arabic.china.org.cn | 25. 11. 2020 |
أنس الزليطني شبّح
خبيرة تونسية في الشأن الصيني
25 نوفمبر 2020 / شبكة الصين / اختتم قادة الدول في 22 نوفمبر الجاري، الدورة الـ15 لاجتماعات دول مجموعة العشرين (G20)، وقد تم عقد القمة بصفة افتراضية في الرياض بسبب "خطر الوباء" الذي اجتاح العالم تحت عنوان "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" والتي تسعى إلى "تعميق التعاون العالمي"، لتصبح القمة هذه المرة الأكثر استثناء في تاريخها منذ عام 1999، حيث شكلت هذه القمة الاستثنائية "أملا" تجاه الوضع الحالي الذي يواجهه العالم بأسره، وبذلك كان محور "التعاون الصحي لمواجهة الوباء" هو المحور الأبرز في القمة.
إن قمة مجموعة العشرين لهذا العام دارت على مدى يومين بتقنية الفيديو، وقد جلبت أنظار عدد كبير من المتابعين من كل دول العالم، حيث تلعب دول المجموع دورا مهما في اقتصاد العالم بناتج محلي إجمالي لدول المجموعة يمثل 85% من الإجمالي العالمي، لذلك تابع العالم هذه القمة في انتظار إصدار حلول لمواجهة وباء فيروس كورونا، وقد تناولت القمة العديد من الجوانب المهمة لمستقبل "أفضل" للدول، من بينها القضايا الرئيسية مثل الصحة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وهذه المجالات تُحتّم التعاون الدولي من أجل نتائج ملموسة أكثر ومن أجل تعزيز الانتعاش الاقتصادي على المستوى الدولي.
رغم المنحى الاقتصادي في اجتماعات مجموعة العشرين، يبقى تعزيز روح التعاون لمزيد مكافحة فيروس كوفيد-19 هو المحور الأبرز في قمة هذا العام، لتفضي جهود مختلف الدول إلى التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي من أجل دعم عالمي للقاحات والأدوات العلاجية، كما تم ضخ أكثر من 11 ترليون دولار أمريكي من أجل المساهمة في انعاش الاقتصاد العالمي والذي يشهد "أسوأ" الفترات في العصر الحديث ما بعد الحروب العالمية، وهو ما تطرق إليه أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته أمام قمة مجموعة العشرين، حيث أكد أن العالم في الظروف الحالية يحتاج إلى بناء "جدار حماية عالمي"، ضد فيروس كورونا الجديد، وقد تكون مقترحات الرئيس الصيني هي من أكثر الاقتراحات فاعلية في المستقبل لتعزيز التعاون الدولي من أجل مكافحة الوباء، حيث أكد شي جين بينغ أن الدول تحتاج إلى خفض التعريفات والحواجز وزيادة الاستفادة من الاقتصاد الرقمي لمحاربة الفيروس. تلعب الصين دورا مهما في مجموعة العشرين كونها من بين كبرى الاقتصادات العالمية، فضلا عن دورها الريادي خلال الأزمة الصحية الراهنة، حيث أثبتت الصين في وقت وجيز جدارتها في التعاون العالمي من خلال تقديم المساعدات والخبرات لمكافحة الوباء، وهو ما جعل المقترحات الصينية خلال هذه القمة تكون جديرة بالاهتمام أكثر وجلبت أنظار العالم.
إن مقترحات الدول المشاركة في القمة تمحورت بالأساس على تعزيز التعاون من أجل ضخ المزيد من التعاون الدولي في مجال الاقتصاد، وفي هذا الصدد يرى الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الاقتصاد الحالي يحتاج إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث أثبت هذا النوع من الاقتصاد نجاعته خلال أزمة كوفيد-19، وخاصة في الدول الرائدة في هذا المجال وعلى رأسها الصين، والتي برزت فيها أولى مظاهر التعافي الاقتصادي على المستوى العالمي خلال هذا العام، وكما أن الاجراءات المتّبعة في الاقتصاد الرقمي، لعبت دورا مهما في ظهور تعافي الاقتصاد الصيني والذي بدوره له تأثير كبير في تعافي الاقتصاد العالمي، وقد راهنت الصين على ثنائية التعافي الاقتصادي والحد من انتشار فيروس كورونا في نفس الوقت، حيث أكد شي جين بينغ أن "احتواء الفيروس واستقرار الاقتصاد وحماية سبل العيش تظل رحلة طويلة وشاقة لجميع الدول. في أثناء احتواء الفيروس، علينا أيضا تحقيق الاستقرار واستعادة النمو الاقتصادي"، وفي نفس السياق، أعلنت دول مجموعة العشرين في بيانها الختامي خلال هذه القمة على حزمة من الاجراءات والقرارات الهامة، من بينها تعزيز التعاون الاقتصادي لمجابهة الأزمة الاقتصادية الحالية، واتخاذ إجراءات سريعة وغير مسبوقة لحماية البشرية من خطر الفيروس، وضخ المزيد من الأموال من أجل مجابهة الأوبئة.
رغم انتهاء القمة، تبقى التحديات العالمية قائمة خلال الظروف الاستثنائية في ظل جائحة كورونا، لذلك فإن دور الاقتصادات الكبرى يستوجب المزيد من التعاون من أجل حماية البشرية جمعاء، فالتحديات تفوت الجانب الاقتصادي هذه المرة، لتشمل القطاع الصحي العالمي، حيث تدعو الحاجة إلى تحقيق "انتصار صحي" من أجل استقرار ونمو اقتصادي عالمي، بالإضافة إلى تعزيز التعددية واستكمال الحوكمة العالمية والتنسيق بين السياسات الاقتصادية والابتعاد عن الخلافات، وكل ذلك بهدف التشارك في مجتمع عالمي يتمتع بصحة جيدة للجميع واقتصاد عالمي أكثر صلابة أمام الأزمات.
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |