بكين 22 أكتوبر 2020 (شينخوا) "40 مليونا"، "أغسل يديك"، "ارتدِ الكمامة"، "حافظ على التباعد الاجتماعي"...هكذا قالت الطفلتان الصينيتان التوأم "منغ منغ ويايا" اللتان تبلغان من العمر 5 سنوات، في مقطع فيديو قامتا بتصويره تحت عنوان "لا تتراخى! كيف نحافظ على سلامتنا" لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

مع تجاوز عدد الإصابات بكوفيد-19 حول العالم 40 مليونا، شدد الناس في الصين وأنحاء العالم على أهمية الحفاظ على الحذر من المرض.

فـ"سر نجاح معركة الصين ضد الجائحة يكمن في عدم التراخي في جميع الأوقات"، حسبما ذكرت شيوى ون، والدة الطفلتين التوأم، وهي خريجة قسم اللغة العربية بجامعة بكين. وقالت إنه "في ظل التحديات الكبيرة التي مازلنا نواجهها، تريد الابنتان التعبير عن دعمهما للأصدقاء العرب بطريقتهما الخاصة".

في الأسبوع الماضي، منح السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ شهادة تكريم للطفل المصري عبدالرحمن ماهر، الذي حصل على "جائزة أفضل 10 متسابقين" في مسابقة القصص للأطفال الدولية التي تنظمها الصين ويشارك فيها 182 متسابقا من دول مختلفة.

ولفت محمد ماهر، والد الطفل عبدالرحمن، إلى أن القصة تدور حول الجد "عدنان"، الذي طالبه أحفاده بعدم النزول من المنزل في فترة انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد حتى لا يصاب أو ينقل العدوى لأبنائه وأحفاده، مضيفا أن ابنه ارتدى الجلباب الصعيدي وقام بتحويل القصة إلى مسرحية باللهجة الصعيدية لجذب انتباه الأطفال، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

وقال السفير لياو إن عبدالرحمن، هو الفائز الوحيد من الدول العربية والإفريقية، ما يجسد كفاءة التربية المصرية للأطفال وعمق الصداقة الصينية المصرية، وذكر السفير أن الأطفال يمثلون مستقبل وأمل الوطن والقوة الرئيسية القادمة في بنائه، وتمنى له المزيد من النجاح في دراسته لكي تكون له بصمة في بناء وطنه وتعزيز الصداقة بين مصر والصين.

وشاركت الأوساط الثقافية والأكاديمية الصينية والعربية في معركة "بدون دخان" ضد كوفيد-19 عن طريق التبادلات الشعبية. ففي فبراير، أطلق طلاب معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية بمصر نشاطا خاصا للتعبير عن تضامنهم مع الصين من خلال تصوير مقاطع فيديو. وفي مارس، قام طلاب قسم اللغة الصينية بمعهد كونفوشيوس بجامعة الخرطوم في السودان بكتابة وتسجيل قصائد ليعربوا من خلالها عن دعمهم للأصدقاء الصينيين.

وفي إبريل، قام طلاب قسم اللغة العربية بجامعة بكين بتصوير مقاطع فيديو باللغة العربية تضامنا مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقطر ولبنان ودول أخرى لدعم جهود الأصدقاء العرب في مواجهة الفيروس.

ونشرت جامعة بكين في حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي سلسلة مقالات تحت عنوان "الحياة في الشرق الأوسط وسط الجائحة العالمية"، لعرض قصص مؤثرة بين الأصدقاء الصينيين والعرب.

أما مركز الدراسات الصينية العربية للإصلاح والتنمية بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية فقد نشر 135 عددا من التقارير البحثية تحت عنوان "نحن معكم - مراقبة الوضع الوبائي في الدول العربية"، تضمنت 300 ألف كلمة لمتابعة الأخبار العربية الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وأصدرت جامعة بكين في مايو النسخة العربية من وثائق مكافحة كوفيد-19، في مسعى لتقاسم الخبرات الصينية في مجال الوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه ومساعدة الدول العربية في مكافحته.

وتشمل الوثائق ((خطة الوقاية والسيطرة على الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد)) و((الخطة العلاجية للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد)) وغيرها من الوثائق الإرشادية المهمة في مجالات الوقاية والسيطرة والعلاج.

وقال وو بينغ بينغ نائب مدير قسم اللغة العربية والآداب في معهد اللغات الأجنبية بجامعة بكين، إن القسم حشد ما يزيد عن 20 أستاذا وطالبا ليعملوا في ترجمة الوثائق منذ مارس الماضي، رغبة منه في توفير أكثر المعلومات والوثائق تخصصا حول الوقاية والسيطرة والعلاج للعاملين والخبراء الطبيين والسلطات الصحية في الدول العربية.

وقد جذب فيديو "لا تتراخى! كيف نحافظ على سلامتنا" للطفلتين التوأم "منغ منغ ويايا" أكثر من 1.2 مليون مشاهدة في الصين. وقالت شيوى ون إن ابنتيها تريدان أيضا مواصلة تصوير سلسلة من الفيديوهات باللغة العربية، لتقديم المعلومات والتجارب الخاصة بمكافحة كوفيد-19، والتعبير عن صداقتهما للأصدقاء العرب، "اعتقد أننا جميعا في الصين والدول العربية والعالم بأسره، سنتمكن من التغلب على الجائحة بالتعاون فيما بيننا".