أهم ما حققته الصين خلال الخطة الخمسية الـ13 arabic.china.org.cn / 15:25:02 2020-10-28
بقلم د.أنس الزليطني شبّح * 28 أكتوبر 2020 / شبكة الصين / أوشكت سنة 2020 على نهايتها، وهي السنة "الحاسمة" في تاريخ الصين الحديثة وفي فترة الخطة الخمسية الـ13 للصين، حيث أخذت هذه الخطة خمس سنوات لتحقيق المزيد من الأهداف والتحديات، فمنذ 2016 إلى 2020، شهدت العديد من المناطق في العالم تغيرات كبيرة، وشهد العالم بأسره تحديا كبيرا إثر ظهور أزمة كوفيد-19، ليتطلب الأمر مجهودات وخطط إضافية من الصين للوصول إلى أهدافها المنشودة للخطة الخمسية الـ13. أعتقد أنه يمكن التماس جدية ونجاح الخطة الصينية من خلال ما حققته الصين خلال السنوات الماضية، حيث شهدت أغلب القطاعات في الصين تحسنا واضحا، لكن حسب رأيي، أعتقد أن أهم ما أنجزته الصين خلال هذه الفترة هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث أن الإنجازات الصينية في هذه الجوانب حققت منافع هامة على المستوى الصيني والعالمي. التنمية الاقتصادية جعلت الصين قطاع الاقتصاد من أهم أهدافها في خطتها الخمسية الـ13، فبنمو هذا القطاع يمكن ضمان نجاح بقية القطاعات، حيث قفز الناتج المحلي للصين من 68.9 ترليون يوان في 2015 إلى 99.1 ترليون يوان في 2019 وبذلك ساهمت الصين بنسبة 30% من إجمالي النمو الاقتصادي على المستوى العالمي. كما تحسن الهيكل الاقتصادي والتخطيط الإقليمي في الصين. وشهدت الصين في السنوات الخمس الأخيرة تشجيعا هاما للعديد من الخطط والتحفيزات التي تُعزز ريادة الأعمال في البلاد. بالإضافة إلى تعزيز التعاون التجاري بين الصين وبقية دول العالم، من خلال إقامة مناطق للتجارة الحرة وتقديم تسهيلات للاستثمارات الأجنبية في الصين. حافظت الصين على استقرار أساسيات التجارة الخارجية والاستثمارات الأجنبية خلال السنوات الأخيرة وعززت مبادرة "الحزام والطريق" بصفة واضحة التعاون الصيني مع بقية الدول، حيث بلغ إجمالي الواردات والصادرات في 2019 بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" 1.9 ترليون دولار أمريكي وهو ما يمثل أكثر من 41% من إجمالي تجارة الصين في السلع. كما ساهمت المناطق التجارية الحرة الجديدة في دعم الانفتاح والتعاون التجاري الصيني مع العالم، لتتحول إنجازات الخطة الخمسية الـ13 إلى نموذج اقتصادي عالمي تميز بالانفتاح والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي. رغم ما شهدته الصين خلال السنوات الأخيرة من تضييق على قطاعها الاقتصادي والتعرض للعديد من العقوبات على شركاتها العالمية، وتأثيرات "أزمة كورونا" على القطاع الاقتصادي، إلا أن الصين ذللت الصعوبات من خلال تنفيذ أنظمة مالية معينة تقوم بالأساس على تقديم تخفيضات في ضريبة القيمة المضافة وتخفيض الضرائب والرسوم، وتقديم العديد من التسهيلات والإعفاءات للمؤسسات المحلية، وذلك لضمان استقرار عمل المؤسسات والحفاظ على استقرارها. أعتقد أن أهم الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين خلال السنوات الأخيرة تبلورت في التحدي الكبير لمواجهة مخلفات "الأزمة الاقتصادية العالمية" في 2020، والتي طالت أغلب القطاعات، حيث ظهر "النموذج الصيني" في أحسن صُوره خلال سنة التحديات، من خلال إظهار نسبة كبيرة في مرونة الاقتصاد الصيني، حيث توجهت البلاد إلى تفعيل وتنشيط قطاع الاقتصاد في غضون مكافحة وباء كوفيد-19، وذلك من خلال تطبيق "حكمة التدابير الصينية" المتمثلة في تخفيض مبالغ هامة لمساعدة المؤسسات المتضررة من الوباء، وزيادة السندات المحلية لتوفير قروض تفضيلية منخفضة الفائدة للشركات مع تقديم تسهيلات نقدية للشركات الأكثر تضررا من الوباء وغيرها من التسهيلات الأخرى لمختلف الشركات. ليساهم الاقتصاد الصيني المرن في انتعاش الاستثمارات داخل الصين وخاصة في مجال الاقتصاد الرقمي الذي أبهر العالم خلال "شلل" الحركة العادية في كل الدول جراء الوباء. إن ما ميز القطاع الاقتصادي أيضا في الصين مؤخرا كونه عزز القطاعات التقليدية مثل التعاون التجاري والاستثمارات والسياحة والخدمات، لكن في نفس الوقت قام بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة لخدمة هذه القطاعات، حيث أن إنترنت الأشياء وشبكة الجيل الخامس 5G والابتكار والتطوير العلمي لعبت دورا هاما في جعل الاقتصاد الصيني أكثر مرونة وجودة، وقد خدمت هذه التكنولوجيا بصفة كبيرة أغلب القطاعات خلال أزمة الوباء، حيث ساهمت في تعزيز قطاع الخدمات والصحة والتعليم وغيرها من بقية القطاعات الأخرى. التنمية الاجتماعية: القضاء على الفقر المدقع إن التنمية الاجتماعية هي هدف الصين منذ عقود طويلة، لتركز الخطة الخمسية الـ13 على تحقيق أهم الأهداف الصينية على مر التاريخ، والمتمثلة في القضاء التام على الفقر المدقع في الصين، وتُعتبر هذه السنوات هي الأهم في تاريخ الصين الحديثة، حيث عملت الحكومة الصينية خلال السنوات الأخيرة على تطبيق العديد من الخطط لكي ينعم كامل الشعب الصيني بمستوى معيشي فوق خط الفقر، وذلك من خلال تخليص سكان الأرياف من الفقر بشكل شامل، وتخليص كامل المناطق الصينية من الفقر. عملت الصين بكل جدية على تطبيق خطط نموذجية لإنشاء أراضي زراعية عالية الجودة، وكذلك تمّ رصد مبالغ ضخمة من أجل إخراج السكان من الحياة "الفقيرة البائسة" إلى حياة تقوم على مصادر ملموسة لمداخيل كافة السكان في الصين، ثم قامت الحكومة الصينية بمواصلة متابعة المشاريع الصغرى والمتوسطة والخاصة في المناطق الريفية ودعمها حتى لا تتأثر بأي تداعيات اقتصادية. كما قامت الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني بتقديم العديد من الحوافز للفلاحين لتشجيعهم على الاستغلال الجيد لأراضيهم. وبالرغم من التحديات التي شهدتها العديد من المناطق الصينية إثر وباء كوفيد-19، حافظت الصين على دعمها الكامل للمناطق الفقيرة في الصين، فحتى خلال أزمة وباء كوفيد-19، قامت الصين بضخّ أموال كبيرة لتعزيز خطة القضاء على الفقر في الصين لأكثر من خمسين منطقة، وإقامة أكثر من خطة وطنية توفّر عددا أكبر للوظائف وفرص العمل للقوى العاملة في المناطق الريفية الفقيرة في الصين، ودعم منشآت البنية الزراعية الحديثة وتعزيز الخدمات الاجتماعية للعائلات الفلاحية، وغيرها من التسهيلات الهامة التي ساهمت في إخراج السكان من تحت خط الفقر إلى حياة "رغيدة" لكافة السكان، حيث نجحت الصين في تحسين صافي الدخل السنوي للفرد في المناطق الفقيرة من حوالي 510 دولار أمريكي في 2015 إلى أكثر من 1400 دولار سنويا في 2019، ما يمثل نموا ملموسا في صافي المداخيل بنسبة سنوية أكثر من 30%. إن إخراج الصين لأكثر من 10 ملايين شخص سنويا من تحت براثن الفقر خلال السنوات الأخيرة، يجعل النموذج الصيني الأول عالميا في تحقيق "حياة رغيدة شاملة" لكافة السكان، وبذلك تساهم الصين لوحدها بأكثر من 70% في الحد من الفقر العالمي. إن كل المخططات الصينية تهتم بتسهيل حياة المواطن الصيني، وهو ما يجعل من الخطط الصينية نموذجا في تعزيز قيمة الإنسان، حيث راهنت الخطة الخمسية الـ13 على "بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل"، وقد تم تحقيق هذا الهدف من خلال تحسين معيشة المواطنين وتحسين نصيب الفرد من الدخل القابل للإنفاق لأكثر من 30 ألف يوان صيني وتحسين مستويات التأمين الاجتماعي والصحي والتعليمي. إن ما حققته الصين خلال الخطة الخمسية الـ13 من تنمية اقتصادية واجتماعية خدمت مصالح المواطن الصيني كما لعبت دورا هاما على المستوى العالمي من خلال تعزيز التعاون الصيني مع بقية دول العالم، ومن خلال الإسهامات الكبيرة عالميا في تحقيق "حلم البشرية" وإخراج أول مجتمع بأسره من خط الفقر، ليكون بذلك إسهاما واضحا للبشرية وللخطط العالمية التي لازالت تسعى حتى الآن إلى تحقيق حياة أفضل لمختلف المجتمعات. ما ميز السنوات الأخيرة في عمل الحكومة والحزب الشيوعي الصيني هو العدد الكبير للتحديات والضغوطات التي واجهتها الصين سواء كانت ضغوطات اقتصادية أو سياسية أو صحية، لكن الإصرار الصيني جعل من الأهداف تحقق النصر زمن الصعوبات. * خبيرة تونسية في الشأن الصيني
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |