رغم تحديات كورونا يبقى المواطن الصيني هو الهدف الأرقى في الدورتين السنويتين arabic.china.org.cn / 15:16:41 2020-05-23
بقلم د. أُنس الزليطني شبّح.. خبيرة تونسية متخصصة في الشأن الصيني 23 مايو 2020 / شبكة الصين / بعد تأجيل لأكثر من شهرين بسبب مكافحة فيروس كورونا الجديد، تم يوم الخميس 21 مايو الجاري، افتتاح الدورتين السنويتين في الصين، وهما عبارة على أهم حدث وتجمع سنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الصين والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، والجهاز الاستشاري السياسي الأعلى في الصين، حيث يتم خلال هذا الحدث السياسي الهام عرض إنجازات الحكومة الصينية خلال السنة المنصرمة، ثم تقديم إقتراحات وجدول أعمال الحكومة للسنة المقبلة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل الدورتين السنويتين، وهو ما يدل على وعي ودراية كاملة من قبل القادة وكبار المسؤولين الصينيين بأهمية الوقاية من الأوبئة لضمان سلامة كل المواطنين حتى ولو كان على حساب تأخير لأكثر من شهرين لأهم حدث سياسي في البلاد. وفي كسر لأهم أقدم تقاليد الدورتين، لم يتم تقديم نسبة النمو الإقتصادي المتوقعة لهذه السنة نظرا لمخلفات وتأثير الوضع الراهن لوباء كوفيد-19 على المستوى المحلي الصيني وعلى المستوى العالمي، لكن رغم كل الضغوطات، لم يتم التخلي عن "فلسفة الحزب" والتي تتمثل بالأساس في "التركيز على الشعب في جميع مناحي الحياة"، وذلك ما راهن عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مشاركته في مداولات اليوم الأول من الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، حيث اهتمت مناقشات شي جين بينغ مع المشرعين من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم على كيفية تحقيق الهدف الأعلى للحزب وهو التمسك بمبدأ "الشعب أولا"، من خلال توحيد مختلف فئات الشعب الصيني والتقاسم العادل للثروات والتمتع بالتنمية، لكن المخلفات الاقتصادية والاجتماعية إثر وباء كوفيد-19، يجعل الهدف المنشود يمثل تحديا هاما للحزب وقياداته، حيث أنه على الصين أن تبذل مجهودات جبارة لتحقيق الهدف في سنة "حاسمة" ضد الفقر، فالحزب الشيوعي الصيني راهن على القضاء التام على براثين الفقر في كامل التراب الصيني بانتهاء 2020. أكد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ في أول مداولاته التي جمعته مع المشرعين والنواب من وفد منطقة منغوليا الداخلية في الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، أكد على أن الحزب الصيني "مستعد لحماية حياة الشعب وصحته مهما كلفه الأمر"، والاهتمام ووضع "مصالح الشعب في المقام الأول تحت أي ظرف"، لكي يكون هذا التصريح حسب رأيي من بين أهم ما جاء من قادة العالم خلال هذا العام الاستثنائي بكل المقاييس في ظل الوباء، حيث أن الصين قيادة وحزبا تراهن على مواطنها مهما كانت الصعوبات والتحديات، وهو ما أكده شي جين بينغ من خلال "إعطاء حياة الشعب وصحته الأولوية القصوى"، وذلك بالتنسيق بين السيطرة على فيروس كوفيد-19 والمُضي قدما في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك أعتقد أن هذا التصريح يزيد ثقتي بأن الصين ستنجح في رهانها رغم التحديات، حيث ستعمل الحكومة على ضمان سلامة كل الصينيين، ليتمتع كل مواطن صيني بـ"حياة رغيدة"، ويتم تحقيق الهدف المنشود للسنة "الحاسمة" ضد الفقر، لتكون سنة 2020 رغم تأثيرات الجائحة هي السنة التي ستشهد على تاريخ أهم هدف إنساني لطالما انتظرته الأمة الصينية، وليكون هذا الهدف نموذجا لبقية دول العالم التي لا بد أن تعطي أهمية أكبر لرفاهية مواطنيها، وتقضي على الفقر، ولما لا يكون العالم بهذا النموذج خاليا من الجوع والتهميش والحروب، ويبحث عن التطور الذي يخدم الانسانية بدلا من المصالح الخاصة والحروب المدمرة.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |