الصفحة الأولى | حجم الخط  

تقرير إخباري: مع ارتفاع درجات الحرارة أزمة الكهرباء تطل على العراقيين من جديد

arabic.china.org.cn / 08:41:10 2020-07-14

بغداد 13 يوليو 2020 (شينخوا) في يوم لاهب تصل الحرارة فيه إلى نحو 50 درجة مئوية، يقف صفاء حسن إلى جانب مولد الكهرباء العائد له وهو يردد "انقطاع الكهرباء المستمر يجعلنا في مواجهة مباشرة مع المواطنين الذين يريدون مزيدا من الكهرباء ويطالبوننا بخفض الأسعار".

وتعد أزمة الكهرباء في العراق من الأزمات المزمنة التي تطل في كل صيف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض ساعات التجهيز من خلال شبكة الكهرباء الوطنية، و لم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 وحتى الأن من إيجاد حل لها على الرغم من المبالغ الطائلة التي تم صرفها في قطاع الكهرباء.

وقال صفاء حسن وهو صاحب مولد كهرباء في حي الأندلس غربي بغداد لـ (شينخوا) إن "أزمة الكهرباء أصبحت هاجسا يؤرق العراقيين في كل صيف ويزيد من معاناتهم، ودور الدولة في معالجة هذا الملف ما زال ضعيفا، رغم ما نسمعه من مبالغ خيالية قد تم صرفها لتحسين الإنتاج والتوزيع".

وأضاف أنه يعمل يوميا بمعدل من 15 إلى 18 ساعة لتزويد المواطنين بالكهرباء بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية المجهزة من قبل الحكومة، مبينا أن ارتفاع عدد ساعات التشغيل يجبره على رفع سعر الأمبير الواحد إلى 20 الف دينار رغم أن الحكومة قد حددت السعر بـ 14 الف دينار للأمبير الواحد، لكي يتمكن من توفير الوقود والصيانة وأجور العمل.

وتابع صفاء حسن أن الوقود الذي تقدمه الحكومة بسعر مدعوم لأصحاب المولدات لا يكفي لسد حاجة المولد طيلة الشهر، الأمر الذي يضطرنا للشراء من السوق السوداء ويعرضنا للخسارة.

ومن جانبه قال الناشط المدني إحسان البياتي، إن ملف الكهرباء في العراق لم يحسم منذ 17 عاما، مشيرا إلى انه يمكن حل هذا الملف الشائك من خلال تسليمه لشركة دولية رصينة، خاصة وأن صبر المواطنين تجاه تردي أوضاع الكهرباء بدأ ينفذ.

وشهد العراق العام الماضي تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد ومدن وسط وجنوب البلاد، كان المحرك الأساسي لها هو تردي الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء وتصاعدت مطالب المتظاهرين حتى وصلت إلى المطالبة بتغيير النظام السياسي، ورافقت تلك التظاهرات أعمال عنف أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المتظاهرين والقوات الأمنية.

وكشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى في تصريح صحفي أن أسباب ضعف الطاقة الكهربائية وقلة ساعات التجهيز يرجع إلى سوء التجهيز بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب والأحمال للطاقة، فضلا عن تأخر الصيانة الدورية بسبب تأخر إطلاق المستحقات المالية اللازمة لذلك.

وأضاف أن "هناك تجاوزا على شبكة الكهرباء تسبب بضعف الطاقة وقلة ساعات التجهيز.

وأعتبر النائب عبد الخالق العزاوي، عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالي في بيان، أن وضع منظومة الكهرباء في العراق يحتاج إلى خطة طوارئ عاجلة تسهم في ايجاد حلول لانقطاع الكهرباء .

وأضاف، أن "وضع الكهرباء صعب جدا والمواطنين تملكهم غضب حقيقي، ويجب أن تكون هناك خطط تخفف من أزمة الكهرباء".

ووصف علي صباح (25 عاما) وضع الكهرباء بأنه "مزري للغاية"، مضيفا" أعيش مع عائلتي في شقة صغيرة ومع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من خمس ساعات متواصلة فإننا لا نستطيع النوم".

وتابع " لا أستطيع الاشتراك بالمولدات الخاصة لارتفاع أسعارها ووضعي المادي لا يساعد على ذلك".

وأكد علي العبودي عضو لجنة الطاقة النيابية أن "واحدا من أسباب الانزعاج الشعبي والتظاهرات كل عام هي تردي واقع الكهرباء وغيرها من الخدمات ويجب أن تكون هناك حلول استراتيجية، لأن المشكلة ستتفاقم عاما بعد أخر".

وأوضح أن " مجموع ما خصص لوزارة الكهرباء منذ أول موازنة بعد عام 2003 هو 63 مليار دولار"، مبينا أن لدينا إنتاج يصل إلى 18 ألف ميجا واط حاليا والحاجة الفعلية أكبر من هذا الرقم وهي تزداد بازدياد عدد السكان.

يذكر أن محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات التوزيع وخطوط النقل، قد تعرضت لدمار كبير نتيجة العمليات العسكرية والقصف الكثيف التي رافقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号