اقتراحات شي جين بينغ تعزز دور الأمم المتحدة في ظل التحديات العالمية arabic.china.org.cn / 10:38:56 2020-09-24
بقلم د.أُنس الزليطني 24 سبتمبر 2020 / شبكة الصين / تحتفل مختلف دول العالم خلال هذه الأيام بذكرى تأسيس أكبر منظمة عالمية جمعت بين مختلف الأطراف والدول وذلك في الذكرى السنوية الـ75 لمنظمة الأمم المتحدة، لكن "طابع كوفيد-19" ألقى بظلاله على الاحتفالات هذا العام، حيث أن الاجتماعات لإحياء الذكرى كانت افتراضية، كما أن الخلافات والتحديات التي يواجهها العالم جراء أزمة كورونا هي المحور الأبرز في هذه الاجتماعات، الأمر الذي جعل الذكرى الـ75 للمنظمة مختلفة جدا عن السنوات السابقة. حيث عُقدت مناقشات عامة جمعت مختلف القادة والممثلين عن الدول بطريقة افتراضية لأول مرة في تاريخ المنظمة العالمية، وذلك بسبب تفشي فيروس كوفيد -19 في أرجاء العالم. وقد شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ بكلمة هامة خلال الاجتماع رفيع المستوى لإحياء ذكرى المنظمة هذا العام، وقد طرح شي سؤالا يجول في خاطر كل المهتمين بالشأن العالمي ألا وهو "أي نوع من الأمم المتحدة يحتاج إليه العالم؟"، فبعد جائحة كورونا دخل العالم في حالة "ضبابية"، وتم طرح أكثر من سؤال حول مفهوم التعاون العالمي والأمن الصحي والتعاون الاقتصادي، وبات التعاون والبحث عن كيفية تحقيق الأهداف المنشودة للمنظمة معقدا نوعا ما، بل يُشكك العديد من الخبراء في قدرة مختلف الدول في تخطي مخلفات الصراعات الحالية والصعوبات الصحية تحت "سقف المنظمة"، فهل يمكن أن يشهد العالم فشلا في أهم منظماته الدولية المعاصرة؟ إن الساحة العالمية تشهد تجاذبات كبيرة طالت جُلّ المجالات، كما أن فشل العديد من الدول في "أكبر أزمة صحية" نشهدها منذ عقود، جعلها تتوجه إلى تسييس أزمة كوفيد-19 بحثا عن مبرر لفشلها، وإذا كانت الحرب العالمية الثانية هي سبب فشل "عُصبة الأمم" والتي تأسست عام 1920 تحت شعار "الأمن المشترك"، فإن "أزمة كوفيد-19" والصراعات التجارية والسياسية الحالية يمكن أن تشكك في مدى قدرة منظمة الأمم المتحدة في الحفاظ على تماسكها وتوحيد أهدافها بين كل الدول. حيث تقف المنظمة أمام حقبة تاريخية "حرجة" وهامة في تاريخها يُحتّم وقوف مختلف الدول والأعضاء جنبا إلى جنب، وذلك للبحث عن سُبل تخطي المرحلة الحالية، على غرار ما نادى به الرئيس الصيني من خلال تأكيد "التزام الصين بتحقيق المزيد من الوحدة والتقدم تحت علم الأمم المتحدة". إن العالم في حاجة إلى تعميق التعاون بين مختلف الدول للحفاظ على "روح السلام" لمنظمة الأمم المتحدة، فبالرغم من كل ما تم تحقيقه خلال السنوات الـ75 منذ تأسيس المنظمة، إلا أن التغيرات والتحديات الصحية العامة الحالية تُعتبر الأقسى والأخطر منذ وباء الإنفلونزا في 1918، ليُعرّي كوفيد-19 على الافتقار إلى التعاون والوحدة بين مختلف دول العالم، وعلى رأسهم الدول التي ترى في الأحادية والحمائية مسارا لها. أعتقد أن الموقف الصيني حول أهمية التعاون الدولي في الوضع الحالي يقدم "روح أمل" لمنظمة الأمم المتحدة، إذ قدمت الصين نموذجا جيدا يثبت مدى حكمتها في التصرف على الساحة العالمية، حيث أعلن الرئيس الصيني على تقديم المزيد من الدعم المالي للدول النامية، ودعا شي إلى مزيد إشراك وتمثيل هذه الدول في الأمم المتحدة حتى تكون المنظمة أكثر توازنا، وذلك يُبرز روح الحوكمة الصينية الحديثة التي اتجهت إلى التعاون مع المزيد من الدول النامية وإشراكها في أهم مبادراتها "الحزام والطريق"، لتحقيق التوازن والتعاون على المستوى العالمي. إن بقاء منظمة الأمم المتحدة في عصر التحديات يحتاج إلى التمعّن جيدا في المقترحات البنّاءة والأفكار التي تم تقديمها خلال الاجتماعات الرفيعة للمنظمة، وذلك بحثا عن كيفية تحقيق المزيد من التوازن لأهدافها السلمية، وأعتقد أن من بين أهم المقترحات، هو ما قدمه الرئيس الصيني والذي يمكن تلخيصه في أربعة نقاط هامة تتمثل بالأساس في:1-"الوقوف إلى جانب العدالة": وذلك من خلال تعزيز الاحترام والمساواة بين مختلف دول العالم، ويمكن اعتبار الدعوة إلى عدم الانفراد في الشؤون الدولية وتقرير مصير الدول الأخرى هي من أهم ما تحتاجه مختلف الدول في عصر التغيرات الحالية. 2-"الالتزام بحكم القانون": وذلك من خلال احترام القانون الموحد للمنظمة، دون تغيير القوانين واستخدامها ذريعة لتقويض الحقوق والمصالح الشرعية لبقية الدول، وعدم خلق أي استثناءات في القوانين حتى لا تكون المعايير المزدوجة تخدم مصالح بعض الأطراف دون أخرى. 3-"تعزيز التعاون":وقد أوضح شي جين بينغ أنه لا بد من التخلي على "عقلية الحرب الباردة" في تصريح واضح ومباشر لما يعيشه العالم خلال هذه السنوات من صراعات "خفية" لكنها تؤثر على أطراف عديدة، وهو ما يستوجب التعاون والتشارك من أجل مصلحة البشرية جمعاء، وليس لخدمة حسابات بعض الدول فقط. 4-"التركيز على الخطوات الملموسة"، والمقصود به البحث عن حل فعلي لمختلف المشاكل التي يشهدها العالم وتحقيق نتائج ملموسة وليس فقط "الاكتفاء بمجرد الكلام". إن الاقتراحات التي قدمها الرئيس الصيني في الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة هي حلول ملموسة وذات رؤية واضحة لتعزيز أهداف المنظمة العالمية، وهي مواصلة لما قدمه أيضا عام 2015 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تسعى الصين دائما إلى تعزيز دورها في المنظمة وتهدف إلى دفع بناء "مجتمع ذو مصير مشترك" في مختلف المحافل الدولية. --------------------- *باحثة تونسية في الشأن الصيني
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |