بقلم  د.أنس الزليطني شبّح *

4 سبتمبر 2020 / شبكة الصين / تستقبل العاصمة الصينية بكين أهم معارضها الدولية منذ أزمة كوفيد-19، وهو معرض الصين الدولي 2020 للتجارة في الخدمات "CIFTIS"، والذي سيُقام في حديقة بكين الأولمبية في الفترة الممتدة ما بين الرابع والتاسع من سبتمبر الجاري، وذلك تحت رعاية وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية بكين.

إن معرض الصين الدولي 2020 للتجارة في الخدمات له أهمية خاصة هذا العام، فعلاوة عن كونه منصة هامة ورئيسية لتجارة الخدمات في الصين، فإن هذا المعرض في دورته الثامنة له طابع خاص، حيث أنه أول معرض دولي في بكين على أرض الواقع منذ تفشي فيروس كوفيد-19، ليكون المعرض أول منصة تجارية في بكين منذ أزمة كورونا تجمع بين "الواقع" و"الافتراضي"، حيث يشارك عدد هام من الضيوف والعارضين والتجار من الخارج في المعرض عبر الإنترنت أما محليا ستكون المشاركة بشكل رئيسي في المعرض على أرض الواقع، فستعرض أكثر من 4000 شركة منتجاتها وخدماتها عن بُعد، وستشارك أكثر من 2000 شركة على أرض واقع المعرض. كما ستُقام أكثر من 190 فعالية من بينها منتديات، ندوات صناعية وأنشطة ترويجية، وسيشارك في المعرض العديد من الضيوف رفيعي المستوى، حيث تم توجيه دعوة واسعة النطاق عالميا للمشاركة في فعاليات المعرض مثل المنظمات الدولية والحكومات وجمعيات الأعمال، وستشارك أكثر من 140 منظمة دولية وسفارة أجنبية في الصين وجمعيات ومؤسسات تجارية في المعرض. ونظرا لأهمية هذه الدورة، سيتم إصدار أكثر من 30 تقريرا ومؤشرا وتصنيفا عن تطور الصناعة، وذلك لتعزيز قطاع التجارة والخدمات محليا وعالميا.

يتميز معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات هذا العام بتركيزه على مجالات متعددة، من بينها التجارة، الخدمات، السياحية، الخدمات المالية، الثقافية، الرياضات الشتوية والروبوتات. وقد ظهرت أهمية هذه المجالات أكثر بعد أزمة كوفيد-19، والتي ظهرت من خلالها أهمية التعاون المشترك بين الدول، وأهمية صناعة الخدمات وتطبيقات الخدمات الجديدة من الأمن المالي والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وخاصة التعليم عن بعد.

من خلال هذا المعرض، تسعى الصين للبحث عن التعاون والربح المشترك، حيث أن صناعة الخدمات لها أهمية كبرى في الاقتصاد الصيني، إذ يساهم هذا القطاع بحوالي 60% من الناتج الصيني الخام في 2019، ومع تأثر كل القطاعات وخاصة قطاع الخدمات والسياحة خلال أزمة كورونا، توجهت الصين نحو البحث عن فرص جديدة لتعزيز قطاع الخدمات مع شركاء جدد والسعي لإيجاد فرص جديدة لتنمية هذا القطاع. كما ترنو دول العالم من خلال هذا المعرض إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون مع "القاطرة الصينية" التي قدمت نموذجا هاما في دور قطاع الخدمات للحفاظ على سلامة المواطنين خلال الأزمات الصحية. حيث أن دور قطاع الخدمات كان رائدا خلال أزمة كورونا، فقد تحول هذا القطاع إلى خدمات افتراضية أو عن بُعد منذ تفشي الوباء، من خلال توفير واستعمال تطبيقات لشبكات الانترنت والتعليم عن بُعد، والتجارة الالكترونية، ولعب هذا القطاع دور "المنقذ" لضمان سيرورة الحياة في الصين، إذ لم تتغير جزئيات حياة المواطن الصيني رغم التزامه الحجر الصحي، وذلك بفضل ما يوفره قطاع الخدمات الإلكترونية والافتراضية لكل ما يحتاجه أي شخص.

أرى أن معرض الصين الدولي 2020 للتجارة في الخدمات فرصة هامة للصين والعالم لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الدول في مختلف المجالات، والتي من شأنها ضخّ المزيد من الإيجابية والتوازن للاقتصاد العالمي الذي تأثر بشدة منذ تفشي وباء كوفيد-19. إن المعرض الذي سيجمع آلاف الشركات المحلية والعالمية من شأنه أن يلعب دورا هاما في تعزيز الدور الرائد لمنصات الانترنت والتي أصبحت هامة لضمان سلامتنا وتوفير كل ما نحتاجه.

*  خبيرة تونسية في الشأن الصيني