حاصبيا ، جنوب لبنان 7 يوليو 2020 (شينخوا) مع ساعت الصباح الأولى يقصد المواطن الخمسيني جمال ماضي حقله الفسيح المزروع بمختلف أنواع الخضار عند الطرف الشمالي لوادي الحاصباني في جنوب لبنان.

ويقوم جمال ولبضع ساعات في قطف انتاجه من الخيار والقثاء والكوسى والباذنجان واللوبياء ثم ينقله في صندوق سيارته القديمة من نوع "بيك أب" إلى منزله في حاصبيا بشرق جنوب لبنان.

وجمال الذي أطلق مبادرة خيرية تحت عنوان (الخضار مجانا) قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يعمل بمساعدة زوجته على توضيب الخضار داخل أكياس صغيرة من النايلون تمهيدا لتوزيعها "هذا الخضار من خيرات أرضي وهي نعمة من الله ومن حق كل محتاج ان يحصل عليها دون منة".

وأضاف في ظل التداعيات الاقتصادية لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والأزمة المالية والمعيشية الخانقة التي تضرب بلدنا قررت وعائلتي المؤلفة من أربعة اشخاص توزيع انتاجي من الخضار للعائلات الأكثر فقرا في عدد من قرى جنوب لبنان.

وأشار إلى أن ما يقوم به نابع من إيمان وقناعة راسخة بأهمية المساهمة ولو بنسبة محدودة في دعم العائلات المحتاجة التي باتت بسبب الغلاء الفاحش وانهيار العملة الوطنية لا تتمكن من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وعن كيفية توزيع الخضار، قالت زوجته منى لـ (شينخوا) "نجهز كل يوم حوالي 50 حصة تحوي كل منها على 2 كيلو جرام من مختلف أنواع الخضار".

وقالت إن أفراد العائلة مع عدد من المتطوعين يقومون بتوزيع الخضار مجانا على المنازل ، كما يقصدنا بعض المستفيدين لاستلام حصصهم بانفسهم، مشيرة إلى أن هذا الخضار متاح أمام كل محتاج.

بدورها قالت جميلة عبود لـ (شينخوا) إن زوجها كان يعمل في مصنع خياطة لكنه أقفل بسبب الأزمة الاقتصادية وأن عائلتها المؤلفة من 5 أولاد تستفيد من مبادرة التضامن مع المحتاجين والفقراء.

من جهته أثنى المواطن سالم أبو عمر بينما كان يتسلم حصته من الخضار على مبادرة الخير التي تحاكي وجع الناس وتختزن الكثير من القيم الأنسانية .

وأشاد جميل العيسمي بمبادرة الدعم الإنساني ودعا إلى الاقتداء بها لتتوسع دائرة المساعدات إلى أكبر عدد ممن تعطلت أعمالهم أو خسروها ويعانون من ظروف اجتماعية ومعيشية صعبة.

ويعاني لبنان من تدهور معيشي متصاعد في ظل أزمة مالية صعبة تتزامن مع شح في السيولة وصعوبة في سحب المواطنين ودائعهم من المصارف وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الاميركي .

وأدى هذا الوضع إلى فقدان الكثير من المواد الغذائية والتموينية وتصاعد البطالة والفقر وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة تجاوزت الـ 60 في المئة./نهاية الخبر/