30 مايو 2020 / شبكة الصين / نشرت صحفية "نيويورك تايمز" في 26 مايو الجاري مقالا يطلب فيه مايك جاردنر، مساعد طبي في نيويورك لأكثر من 20 عاما، عدم تجاهل العاملين في قطاع الرعاية الصحية المقاتلين في الخطوط الأمامية ضد كوفيد-19 وتوفير الحماية الأساسية لهم.
وكان جاردنر قد شارك في جهود إنقاذ ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، وذكر في المقال "عندما أخبرنا مسؤولو وكالة حماية البيئة أن الهواء في موقع الحادث آمن، كنت أصدقهم، ولكن اتضح أن ذلك لم يكن صحيحا.. فعلى مدى عقد ونصف بعد الهجمات، شاهدت الذين عملت معهم جنبا إلى جنب يقعون ضحايا للسرطان وأمراض الجهاز التنفسي ومتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة".
ويشارك جاردنر مجددا في الخط الأمامي لمكافحة تفشي كوفيد-19، وقال إن الوضع أسوأ بكثير من أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث تجاوز وفيات نيويورك بالمرض قتلى أحداث 11 سبتمبر بحلول أوائل إبريل الماضي، ولا توجد نقطة نهاية وإغاثة بالنسبة لعمال الخدمات الطبية الطارئة في المدينة، كما تتبعهم المخاوف من الإصابة إلى منازلهم ما يتسبب في بعدهم عن عائلتهم.
وأشار جاردنر إلى أن الآثار الصحية الطويلة الأمد للفيروس غير معروفة، وقد يواجه الناجون من كوفيد-19 صعوبة في التعافي قد تمتد لفترات طويلة.
ويتوقع الخبراء في مستشفى ( Mount Sinai ) أن يتعرض ما بين 25% و40% من العاملين في مجال الطوارئ الطبية والرعاية الصحية من متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة.
وذكر جاردنر أنهم افتقروا إلى معدات ومستلزمات الحماية الشخصية في الأشهر الأولى من تفشي الوباء، وكانوا يرتدون أقنعة طبية من فئة (N95) من ثماني إلى 16 ساعة في المرة الواحدة، ويضطرون لحفظها في أكياس ورقية خلال فترات الاستراحة لاستخدامها مجددا.
ولم يوفر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توجيها حول كيفية تطهير الأقنعة الطبية، لأنه لم يكن من المفترض أبدا تطهير الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة. كما اضطر الكثير من الأفراد الطبيين إلى ارتداء الكمامات المستخدمة في ورش النجارة لحمايتهم.
وأوضح جاردنر أن الحكومة الأمريكية فشلت في توفير الحماية الأساسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية على الرغم من التحذير المستمر الذي قدمته الصين وإيطاليا منذ شهور. مضيفا أنه بعد أشهر من الجائحة التي قد تستمر لسنوات، لا يوجد حتى الآن ضمان لاستعادة وصيانة سلاسل توريد معدات ومستلزمات الحماية. بالإضافة إلى العمل الشاق والوفيات المذهلة التي يواجهها العاملون في مجال الطوارئ الطبية، الذين ينبغي عليهم تحمّل الصدمة النفسية عند السؤال عما إذا كانوا بأمان، وإذا كانت أسرهم آمنة، وماذا سيحدث لهم إذا كانوا غير قادرين على العمل.
ويقول جاردنر إن احتفاء سكان الحي الذي يقيم فيه بالجهود التي يقدمها وجميع الكوادر الطبية لحماية الصحة العامة، تجعله يفكر في تضحيات الكوادر الطبية بحياتهم لتعويض فشل الدولة والاستعداد غير الكافي للاستجابة للوباء. متسائلا عما ستقدمه الحكومة لهم في المقابل.
وفي نهاية المقال، طلب جاردنر من الحكومة إنشاء نظام مرن وموثوق وقابل للتطوير لإنتاج وتوزيع معدات ومستلزمات الحماية الشخصية، ومعالجة فورية لقضية تكافؤ أجور العاملين في مجال الطوارئ الطبية ومساواتهم بنظرائهم العاملين في مراكز الشرطة والإطفاء، وسن تشريعات لضمان التأمين الصحي وحماية بدلات العاملين في الخطوط الأمامية الذين قد يعانون من أي إعاقة جسدية أو عقلية، ناتجة عن اصابتهم بالفيروس.