الصفحة الأولى | حجم الخط  

سفير الصين لدى مصر: التعاون الصيني العربي في مكافحة الجائحة وبناء مجتمع مصير مشترك في مجال الصحة والسلامة

arabic.china.org.cn / 14:45:25 2020-04-01

بقلم لياو لي تشيانغ السفير الصيني بالقاهرة


أول أبريل 2020 / شبكة الصين / حققت الصين نتائج مهمة في الوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه بعد جهود شاقة وتضحيات كبيرة، ونجحت في استعادة نظام الحياة الاقتصادية والاجتماعية. لكن الوباء لا يزال ينتشر على الصعيد العالمي، بما في ذلك العالم العربي، ما يثير قلقا واسعا.

 

ويقول المثل العربي "الصديق وقت الضيق"، في هذه اللحظة الحاسمة لنضال الصين ضد الفيروس الجديد، أعربت الدول العربية عن دعمها الأخوي القوي لحكومة الصين وشعبها، انطلاقا من الصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية بين الجانبين. وفي 23 مارس، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشار فيها إلى أنه بعد تفشي المرض، أعرب الجانب المصري عن دعمه لمحاربة الصين للوباء، مما يعكس الصداقة العميقة بين البلدين والمستوى العالي من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وقال السيسي إن مصر تثق دائما بأن الصين يمكنها التغلب على الوباء بنجاح، وأنها ستكون أقوى بالتأكيد.

 

وبالإضافة إلى الرئيس المصري أجرى كل من ملك المملكة العربية السعودية وأمير قطر وولي عهد أبو ظبي، مكالمات هاتفية أيضا مع الرئيس شي جين بينغ. كما أرسل قادة مصر وتونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا والكويت ولبنان والعراق ودول أخرى رسائل إلى الرئيس شي جين بينغ، وأجرى وزراء خارجية السعودية والسودان ومصر محادثات هاتفية مع نظيرهم الصيني وانغ يي. فيما أرسل الأمين العام لجامعة الدول العربية رسالة إلى وزير الخارجية الصيني للتعبير عن دعمه الكامل في محاربة الصين للوباء. وقدمت مصر والسعودية والجزائر والإمارات والمغرب وقطر ودول أخرى مساعدات متنوعة للصين.

 

وانعقد الاجتماع الثالث والخمسون لمجلس وزراء الصحة العرب بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة يوم 27 فبراير، حيث تم دعوة السفير الصيني لدى مصر إليه لتقديم تطورات جهود مكافحة الصين للوباء. وأقر الاجتماع قرارا وأصدر بيانا، يشيد بجهود الصين في منع انتشار فيروس كورونا الجديد، معربا عن ثقته بأن الصين لديها القدرة على السيطرة الكاملة على الوباء وتعزيز التعاون الدولي في المعركة العالمية ضد الوباء.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أعربت مصر والإمارات ودول أخرى عن دعمها لمحاربة الصين للوباء من خلال إضاءة معالمها المحلية والتاريخية، وصوّر أصدقاء من عدة دول عربية مقاطع فيديو صغيرة للتعبير عن تضامنهم مع الصين.

 

ويقول المثل الصيني الوارد في كتاب "الأغاني": تهديني خوخة أرد عليك باليشم. ومع تفشي الوباء في العالم العربي، قدمت الصين مساعدات متنوعة، في مقدمتها الدعم الطبي. حيث قدمت الصين للعراق ومصر ودول عربية أخرى دفعات من المساعدات الطبية، بما في ذلك أقنعة (N95) الطبية وأدوات فحص الفيروس وملابس واقية. كما تبادلت الصين الخبرات في مجال الوقاية والسيطرة والعلاج.

 

وفي 26 مارس، عقدت الصين ودول غرب آسيا وشمال إفريقيا اجتماع الفيديو حول مكافحة فيروس كورونا. وحضر الاجتماع عبر الإنترنت حوالي 200 شخصية، من مسؤولي الصحة والخبراء من 16 دولة عربية منها مصر والجزائر وفلسطين ولبنان والكويت وقطر إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، لتبادل الخبرات في مجال الوقاية والسيطرة.

 

كما شاركت الصين نتائج البحوث الطبية، وقدمت للدول العربية أحدث برامج تشخيص وعلاج المرض. وأرسلت جمعية الصليب الأحمر الصينية فريقا من الخبراء الطبيين إلى العراق لمساعدة الحكومة العراقية في جهود مكافحة الوباء، كما تدرس إرسال فرق طبية لدعم دول العالم التي تنتشر فيها الجائحة.

 

ويعتبر التعاون الصحي مجالا هاما للترابط الودي بين الصين والعرب. ففي أغسطس 2019، عقد بنجاح منتدى التعاون الصحي الصيني العربي الثاني في بكين، حيث اعتمدت "مبادرة بكين للتعاون الصحي بين الصين والدول العربية 2019" التي اكدت على ضرورة تعزيز جميع الأطراف هدف التكامل الصحي الاستراتيجي والسياسي لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي في مجال الصحة.

 

وقد جلب تفشي فيروس كورونا إلهاما عميقا للمجتمع الدولي مفاده أنه في عصر العولمة، ترتبط مصائر الأمم. وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو الاتجاه الصحيح الوحيد لتنمية المجتمع البشري.

 

وخلال هذا الكفاح غير المسبوق ضد الجائحة، تحارب الصين إلى جانب الدول العربية والمجتمع الدولي، متمسكة بمفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية، وتشارك بنشاط في التعاون الدولي والإقليمي في مكافحة الفيروس، وإدارة الصحة العامة العالمية، وتعمل مع دول العالم لمواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية.

 

وفي مواجهة الوباء، لن تتراجع الصين أبدا، ناهيك عن الوقوف بمفردها، وستظهر دائما دورها كدولة كبيرة مسؤولة لبناء خط دفاع قوي من أجل الانتصار في المعركة العالمية ضد الجائحة.

 

ومن أجل تحقيق الفوز المشترك في مكافحة الوباء، ستعمل الصين أيضا على تعزيز التعاون في مكافحة الجائحة مع الدول العربية في الجوانب الأربعة التالية:

 

أولا، تعزيز تنسيق استراتيجيات الوقاية والسيطرة، وتبادل المعلومات ونتائج البحوث حول الفيروس في الوقت الحقيقي. ثانيا، توظيف دور آلية منتدى التعاون الصحي الصيني العربي القائم بشكل كامل، وتعزيز التبادلات والتعاون في مجال الصحة. ثالثا، هزيمة الذعر بعقلانية علمية، وتنفيذ أعمال الوقاية والسيطرة بشكل مشترك وفقا للوائح الصحية الدولية والتوجيهات المهنية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولية، ورفض الأكاذيب والشائعات. رابعا، تحويل الأزمة إلى فرصة، وإيجاد نقاط جديدة للتعاون والتنمية، ومواصلة تعميق التعاون الاستراتيجي في التجارة والاستثمار والتمويل.

 

وكما أشار الرئيس شي جين بينغ في خطابه خلال أعمال القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين في 26 مارس الماضي: "ما يحتاجه المجتمع الدولي في الوقت الحاضر هو الثقة الراسخة والجهود المتضافرة والاستجابة الموحدة وتعزيز التعاون الدولي الشامل، وبناء قوة موحّدة قوية للتغلب على الوباء للفوز في معركة البشر ضد الجائحة".

 

وعلى الرغم من أن الوضع خطير، إلا أن الثقة ثمينة، وعلى الرغم من أن المهمة شاقة، إلا أن الأمل أمامنا. وسوف نكون قادرين على التغلب على فيروس كورونا الجديد في أسرع وقت ممكن، مما يقدم إسهامات مهمة ليس فقط في حماية الصحة وسلامة أرواح أبناء الشعب الصيني والشعوب العربية، ولكن أيضا لصحة البشرية جمعاء.  

 

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号