الصفحة الأولى | حجم الخط  

مقالة خاصة: العيد يفقد طعمه بسبب الإجراءات الاحترازية لمجابهة "كورونا" بالعراق

arabic.china.org.cn / 09:06:13 2020-08-01

بغداد 31 يوليو 2020 (شينخوا) ألقت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات العراقية، بسبب انتشار مرض (كوفيد-19) بظلالها على طقوس ومراسيم عيد الأضحى المبارك ما افقده طعمه وجعل أيامه كباقي الأيام الاعتيادية.

وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية التي يرأسها مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي فرض حظرا شاملا للتجوال في عموم العراق خلال عيد الاضحى المبارك بدأ من يوم أمس (الخميس) ويستمر حتى التاسع من أغسطس المقبل، بسبب تفشي مرض (كوفيد-19) في البلاد.

صباح العيد في بغداد ظهر خاليا من نكهة العيد فالأسواق مغلقة والشوارع فارغة والجوامع والمساجد مغلقة لأن السلطات العراقية منعت إقامة صلاة العيد خوفا من زيادة عدد المصابين بمرض (كوفيد-19) بل أن وزارة الصحة طالبت العراقيين بالبقاء في منازلهم ومنعت التزاور بين العوائل وأي تجمع.

وبسبب إجراءات حظر التجوال الشامل حرمت العوائل العراقية من أهم طقوس العيد وهي التجمع في منزل العائلة الكبيرة لتناول وجبات الطعام التي أعتادت العوائل العراقية على تناولها سوية في أيام العيد.

كما حرمت العوائل العراقية من متعة الذهاب إلى المطاعم وهو تقليد شعبي أن تذهب العائلة إلى أحد المطاعم المشهورة خلال أيام العيد لتناول وجبة ، فضلا عن حرمان العوائل من الذهاب إلى الحدائق العامة والمتنزهات بسبب إجراءات حظر التجوال.

ولن يتمكن الأطفال في العراق من الذهاب إلى ساحات الألعاب التي كانت تقام خصيصا خلال أيام العيد (التي تسمى شعبيا بالمراجيح وتقام عادة في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية) لممارسة الألعاب والتمتع بأجواء العيد، كما خسر أصحاب هذه الساحات من الدخل الذي كانت تدره عليهم الألعاب وبذلك تكون خسارتهم مضاعفة.

وقال نجيب محمد (43 سنة) لوكالة أنباء (شينخوا) "هذا العيد بدون طعم، فلم نتمكن من إقامة الطقوس الخاصة به فقد حرمنا من صلاة العيد، وحرمنا من زيارة اخواننا وأصدقائنا وأقاربنا بسبب إجراءات حظر التجوال".

وأضاف "من عاداتنا وتقاليدنا أن نجتمع في بيت والدنا نحن الأخوة الأربعة وجميع أفراد عوائلنا ونتناول وجبة الفطور سوية، ونتبادل التهاني والتبريكات، لكن في هذا العيد لم نتمكن من الاجتماع والاستمتاع بالأجواء العائلية وتناول الطعام سوية بسبب إجراءات الحظر".

وتابع "الشيء الوحيد الذي يذكرنا بالعيد هم الأطفال الذين ارتدوا الملابس الجديدة، لكن فرحتهم لن تكتمل، حيث لن يتمكنوا من الذهاب واللعب خارج المنزل".

كما انعكست الأزمة المالية التي يمر بها العراق بصورة سلبية على استعدادات العوائل العراقية الخاصة بعيد الأضحى المبارك بسبب تأخر استلام الرواتب للعديد من الموظفين الحكوميين.

وقالت تمارة عمار (معلمة) "هذا العيد أسوء عيد يمر في حياتي، فلم أتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالي كوني لم استلم راتبي، ما جعلهم لا يشعرون بفرحة العيد، وقلبي يتقطع عليهم".

وأضافت "العيد هذا، لايمكن مقارنته بالأعياد السابقة، فهو يوم أقل من العادي، كونه خالي من الطقوس والعادات التي كنا نقوم بها في السنوات الماضية، ولم يكن باستطاعتي الذهاب إلى المقبرة لقراءة سورة الفاتحة على روح والدي والتصدق ببعض الأموال على روحه، كما لن أتمكن من زيارة أهلي وأقاربي وصديقاتي".

وقالت تمارة "العراق دائما يمر بظروف صعبة ويتغلب عليها، وأملنا بالله كبير وبجهود الحكومة الجديدة بأن تصلح الوضع الحالي وتحسنه نحو الأفضل خلال الأشهر المقبلة وتنتهي رحلة المعاناة الكبيرة".

كما انعكست الظروف الصعبة التي يمر بها العراق من انقطاع للتيار الكهربائي الذي تزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة بصورة سلبية على أجواء العيد ما افقده البهجة والسرور.

وقال أثير حايف (طالب جامعي) "إجراءات حظر التجوال بسبب كورونا والنقص الكبير في الخدمات أفقدت العيد معانيه ومتعته، حيث اقتصرت التهاني بيني وبين أقاربي وأصدقائي على استخدام الهاتف النقال ولن يكون بمقدوري اللقاء مع أصدقائي والذهاب إلى السينما في أحد المولات والتنزه وتناول الطعام معهم".

وأضاف والحسرة بادية عليه "خططنا أنا وأصدقائي للذهاب بسفرة إلى شمال العراق للتمتع بالأجواء الجميلة هناك، وللتخلص من الحر الشديد في بغداد لكن إجراءات حظر التجوال حرمتنا من هذه الفرصة للترويح عن أنفسنا وتقليل الشد النفسي الذي نعاني منه نتيجة الظروف الصعبة التي نمر بها".

ويحتل العراق مرتبة متقدمة بين دول الشرق الأوسط التي انتشر فيها مرض ( كوفيد-19) حيث بلغ عدد المصابين فيه أكثر من 121 آلف مصابا ، توفي منهم 4671 وتماثل للشفاء 85546 ولايزال هناك 31046 حالة يتلقون العلاج في المستشفيات، حسب أخر إحصائية اعلنتها وزارة الصحة يوم أمس.

وسيخلوا العيد من حفلات الأعراس التي أعتاد الكثير من الشباب إقامتها في هذا العيد الذي يعد أكبر الأعياد لدى جميع المسلمين في كل أنحاء العالم.

ورغم كل تلك الظروف والصعاب التي يواجهها العراقيون يبقى الأمل لديهم، حيث يحلمون بمستقبل أفضل./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号