29 مايو 2020 / شبكة الصين / تحرك موقع تويتر أخيرا للرد على ترويج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظريات المؤامرة التي لا أساس لها والأخبار الكاذبة التي يطلقها بشكل مستمر.

ووسم الموقع في 26 مايو إحدى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأول مرة بعلامة تحذير تدعو القراء إلى تدقيق المعلومات الواردة فيها. وقد رد الرئيس بتغريدة واصفا موقع عملاق التواصل الاجتماعي بأنه "يضيّق الخناق كليا على حرية التعبير".

وفي ظل الوضع الخطير لتفشي فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، أصبحت الطريقة التي يصوت بها الناخبون في الانتخابات الرئاسية المقبلة محط اهتمام. ومن أجل تجنب خطر الإصابة بالعدوى، أعلنت العديد من الولايات الأمريكية أن الناخبين لا يحتاجون للذهاب إلى مراكز الاقتراع شخصيا ويمكنهم التصويت عبر البريد.

لكن ترامب عارض بشدة هذا الإجراء، قائلا إن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير الأصوات على نطاق واسع في الولايات المتحدة، مهددا بقطع التمويل الفيدرالي.

وجدد ترامب موقفه في تغريدة يوم 26 مايو قال فيها "ليس هناك أي احتمال في ألا يكون الاقتراع عبر البريد سوى احتيال بشكل كبير".

وحث تويتر، المتابعين على تقصي الحقائق في تغريدات نشرها ترامب، محذرا من أن ادعاءاته بشأن الاقتراع بالبريد خاطئة، ويجب تدقيقها.

وقال متحدث باسم تويتر إن الخطوة تتماشى مع سياسة جديدة أصدرتها الشركة في وقت سابق من هذا الشهر للحد من ترويج المحتوى الضار والمضلل المحتمل المرتبط بوباء فيروس كورونا الجديد. وأكد المتحدث أن هذه هي المرة الأولى التي تضيف فيها الشركة مثل هذه العلامات إلى تغريدات ترامب.

ويذكر أن ترامب مهووس بالتغريدات، وغالبا ما ينشر عشرات التغريدات في اليوم. ووصفه مستخدمو الإنترنت مازحين بأنه "رئيس يحكم بلاده عبر تويتر"، بسبب استخدامه لتويتر للتعبير عن وجهات نظره حول الشؤون الداخلية والخارجية. لذا أثار إجراء تويتر غضب ترامب حيث نشر تغريدتين بغضب قائلا "تويتر يتدخل في الانتخابات الرئاسية 2020" و"الموقع يضيّق الخناق كليا على حرية التعبير، وبصفتي رئيسا فلن اسمح بذلك".

كما اتهم براد باسكال مدير حملة ترامب الانتخابية تويتر بالانحياز السياسي ووصف الخطوة بأنها محاولة لعرقلة وصول خطاب ترامب إلى ناخبيه.

تعرض موقع تويتر للانتقادات على نطاق واسع مؤخرا بسبب عدم تحركها إزاء المعلومات المضللة التي يواصل ترامب نشرها على المنصة. وعلى مدار 14 عاما منذ إنشائها، سمح موقع تويتر لمستخدميه بنشر رسائل "مضللة" دون قيود، ويعتقد مسؤولو تويتر أنه يمكن للمستخدمين مناقشة المعلومات وتصحيح الخاطئ منها بأنفسهم.

ولكن نشر الشائعات أسهل من الرد عليها، ففي الآونة الأخيرة، نشر ترامب العديد من نظريات المؤامرة على تويتر، بما في ذلك "بوابة أوباما" واستغلال فيروس كورونا الجديد لتشويه صورة الصين.

ومنذ شهر مارس الماضي، أعلن تويتر أنه سيحذف التغريدات ذات الصلة بالوباء التي "قد تشكل خطرا مباشرا على صحة الناس أو حياتهم". وفي 11 مايو، أعلن تويتر أنه سيبدأ إضافة وسم تحذير إلى تلك التغريدات المضللة التي لم يستوجب حذفها. لكنه لم يضع وسم تحذير على تغريدات الرئيس ترامب، مما أثار انتقادات من وسائل إعلام أمريكية.

وقال صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال نشرته 26 مايو إن الرئيس ينشر نظريات مؤامرة شريرة على المنصة، وربما يجب على تويتر أن يلزمه باتباع القواعد.

وأشار المقال إلى أن نشر المعلومات الخاطئة ليس أمرا جديدا بالنسبة لترامب، فهو يستخدم هذه الخدمة كعصا سياسية لإدارة شؤون البلاد، وخوض الحملة الانتخابية وشن حروب رقمية غير مهمة، وقد روج مؤخرا نصائح طبية خطيرة بشأن فيروس كورونا الجديد.

واقترح المقال حذف تغريدات ترامب المضللة بشكل مباشر من أجل إرسال إشارة قوية مفادها أن هذا السلوك غير مسموح.