن الصين رغم ظروف الوباء إلا أنها مصرة على تحقيق هذا الهدف النبيل وأنها ستكون نموذجا يُحتذى به في هذا المجال.
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |