الصفحة الأولى | حجم الخط  

مقالة خاصة : فلسطينيون يبيتون على أراضيهم بالعراء في الخليل لحمايتها من الاستيطان

arabic.china.org.cn / 08:41:02 2020-08-31

الخليل 30 أغسطس 2020 (شينخوا) دأب المسن وليد السويطي من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية على المبيت بعيدا عن منزله لليوم السابع على التوالي في إطار منع المستوطنين من الاستيلاء على أرضه.

ومنذ أسبوع يعتصم السويطي (61 عاما)، برفقة العشرات من أصحاب الأراضي في قرية "دورا" جنوب الخليل في العراء منذ غروب الشمس وحتى بزوغها في صباح اليوم التالي لمنع المستوطنين من مصادرة أكثر من 4 آلاف دونم من أراضيهم.

ونصب المعتصمون خيمة على الأراضي المهددة بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية لوقف المستوطنين وآلياتهم من العمل فيها ليلا مستغلين غياب أصحابها عنها.

ويقول السويطي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مستوطني مستوطنة (نجهوت) المقامة على أراض فلسطينية قريبة من أراضينا المهددة بالمصادرة، باشروا قبل أسبوع بالعمل على شق طريق استيطاني يربط المستوطنة بأراضينا تمهيدا لضمها لصالح الاستيطان".

ويضيف المسن الذي يملك 30 دونما من الأرض، أن "المستوطنين يعملون ليلا لشق الطريق عنوة، باستخدام الجرافات، بعد منعهم من مواصلة العمل من قبل الأهالي والمزارعين".

ويتابع السويطي بنبرة حزن، أن الاعتصام الليلي على مدار الأيام الماضية من أجل "منع أي مستوطن يأخذ ذرة تراب من أرض أبنائنا وأجدادنا في رسالة تحدي وبقاء وصمود، مشيرا إلى أهمية الأرض المهددة بالمصادرة لكبر مساحتها ولربطها تجمعات فلسطينية .

ويوضح الرجل الذي لم تغف عيونه رغم اشتداد ظلمة الليل حلكة، "نحن موجودين في هذه الأرض من أجل أن نحيا أو نموت فيها ولن نسمح للمستوطنين بسرقتها، مشيرا إلى أن الحجة الإسرائيلية بعدم التواجد في المنطقة بأن هذه "أراضي دولة".

إلا أن السويطي نفى ذلك مؤكدا وجود أوراق ثبوتية بملكيتها منذ العهد العثماني، مستذكرا أنه عاش طفولته وكبر في هذه الأرض وعمل على زراعتها بالشعير والقمح.

ويقول، إن الاحتلال الإسرائيلي "بالقوة يفعل ما يريد ويقدر أن يسيطر على أي منطقة ويفرض وجوده فيها تحت مسميات عديدة، مطالبا دول العالم بمناصرة الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي للحفاظ عليها وعدم استيلاء إسرائيل عليها لصالح البناء الاستيطان.

وعلى بعد خطوات قليلة يجلس الخمسيني مفيد أبو زعنون والحزن يغلب على وجهه خوفا مما يحمله المستقبل لأرضه البالغة 9 دونمات ويقيم عليها مباني سكنية لأفراد عائلته.

ويقول أبو زعنون الذي ينقطع عن المشاركة في الاعتصام الليلي لوكالة أنباء((شينخوا))، إن المستوطنين لم ينقطعوا طيلة الأيام الماضية من تهديده بمصادرة أرضه وطرده منها تحت "حجج واهية".

ويضيف أبو زعنون رب أسرة مكونة من 7 أفراد يلتف حوله مجموعة من المعتصمين قبالة موقد نار، أن "الأرض ورثها عن أبائه وأجداده وهي ملك خاص موثق ولديه أوراق ثبوتية بذلك".

ويدعو الخمسيني، السلطة الفلسطينية إلى مساعدة أصحاب الأراضي في الحفاظ عليها كون القضية مكلفة جدا والإمكانات لا تسمح في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وتقدر مساحة القرية التي يقطنها 120 ألف نسمة بـ 240 ألف دونم جرى اقتطاع قرابة 95 ألف منها إلى داخل إسرائيل في أحداث "النكبة الفلسطينية " عام 1948، بحسب ما قال رئيس بلدية دورا أحمد سلهوب.

ويقول سلهوب الذي يشارك مع المعتصمين لـ ((شينخوا))، إن ما يجري على أرض القرية هو "الاستيطان مقابل تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الحقيقيين والأصليين".

ويعتبر رئيس البلدية، أن إسرائيل تسابق الزمن من أجل ضم أكبر جزء من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية ضمن مخطط الضم الذي أعلنته بداية يوليو الماضي تنفيذا لخطة السلام الأمريكية، مشيرا إلى 66 في المائة من أراضي القرية تقع ضمن ما يسمى مناطق (ج)، مقابل 34 في المائة مناطق (ا) و(ب) لذلك تنتشر البؤر الاستيطانية في عدة جهات.

ويؤكد سلهوب، أن الأرضي المهددة بالضم والاستيلاء "فلسطينية ولن تكتب أسماء هذه المناطق باللغة الإسرائيلية، مشددا على أن تواجد أصحابها الحقيقيين هو احتضان للأرض بكل المعاني والتفاصيل"، موضحا أن المخطط الاستيطاني في قرية دورا يهدف إلى "تقطيع أوصال 15 تجمعا سكانيا يقطن فيهم قرابة 50 ألف مواطن ويتواجد فيه بلديات ومجالس قروية".

ويتابع، أن التحرك الفلسطيني لمواجهة ذلك يعتمد عدة اتجاهات أولها القانوني باتجاه المحاكم الإسرائيلية "رغم عدم ثقتنا فيها ومخدوشة عدالتها في اتخاذ إجراءاتها المبنية على أساس استيطاني".

ويوضح سلهوب، أن الاتجاه الثاني هو "استصلاح الأرض وتعميرها والبناء عليها حتى لا يثبت أنها متروكة ومهملة وهذا يضعف الموقف، بالإضافة إلى عدم السماح "لأي بناء من الجانب الإسرائيلي في هذه الأرض".

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أعلن في نوفمبر الماضي أنها لا تنافي القانون الدولي، في خطوة مثيرة للجدل.

ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014.

/نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号