بروكسل 3 يوليو 2020 (شينخوا) سارعت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إلى الإعلان عن أنها أعطت الضوء الأخضر لعقار "ريمديسيفير" المضاد للفيروسات لعلاج مرض كوفيد-19، وهو ما يجعله أول عقار مرخص على مستوى الاتحاد الأوروبي لهذا الغرض.

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للصحة وسلامة الأغذية ستيلا كيرياكيديس إن الاتحاد الأوروبي سارع إلى إصدار الترخيص بالاستخدام، ليوافق على هذا العقار الذي تنتجه الشركة الصيدلانية البيولوجية الأمريكية "جيليد ساينسز"، في إطار زمني قصير بشكل استثنائي.

وذكرت كيرياكيديس في بيان "لن ندخر جهدا لضمان توفير علاجات أو لقاحات فعالة لفيروس كورونا الجديد".

ويكمن السؤال الآن فيما إذا كانت هناك جرعات كافية تُترك تحت تصرف الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، حيث انتشرت أخبار هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة حجزت جميع الإنتاج لشهر يوليو و90 في المائة منه لشهر أغسطس وسبتمبر.

وقال جينو مارتيني، كبير العلماء في الجمعية الصيدلانية الملكية لبريطانيا العظمى، إن الإجراء الأمريكي سيضع سلاسل التوريد السريرية تحت ضغط، وسوف يعود الأمر إلى شركة "جيليد" في مسألة تعزيز الإنتاج من أجل تلبية الطلب.

وأشار إلى أن عقار "ريمديسيفير" لا يزال يصنف كدواء استقصائي، ولا يُسمح باستخدامه لعلاج كوفيد-19 في الولايات المتحدة إلا في حالات الطوارئ.

وأضاف أن "رفع العقاقير إلى مستوى الإنتاج ليس بالأمر الهين ويتم التحكم فيه من خلال المعايير التنظيمية ومعايير مراقبة الجودة ويستغرق ذلك بعض الوقت".

وذكر البروفيسور أنه يتوقع أن يصبح عقار "ريمديسيفير" متاحا في وقت واحد في جميع أنحاء العالم" إذا ما استمرت الأدلة في دعم استخدامه لعلاج كوفيد-19.

-- عدم رغبة في التعاون

قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحفي يوم الخميس إن بروكسل سمعت عن تحرك الولايات المتحدة من التقارير الإعلامية، وهو ما يعني أن واشنطن لم تكلف نفسها عناء إبلاغ حلفائها مسبقا.

بدت الخطوة الأمريكية أكثر إزعاجا بالنسبة للخبراء الأوروبيين.

فقد ذكر أوهيد يعقوب، كبير المحاضرين في وحدة أبحاث سياسة العلوم بجامعة ساسكس في إنجلترا، أن شراء عقار "ريمديسيفير" مخيّب للآمال "ليس بالضرورة بسبب النقص الذي ينطوي عليه ذلك بالنسبة للبلدان الأخرى، ولكن لأنه يشير بوضوح إلى عدم الرغبة في التعاون مع الدول الأخرى".

ووصف كارل لوترباخ، عالم الأوبئة وخبير الصحة في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، هذا الإجراء بأنه "غير ودي". وصرح لوترباخ لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية، قائلا "إذا وصلنا إلى اللقاح بهذه الطريقة في وقت لاحق، فسنواجه جميعا مشكلات كبيرة بالتأكيد".

-- هلع في الشراء

إن شراء الولايات المتحدة لمخزون ثلاثة أشهر من عقار "ريمديسيفير" هو "هلع في الشراء"، وفقا لما ذكره باتريك بيشلر، الشريك الإداري ذو الخبرة الغنية في صناعة الأدوية في شركة (Roland Berger Partners) الاستشارية ومقرها أوروبا.

وقال لمحطة (Europe 1) الإذاعية الفرنسية يوم الجمعة "إنها هلع في الشراء نظرا للتطور الحالي للفيروس في الولايات المتحدة". فقد أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 2.6 مليون حالة إصابة مؤكدة بالفيروس فيما تجاوزت حصيلة الوفيات لديها 127 ألفا.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أراد ذات مرة حرمان كندا من أجهزة التنفس التي تنتجها شركة 3M.

وقال "في ذلك الوقت أوضح (رئيس الوزراء الكندي جاستن) ترودو أنه من وجهة نظر دبلوماسية ومن حيث التعاون بين الدول، كان من الغباء جدا مصادرة مخزون أجهزة التنفس".

ولدى وصفه عملية شراء مخزون عقار "ريمديسيفير" بأنها "عمل أخرق آخر" يعكس أسلوب ترامب، قال المستشار إن هذا الوضع "لا يمكن تحمله، لا صناعيا أو قضائيا أو دبلوماسيًا".

-- الصالح العام

في وقت سابق من شهر مايو، تعرضت شركة الأدوية الفرنسية العملاقة (سانوفي) لانتقادات لاذعة بسبب تصريحات قالت فيها إنه بمجرد دخول لقاحها قيد البحث إلى السوق، يحق للولايات المتحدة التقدم بطلب مسبق لأنها تضخ استثمارات فيها.

وردت السلطات الفرنسية على الفور بالتشديد على أن لقاح كوفيد-19 يجب أن يكون "منفعة عامة عالمية" ومن غير المقبول أن تقدم شركة (سانوفي) الخدمة للولايات المتحدة أولا إذا استطاعت تقديم مثل هذا اللقاح في المستقبل.

وفي كلمته أمام مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، سلط مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، الضوء مرة أخرى على ضرورة الحصول العادل على العلاج المنقذ للحياة.

وقال "من الواضح أن هناك الكثير من الناس حول العالم يعانون من هذا المرض، ونريد أن نضمن حصول الجميع على التدخلات الضرورية المنقذة للحياة".