أهم التحديات الصينية في السنوات الخمس القادمة arabic.china.org.cn / 11:36:43 2020-11-01
د.أنس الزليطني شبّح * الأول من نوفمبر 2020 / شبكة الصين / في الـ29 من أكتوبر 2020، تمّ إصدار بيان عن الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، وذلك بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وحضور 198 عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني و166 عضوا احتياطيا باللجنة المركزية للحزب، والعديد من الباحثين والخبراء ومسؤولين صينيين آخرين. حيث أن حضور كل هؤلاء المسؤولين الصينيين يعطي الجلسة أكثر أهمية ومصداقية. وقد اعتمدت هذه الجلسة اقتراحات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لصياغة الخطة الخمسية الـ14 للفترة الممتدة من 2021 إلى عام 2025 وللخطة طويلة الأجل حتى عام 2035، وتم التأكيد على تعزيز استراتيحية التنمية المستدامة للدولة في أغلب القطاعات، وأرى أن أهم مُخرجات الجلسة هي التحديات الأربعة التالية:
أولا، تنمية اقتصادية مستدامة وصحية
يُعتبر القطاع الاقتصادي من أهم المجالات التي تواجه التحديات الأصعب في الخطة الخمسية الـ14، حيث تأثرت كل دول العالم ولو بصفة متفاوتة، من مخلفات وباء كورونا على القطاع الاقتصادي، ومن بين هذه الدول الصين، كما أن الاقتصاد الصيني مازال يقاوم أمام التوترات التجارية والضغوطات الموجهة على الشركات الصينية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. بذلك يكون المجال الاقتصادي في الخطة الخمسية القادمة هو أهم مجال للتحدي وتحقيق الفوز الوطني. فعلى الصين أن تضع خطة استراتيجية لتنميتها الاقتصادية تعتمد على إصلاحات النمط الاقتصادي، حتى يكون أكثر انفتاحا وصلابة أمام أي "اهتزازات اقتصادية"، واتباع نمط اقتصادي يضمن من جهة مزيد نمو الاستهلاك الداخلي ومن جهة أخرى تعزيز الانفتاح والتعاون الصيني مع بقية دول العالم، وبذلك ستسعى الصين إلى تحقيق تنمية إقتصادية مستدامة وصحية، فالتنمية الاقتصادية تخدم بصفة مباشرة نمو بقية المجالات الأخرى.
ثانيا، تعزيز التنمية التكنولوجية والعلمية
لقد أبهرت الصين العالم بأسره خلال السنوات الأخيرة بـ"القفزة" التكنولوجية والعلمية التي حققتها في شتى الجوانب العلمية. وقد أكد بيان الجلسة الكاملة أن الصين ستتوجه إلى تعزيز التكنولوجية من أجل تحقيق المزيد من النتائج الذاتية في هذا المجال، وخاصة التوجه إلى التركيز على التنمية العلمية والتكنولوجية عالية الجودة، والتي ستصبح من أهم النقاط الصينية الرائدة في العالم.
إن تأكيد الصين على عزمها مزيد دعم مجال العلوم والتكنولوجيا هي استراتيجية مهمة في المستقبل القريب والبعيد للصين، حيث أنها قطعت مشوارا هاما في هذا المجال وهو ما سيخدم الصين والعالم بأسره، فالعالم بحاجة إلى مزيد التعاون في المجال العلمي لتحقيق "جدار آمن وصلب" أمام الكوارث والتحديات وخاصة منها الصحية، بعد "تعرية" وباء كوفيد-19 لضعف تعاون بعض الدول على المستوى البيولوجي والصحي.
ثالثا، تحقيق المزيد من التنمية الاجتماعية
تُراهن الصين منذ اعتماد خططها الوطنية على التنمية الاجتماعية في كل جوانبها، فالمواطن الصيني هو هدف كل الخطط والأهداف الصينية في مشوار الصين الحديثة والتي تعتمد من المواطن أساسا وهدفا لها في ذات الوقت، حيث عملت الصين على تحقيق رفاهية الشعب والقضاء على الفقر المدقع منذ الخطط السابقة، في نفس الوقت برهنت الصين أن كثافة سكانها هو أحد أهم أسباب نجاحها في تخطي العديد من الصعوبات.
أعتقد أن الصين ستواصل في الخطة الخمسية القادمة مزيد تعزيز جوانب رفاهية شعبها من خلال تنمية مناحي الحياة للمواطن الصيني من ضمان إجتماعي وصحي وتطوير قطاع التعليم، وغيرها من الجوانب الأخرى والتي تلمس المواطن الصيني بصفة مباشرة. وهذا ما يجعل الخطط الصينية مميزة، فهي تتطرق إلى حياة المواطن بصفة مباشرة وملموسة.
رابعا، مواصلة الاصلاح الايكولوجي
عملت الصين منذ فترة على تحقيق نتائج إيجابية في مجال البيئة والمناخ، من خلال إقامة مناطق ايكولوجية خضراء هامة، وتخفيض نسبة الانبعاثات الرئيسية، وقد أكدت الصين أنها ستواصل تحسين البيئة الايكولوجية وتسريع التنمية الخضراء منخفضة الكربون. ولتحقيق نتائج أكثر نجاعة في هذا الجانب، أعتقد أن التعاون الصيني مع بقية الدول المتقدمة والنامية سيفيد تبادل الخبرات بين هذه الدول، وهو ما سيضفي نتائج أكثر تساهم من تقليل مخاطر التغيرات المناخية التي تهدد سكان العالم في السنوات القادمة.
رغم ما حققته الصين من نجاحات هامة في الخطط السابقة، لكن أعتقد أن السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر تحديا بالنسبة للصين، فعلى الصين اتباع استراتيجية مُحكمة للحفاظ على ما حققته في سياسة القضاء على الفقر المدقع في كامل ترابها، فلا بدّ من اتباع المزيد من الاجراءات لضمان عدم عودة أي مناطق إلى خط ما تحت الفقر، وجعل المناطق الريفية وقطاع الفلاحة أكثر استقرارا أمام كل التحديات حتى تحافظ على رفاهية سكانها.
كما أن التركيز على تأييد الصين للسلام والتنمية والتعاون الدولي في بيان الجلسة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، يجعل من الخطة الصينية القادمة أكثر تميزا، فهي لن تتمركز على التنمية الداخلية فقط، بل ستسعى بكين جاهدة إلى تعزيز تعاونها مع بقية الدول في كنف السلام والمنفعة المتبادلة. وهو ما يمكن أن يلوج في الأفق القريب بالمزيد من الآليات الصينية التي تسعى للتعاون العالمي على غرار مبادرة "الحزام والطريق".
* خبيرة تونسية في الشأن الصيني
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |