الصفحة الأولى | حجم الخط  

قانون الأمن القومي يمهد الطريق لهونغ كونغ أكثر ازدهاراً

arabic.china.org.cn / 10:58:04 2020-07-06

6 يوليو 2020 / شبكة الصين / عادت هونغ كونغ، المدينة الآسيوية الشهيرة، إلى وطنها الأم الصين بعد قرن من الحكم الاستعماري البريطاني في مثل هذا اليوم قبل 23 سنة (1 يوليو 1997). كانت هونغ كونغ جزءًا لا يتجزأ من الصين، لكنها أصبحت مستعمرة بريطانية بعد أن تنازلت عنها سلالة "تشينغ" لصالح الإمبراطورية البريطانية في عام 1842 من خلال معاهدة نانجينغ، منهيةً بذلك حرب الأفيون الأولى.

وإحياءً لذكرى عودتها إلى الوطن الأم، تحتفل هونغ كونغ اليوم بهذه المناسبة التاريخية بأفضل ما يكون. وزادت الحكومة المركزية الصينية أن جعلت من هذه الاحتفالات مميزة للغاية من خلال تمرير قانون الأمن القومي لهونغ كونغ في 30 يونيو. واستقبل أهالي هونغ كونغ قانون الأمن القومي بحرارة بالغة معربين عن دعمهم غير المشروط له، وبدا ذلك واضحاً في ترديدهم للأغاني الوطنية والتلويح بالعلم الوطني.

يرى المحللون أن القانون سيساعد هونغ كونغ على بناء مستقبل أكثر إشراقاً. ويُعد سن قانون الأمن القومي، الذي طال انتظاره والموافق لما جاء في المادة 23 من قانون الأساسي، بداية إنهاء حالة الاستعمار في المستعمرة البريطانية السابقة، وهو ما كان منتظرا منذ أمد طويل. وعلى الرغم من أن المركز الاقتصادي العالمي جزء لا يتجزأ من الصين، إلا أن هونغ كونغ تحتفظ كإرث استعماري بعملتها الخاصة، وجوازات سفر وقنوات الهجرة الخاصة بها، فضلاً عن نظام قانوني خاص. 

وجاء الوقت الذي استعادت فيه الصين سيادتها على هونغ كونغ، فغيرت المدينة عَلَمَها وعوضت فرقة صغيرة من جيش التحرير الشعبي نظيرتها البريطانية. وقام المجلس الوطني لنواب الشعب بمناقشة وتفسير القانون الأساسي المحلي عدة مرات. ولكن وبسبب 150 عامًا من الاستعمار البريطاني، لا تزال الأنظمة التعليمية والقضائية، وكذلك الخدمة المدنية ووسائل الإعلام في هونغ كونغ تحت سيطرة فئة تتبنى وجهات نظر وقيم الإمبريالية الغربية. ومِثل هؤلاء لا يهمهم إطلاقاً ازدهار هونغ كونغ وتطورها، بل تجدهم يفضلون معاضدة أسيادهم الاستعماريين في تكريس هيمنتهم حول العالم.

ولطالما تمسكت الحكومة المركزية الصينية بسياسة عدم التدخل عندما يتعلق الأمر بعمل الحكومة المحلية في المدينة في دلالة واضحة على احترام الحكم الذاتي المضمون بموجب مبدأ "دولة واحدة ونظامان". إلا أن الحكومة المحلية أخفقت باستمرار في اتخاذ أي مبادرة لتحرير هونغ كونغ من الرواسب الاستعمارية وفي مواجهة أعمال الشغب والتخريب والعنف والفوضى التي تسبب فيها عملاء وبيادق وحماة الإمبريالية الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

والمفارقة أنهم يفعلون كل ذلك باسم حماية الاستقلال الذاتي وحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية. كما يحب هؤلاء العملاء أن يطلق عليهم لقب "القوى الديمقراطية". الحقيقة أن هؤلاء الديمقراطيين المزعومين هم في سعي دائم للبحث عن ذرائع لإحداث الفوضى وزعزعة استقرار هذا المركز الاقتصادي العالمي. وإذا نظرنا إلى الماضي، أمكن لنا أن نتبين أن دَأْب هؤلاء في كل عام هو التخريب وخلق الفوضى تحت غطاء الحركات الديمقراطية.

وبلغ بيادق الولايات المتحدة مستويات لم يسبق لها مثيل من العنف والتخريب في معارضتهم لمشروع قانون مكافحة تسليم المطلوبين جنائياً العام الماضي. وشهد العالم بأم عينه كيف أُحرقت ممتلكات قيمة، وكيف تم الاعتداء على قوات الشرطة بشكل يومي، وكيف أُهين الشعار والعلم الوطنيَّيْن للصين. ومن المفارقات أن كل هذا التخريب حدث تحت شعار "المظاهرات السلمية".

وقد أوضح المتظاهرون ممن تبنوا العنف كوسيلة للتعبير وضوح الشمس أن كل ما قاموا به إنما هو تحت رعاية من يسمى "منقذ الديمقراطية"، الولايات المتحدة. إذ شوهدوا يرفعون العلم الأمريكي في أجزاء مختلفة من المدينة خلال المظاهرات. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لها الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة في العالم، إلا أنها لا تنفك منذ فترة طويلة عن التحريض بصفاقة على العنف في هونغ كونغ.

وفي تدخل صارخ في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، سنت الولايات المتحدة ما يسمى بقانون هونغ كونغ لحقوق الإنسان والديمقراطية لعام 2019 في نوفمبر الماضي. كما أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي ما يسمى بقانون هونغ كونغ للحكم الذاتي في 25 يونيو. وترمي التشريعات الأمريكية إلى عرقلة قانون الأمن القومي الصيني لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة من خلال فرض العقوبات.

في رأيي، لا داعي لإجراء أي نوع من التحليل للتشريعات الأمريكية، حيث أوضح محتوى القانون وطريقة صياغته أن الولايات المتحدة تهاجم بشكل مباشر السلطة السيادية للصين من خلال انتهاك جميع القوانين واللوائح والاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما فيها ميثاق الأمم المتحدة.

في الأخير، أود أن أختم بالتأكيد على أن تشريع الأمن القومي سيبني مستقبلا أكثر إشراقاً لسكان هونغ كونغ، فهو سيجعل المدينة مستقرة وآمنة بشكل فعال من خلال إحباط جميع المؤامرات ومحاولات زعزعة استقرارها من قبل الولايات المتحدة وأتباعها داخل المدينة. وبفضل قانون الأمن، الذي سيستهدف فقط الأنشطة الانفصالية والتخريبية والأعمال الإرهابية وأنشطة التواطؤ مع دول أجنبية أو عناصر خارجية لتعريض الأمن القومي للخطر، والذي سيدفع أيضا باتجاه إصلاح الثغرات في السلطة القضائية، بفضل كل هذا، سيكون العالم قادراً على الوقوف على هونغ كونغ أكثر ازدهارًا في السنوات القادمة.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号