الكويت 11 يوليو 2020 (شينخوا) أغلقت بلدية الكويت "سوق الجمعة"، أحد أكبر الأسواق الشعبية في الكويت، بعد ساعة واحدة من فتحه للجمهور، لمنع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بسبب عدم التزام مرتاديه بالاشتراطات الصحية والتباعد الإجتماعي وازدحامهم أمام البوابات.

وقال مراقب الأسواق في بلدية الكويت علي الكندري في تصريحات صحفية أمام السوق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اللجنة المشتركة المنبثقة عن مجلس الوزراء قرّرت غلق السوق مؤقتا بسبب عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية في انتظار صدور أوامر جديدة، بعد التأكد من احترام هذه الاشتراطات.

وقررت بلدية الكويت فتح سوق الجمعة بمنطقة الري للجمهور يوم الجمعة، بعد أن كانت قد سمحت للباعة بترتيب بضاعتهم وتهيئة بسطاتهم بعد أربعة شهور من التوقف.

ورغم ارتفاع درجة الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية، اصطف كويتيون ومقيمون يرتدون كمامات الوجه، أمام بوابة "الشعب"، إحدى بوابات السوق، دقائق قبل أن تحل الساعة العاشرة صباحا، وهو الموعد الذي حددته بلدية الكويت لبدء عمل السوق، بينما كان أحد موظفي السوق يتهيأ أمام البوابة للبدء في قياس درجة حرارتهم قبل دخولهم.

وفضل العديد من الكويتيين والمقيمين العودة أدراجهم بسبب الازدحام الشديد، فيما بقي البعض الآخر ينتظر السماح لهم بالدخول.

ووقف العشرات من العمال الأجانب في طابور طويل منتظرين الدخول للسوق من دون اي تباعد جسدي.

وأمام بوابة السيف، كانت عملية الدخول انسيابية من دون اي ازدحام، فيما بدا موقف السيارات المقابلة للبوابة مليئا عن آخره بسيارات الكويتيين والمقيمين الذين توافدوا على السوق.

وقال أبو احمد وهو كويتي في الـ62 من عمره لوكالة أنباء ((شينخوا)) داخل السوق، إنه يشتاق لجولاته بين أركان هذا السوق للبحث عن أشياء جميلة بسعر مخفض لكن الازدحام الشديد أشعره بالخوف من العدوى.

وأضاف "طال انتظارنا لفتح هذا السوق الذي يعد من اهم الوجهات التي يقصدها اصحاب الدخل المحدود بعد شهور طويلة من الاغلاق والحجر الصحي ولكن يجب التقيد بالاشتراطات الصحية".

وقالت ميلدا وهي سريلانكية في الـ32 من عمرها لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعد أن دخلت السوق برفقة صديقتيها أنها جاءت لشراء بعض الملابس.

وأضافت "منذ 4 شهور لم أشتر اي قطعة جديدة ...لقد اهترأت ملابسي واحتاج إلى تغييرها وسوق الجمعة يسمح لي بذلك بأسعار مناسب".

لكن ما أن حلت الساعة الـ11 صباحا حتى أفرغ السوق من مرتاديه وأغلقت البوابات جميعها، خوفا من أن يتحول السوق إلى بؤرة لتفشي مرض فيروس كورونا الجديد بسبب الازدحام الشديد والفوضى.

وأثنى الكويتي أبو علي على قرار الغلق المؤقت، وقائلا لـ((شينخوا)) وهو يهم بركوب سيارته إن الازدحام الذي لاحظه وعدم الالتزام بالتباعد الجسدي، يمكن أن يؤدي إلى حدوث إصابات كثيرة بالمرض.

وأضاف "آمل أن يعاد فتح السوق من جديد مع الالتزام بالاشتراطات الوقائية مثلما حصل في أسواق أخرى".

وشعر سامح علي وهو مصري يعمل بائعا في السوق بالحسرة بعد إغلاق السوق، وقال لـ((شينخوا)) إنه عانى ومن البطالة لمدة أربعة شهور ولا يرغب في أن يستمر توقفه عن العمل مدة أطول.

ويعد سوق الجمعة من أشهر أسواق الكويت التي يرتادها أبناء مختلف الشرائح الاجتماعية في الكويت لشراء كل ما يحتاجونه من ملابس وأقمشة وأثاث وأواني، كما يتحول في فصل الربيع مع تحسن الجو إلى متنفس ومقصد سياحي لسكان البلاد.