الخليل 21 يوليو 2020 (شينخوا) يبذل الطبيب الفلسطيني شادي أبو عياش ما بوسعه لإنقاذ حياة مصابي مرض فيروس كورونا الجديد داخل مستشفى حكومي في الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويواجه أبو عياش وزملاؤه من الأطباء والممرضين ضغوطا متزايدة في الخليل بالنظر إلى تسجيل المحافظة أكبر عدد من الإصابات والوفيات بمرض كورونا في الأراضي الفلسطينية على مدار الأسابيع الأخيرة.

ويتجول أبو عياش أخصائي أمراض الباطنة في مستشفى (دورا) الحكومي على مدار الساعة بين أسرة المرضى مرتديا بزة واقية وخانقة متحديا درجات الحرارة في ظل عدم وجود "مكيفات" وخطر إصابته بالمرض.

ويقول بينما يتابع حالات المرضى لوكالة أنباء (شينخوا) إن "ارتداء الزي الواقي المكون من النيلون المقوى في فصل الصيف بمواجهة مرض كورونا أمر صعب ولا يطاق".

ويضيف أبو عياش في وقت يعطي محاليل لمريض على أحد الأسرة أن "الزي الواقي يشعرني بالحر والاختناق ويأخذ وقت وجهد لارتدائه، لكن علينا حماية أنفسنا وعدم نقل العدوى للغير".

ويتابع أن "الطبيب يحصل على وقت قصير من الراحة نظرا لضغوط العمل وصعوبة خلع الزي الواقي، فضلا عن أنه يبقى منقطع تماما عن العالم الخارجي".

ومن الصعب على الطبيب أبو عياش المتزوج ولديه 3 أطفال من التواصل مع عائلته أثناء الدوام بسبب متابعة حالة المرضى ولبس الزي الواقي الذي يصعب نزعه بسهولة لإجراء مكالمة هاتفية.

ويشير إلى أنه واجه أثناء عمله داخل المستشفى مواقف طريفة وأخرى حزينة من قبل المرضى ما تركت أثرها السلبي أو الإيجابي عليه.

وأعرب أبو عياش عن خشيته على حياته من الإصابة بالمرض لكن "لا مكان للهروب من المعركة والعمل من أجل معالجة المرضى ومحاولة تقديم العلاج اللازم لهم".

ويعمل أبو عياش إلى جانب أطباء آخرين داخل الأقسام في المستشفى لساعات طويلة قد تصل إلى يوم كامل بعيدا عن عائلاتهم حرصا على حياة المرضى.

وتعالج الإصابات في مستشفى "دورا"، إلا أنه نظرا لزيادة أعداد الحالات تقرر افتتاح قسم في مستشفى أخرى في المدينة لتلقي الحالات المصابة بالفيروس.

ويقول مدير المستشفى محمد ربعي لـ (شينخوا)، إن قرابة 40 مريضا بفيروس كورونا منهم 8 في العناية المكثفة و3 على أجهزة التنفس الاصطناعي يتواجدون حاليا في المستشفى، بالإضافة إلى مرضى آخرين موزعين على أقسام أخرى يتلقون الأدوية المقررة حسب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة.

ويضيف ربعي أن "المستشفى تمتلك 12 جهاز تنفس اصطناعي 8 منهم مشغولين بمرضى، بالإضافة إلى 20 سرير عناية مكثفة، كما أن المستشفى لديه طاقم طبي يتعامل مع المرضى حسب الإمكانيات المتاحة لديها.

ويدعو ربعي، إلى ضرورة زيادة عدد الكوادر الطبية في المستشفى في ظل ارتفاع عدد المصابين في الخليل، لافتا إلى أن الزيادة تعمل على تقديم خدمة طبية للمريض وإراحتهم خوفا عليهم من العدوى والتعب والإرهاق".

وسجلت الخليل التي يقدر عدد سكانها بنحو 750 ألف نسمة كأكبر تعداد سكاني في الضفة الغربية، أعلى نسبة إصابات ووفيات بالمرض منذ تفشيه في الأراضي الفلسطينية في الخامس من مارس الماضي.

وبلغت عدد الإصابات في الخليل قرابة 5500 إصابة و50 حالة وفاة، في وقت تجري طواقم الطب الوقائي التابع لوزارة الصحة الفلسطينية أكثر من ألف فحص يومي في المحافظة حسب ما أبلغ عفيف عطاونة مسئول ملف كورونا فيها لوكالة أنباء (شينخوا).

ويقول عطاونة إن "تسجيل الإصابات بشكل متسارع في الخليل يعود إلى أنها مقصد تجاري عبر تنقل بين العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل وكذلك العادات والتقاليد بإقامة الحفلات الجماعية والاختلاط".

ويضاف أن "الخليل تمثل المدينة الأولى في تسجيل الإصابات والوفيات في الأراضي الفلسطينية والتفشي أصبح فيها مجتمعي"، مشيرا إلى أن طواقم الطب الوقائي يعملون ليل نهار لحصر ما يمكن حصره من المصابين".

وأدى تفشي المرض في الخليل إلى إصابة قرابة 100 طبيب يعملون في المحافظة عبر نقل العدوى لهم من مصابين.

ويقول وائل أبو سنينة نقيب الأطباء في الخليل لـ (شينخوا)، إن "تزايد أعداد الإصابات وانتشار المرض بشكل كبير يزيد من الاحتياجات والمستلزمات الطبية والكوادر الطبية".

ويحذر أبو سنينة، من "صعوبة الأوضاع الصحية في الخليل جراء وجود نقص في الكوادر الطبية وعدد الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي مع الارتفاع المطرد لعدد الإصابات".

ويشير إلى أن الخليل بحاجة إلى 500 مكان عناية مكثفة في وقت تمتلك فيه 60 مكان فقط، و200 جهاز تنفس اصطناعي في وقت يوجد فيها 40 جهازا، مطالبا الحكومة الفلسطينية بسرعة تجهيز المستشفيات للقدرة على مواجهة تفشي الفيروس.