حجة، اليمن، 27 يوليو 2020 (شينخوا) في القرى الحدودية الشمالية لليمن التي مزقتها الحرب، ينطلق الأطفال على ظهور الحمير في رحلات طويلة عدة كيلومترات لجلب المياه لعائلاتهم.

وجفت العديد من الآبار في قرية السادة في منطقة حيران في محافظة حجة الواقعة شمال غربي البلاد.

ومن أمام البئر الوحيد في المنطقة القاحلة، قال يحيى أحمد البالغ من العمر 12 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن نعاني من أزمة مياه، حيث أصبح الحصول على المياه ليس بالمهمة السهلة، ويتطلب هذا السفر لمسافات طويلة ثم الانتظار لساعات بين الحشود حتى يأتي دورك وفي النهاية، تحصل على مياه غير صالحة للشرب".

وقال يحيى بعد أن ملأ أوعيته المربوطة على ظهر الحمار "هذه المياه غير نظيفة ونريد حلا لمشكلة المياه في قريتنا والقرى المجاورة".

وأضاف بينما كان يستعد لرحلة العودة إلى بيته مع عشرات الأطفال الآخرين "أعرف أن هذه المياه ملوثة لكن ليس أمامنا خيار".

وتغطي المياه المجلوبة احتياجات أسرة يحيى المكونة من 8 أفراد لمدة يوم واحد، بما في ذلك الشرب، لكن خلال الصيف الحار، يذهب يحيى أحيانا مرتين في اليوم إلى البئر.

وبحسب السكان، فقد توقفت مشاريع حفر الآبار الجديدة في المنطقة بسبب الحرب وحتى في المدن، يتعين على السكان قطع مسافات طويلة لجلب المياه من خزانات خيرية، والتي تفتقر إلى التعقيم الدوري، كما أن حفر آبار جديدة في المدن توقف أيضا بسبب الحرب.

ووفقا لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب.

وتسببت المياه الملوثة بانتشار العديد من الأمراض في جميع أنحاء اليمن، حيث دمرت أكثر من خمس سنوات من الحرب أكثر من نصف النظام الصحي وتسببت في انهيار الاقتصاد التقليدي للبلاد.

وقتلت الأوبئة الآلاف، معظمهم من الأطفال، وأرسلت الملايين إلى المستشفيات.

ومنذ أبريل 2017، تسبب وباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن في حدوث ما يقدر بنحو 2 مليون حالة مشتبه فيها و3500 حالة وفاة مرتبطة بهما، معظمهم من الأطفال، وفقًا لبيان مشترك صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

وذكر البيان أن تفشي الكوليرا في اليمن هو الأكبر في العالم.

ويعاني اليمن من حرب منذ أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد، وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء.

وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية في الصراع اليمني في مارس 2015 لدعم حكومة الرئيس اليمي عبد ربه منصور هادي.

وقتلت الحرب منذ ذلك الحين عشرات الآلاف معظمهم من الأطفال، وشردت 3 ملايين، ودمرت الصناعة الزراعية في البلاد ودفعت أكثر من 20 مليون شخص إلى حافة المجاعة.