17 مايو 2020 / شبكة الصين / أصدرت مؤسسة "Blackbox Research"، وهي وكالة استطلاع مستقلة مقرها سنغافورة، في 6 مايو الجاري، تقريرا استقصائيا حول رضا الشعوب في مختلف البلدان عن إجراءات حكوماتهم الخاصة بمكافحة الوباء. وأظهرت النتائج أنه من بين 23 اقتصادا حول العالم، يشعر المواطنون في البر الرئيسي للصين بالرضا الأكبر عن جهود الحكومة في مكافحة كورونا، في حين أن شعوب الدول الغربية غير راضين بشكل عام عن استجابة حكوماتهم للوباء.

الحكومة الصينية في الصدارة

ووضع التقرير بالتعاون مع مؤسسة "Toluna" الدولية لمسح المستهلكين، حيث شمل الاستطلاع 12,592 مستجيبا من 23 اقتصادا حول العالم خلال الفترة من 3 إلى 19 أبريل الماضي، بأعمار بين 18 و80 عاما، تلقى ثلثاهم التعليم العالي.

ويستخدم المسح أربعة مؤشرات رئيسية لتقييم تدابير الحكومة لمكافحة الوباء، وهي "القيادة السياسية" و"دور الشركات" و"أداء المجتمع المحلي في التصدي الوباء" و"تحمل وسائل الإعلام لمسؤوليتها في ظل الأزمة".

وأظهر الاستطلاع أن الاقتصادات الآسيوية سجلت نتائج أفضل بشكل عام، وتصدر البر الرئيسي الصيني القائمة بمجموع 85 درجة، وهو ما يتجاوز بكثير المتوسط العالمي (45 درجة).

فيما حصلت الاقتصادات الغربية على درجات أقل حسب الاستطلاع، فقد حققت الولايات المتحدة وأستراليا ودول أوروبا الغربية الأربع (إيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا) درجات أقل من المتوسط العالمي. وأصبحت نيوزيلندا الدولة الغربية الوحيدة التي حصلت على درجة أعلى من المتوسط العالمي.

وأوضح ديفيد بلاك، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة Blackbox Research، أن السبب يرجع إلى أن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن قادت بفعالية جهود مكافحة الوباء والسيطرة على انتشاره.

ماذا عن القيادة السياسية؟

ومن بين الاقتصادات الـ23 التي شملها الاستطلاع، تلقى 7 قادة فقط رضا أكثر من نصف شعبه، حيث 86% من المستجيبين في البر الرئيسي للصين أعربوا عن رضاهم، وهو أعلى مستوى من الرضا في الاستطلاع، والذي تجاوز المتوسط العالمي المتمثل في 40%.

هل استجابت الحكومة بسرعة كافية؟

في مواجهة التفشي المفاجئ للوباء، أظهر الاستطلاع أن نسبة 84% من الفرنسيين يعتقدون أن استجابة حكومتهم جاءت متأخرة، يليهم أبناء الشعب الياباني بنسبة 82%، ثم أمريكا بنسبة 74%.

وتعتقد نسبة 42% من الشعب الأمريكي أن حكومة الولايات المتحدة أكثر استعدادا للاستجابة للصراعات العسكرية من الاستجابة للوباء، وتعتبر هذه النسبة هي الأعلى في العالم حسب الاستطلاع.

ماذا عن دور الشركات؟

مع تطوّر الوضع الوبائي، تبنت دول مختلفة تدابير الإغلاق، ما أثر على الاقتصاد العالمي. وفي ظل هذه الظروف، كانت استجاب قادة الأعمال في مختلف الاقتصادات متفاوتة، حيث أعرب 80% من المستجيبين الصينيين و64% من الفيتناميين عن رضاهم عن أداء الشركات في ظل الوباء، فيما تراجعت هذه النسبة لأقل من 50% في الاقتصادات الـ21 المتبقية.

الصينيون أظهروا ثقة أكبر

وأظهر الاستطلاع أن الصينيين أظهروا ثقة أكبر من الأمريكيين في تخطي الأزمة، حيث يعتقد 85% من الصينيين الذين شملهم الاستطلاع أن بلادهم ستكون أقوى بعد الوباء، مقارنة مع 41% فقط من الشعب الأمريكي.

وقال ديفيد بلاك "نرى صدعا كبيرا في الثقة الذاتية للعالم الغربي، واستجابة الحكومات لأزمة غير المتوقعة دمرت ثقة شعبها". مضيفا أنه بشكل عام، فشلت معظم البلدان والمناطق في تلبية توقعات الشعوب، في وقت أبدى فيه الشعب الصيني تقديره لحكومته، وهذا قد يعود إلى حقيقة أن الصين دخلت مرحلة التعافي خلال تفشي المرض، مما يظهر أنها تعاملت مع الأزمة بشكل جيد.