ندوة "الصين والعالم المعاصر: ندوة عبر الإنترنت على المستوى الدولي حول مكافحة كوفيد-19" تعقد في 30 مارس 2020. وجذبت الندوة اهتمام خبراء وباحثين من ست دول في أربع قارات لمناقشة الأفكار حول محاربة هذه جائحة. الجدير بالذكر أن الندوة هي برعاية المجموعة الصينية للنشر الدولي

أول أبريل 2020 / شبكة الصين / دعت ندوة عبر الانترنت لمراكز الأبحاث 30 مارس الماضي إلى تعاون عالمي أوثق في مكافحة كوفيد-19 الذي تفشي في جميع أنحاء العالم، وكلف خسائر بشرية ثمينة وشكل تحديات غير مسبوقة للمجتمع الدولي.

 

الندوة تحت عنوان "الصين والعالم المعاصر: ندوة عبر الإنترنت على المستوى الدولي حول مكافحة كوفيد-19” جمعت خبراء وباحثين من ست دول في أربع قارات لمناقشة آثار فيروس كورونا الجديد والاستجابات الدولية المشتركة للأزمة.

 

تمحور مؤتمر الفيديو الذي استمر لمدة ساعتين برعاية المجموعة الصينية للنشر الدولي حول موضوع "تجميع الحكمة وتبادل الخبرات: الجهود المشتركة لمكافحة كوفيد-19."

 

ألقى "دو تشان يوان"، رئيس المجموعة الصينية للنشر الدولي، كلمة الافتتاح وقال إن الندوة عبر الإنترنت تظهر استعداد ورغبة خبراء مراكز الأبحاث الصينية والأجنبية في تعزيز الحوار والتعاون مع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم.
وأشارة إلى أن فيروس كوفيد-19 أصبح التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجهه المجتمع الدولي، وحث "دو" المؤسسات البحثية على دعوة جميع البلدان إلى وضع خلافاتها جانبًا، والتوصل إلى توافق، وتعزيز التعاون ومساعدة بعضها البعض.

 

وقال إن مراكز البحوث بحاجة إلى التمسك برؤية بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ومعارضة وصم المرض وتسييسه، والامتناع عن استخدام الفيروس كسلاح للمناورة السياسية.

 

وشدد "دو" على أن التضامن والتعاون هما أقوى أسلحة لهزيمة الفيروس، حيث أنه "لمواجهة التحدي المشترك، ما نحتاجه هو الحكمة وليست الحسابات السياسية، ما نحتاجه هو مساعدة بعضنا البعض، وليست الاستفادة من صعوبات الآخرين" وأضاف " ما نحتاجه هو التعاون المربح للجانبين وليست المواجهة الخاسرة".

 

وقال "قاو أن مينغ"، نائب الرئيس ورئيس التحرير للمجموعة الصينية للنشر الدولي، الذي ترأس الندوة، إن الأمراض المعدية الرئيسية هي العدو المشترك للبشرية ولا تعرف حدودًا وطنية. وأضاف قاو "لا يمكن لأي بلد أن يبقى خارج المعركة ضد الهجوم الفيروسي. تتطلب مكافحة الفيروس جهودًا مشتركة من أشخاص من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن جنسيتهم أو لغتهم أو لون بشرتهم أو معتقدهم الديني".

 

شدد المتحدثون العشرة الضيوف على أهمية الوحدة والتضامن والتوافق في التصدي للتحدي المشترك الذي يواجه جميع البلدان.

 

قال أوجوستو سوتو، أستاذ بجامعة رامون ليل بإسبانيا “هذه الأزمة هي أفضل مثال على أننا نشترك في تحديات مشتركة ومصير مشترك". وأشار أيضًا إلى أن "الوحدة في العمل لم يتم التوصل إليها بعد".

 

وأوضح البروفيسور سوتو أنه "بعد هذه الأزمة، يمكن أن ينتهي بنا المطاف إلى أزمة اقتصادية واجتماعية مخيفة أو إلى صدمة اقتصادية معتدلة تؤدي، في كل الأحوال، إلى ثقافة جديدة من التعاون العالمي. إذا لا ندرك في نهاية المطاف أننا نتقاسم مستقبلا مشتركا، فلن نعيش طويلا على هذا الكوكب".

 

وقال مصطفى سيد، المدير التنفيذي للمعهد الباكستاني الصيني، "عندما نتحدث عن فيروس كورونا، يجب أن نتحدث عنه كجنس بشري واحد". وأضاف "هذا هو الوقت الذي يجب أن نضع فيه المصالح السياسية جانباً ونتفق. لن نتمكن من كسب هذه الحرب ضد الفيروس إلا إذا تجمعنا".

 

تطرق وانغ شياو هوي، رئيس تحرير موقع شبكة الصين، إلى دور وسائل الإعلام خلال الأزمات العامة العالمية مثل كوفيد-19، وقال إنه "يجب على المؤسسات الإعلامية تجنب توجيه أصابع الاتهام لبعضها البعض، لأنه أمر لا فائدة منه ولا معنى له".

 

وشدد "وانغ" على ضرورة أن تضع وسائل الإعلام مصلحة البشرية في المقام الأول. حيث أكد أنه "في ظل هذه الظروف، يجب على المؤسسات الإعلامية إيلاء المزيد من الاهتمام لتوزيع المعلومات وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون وتشجيع الحكومات والشعوب على تقديم المساعدة للدول الأخرى".

 

قام "تشانغ وي وي"، مدير المعهد الصيني بجامعة فودان، بتحليل بعض تقارير وسائل الإعلام الغربية التي سخرت من استجابة الصين لمكافحة كوفيد-19 ودعا الناس إلى التخلص من تحيزهم الإيديولوجي وتحيزهم المعرفي تجاه الصين. وقال تشانغ "إن التجربة الصينية هي الأصول المشتركة للبشرية. أعتقد أن وسائل الإعلام الغربية ارتكبت أخطاء تسببت بالفعل في تكاليف باهظة للمجتمعات الغربية. آمل أن نتمكن من معالجة هذه الأنواع من الأخطاء في الأشهر المقبلة".

 

وقال "وانغ ون"، العميد التنفيذي لمعهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة رنمين الصينية، إن الاضطراب الاقتصادي الناجم عن الوباء قد يكون أكثر خطورة من الأزمة المالية لعام 2008، محذرا البلدان في جميع أنحاء العالم من الوقوف متحدين من أجل التصدي ليس فقط للفيروس ولكن أيضا للركود الاقتصادي.

 

كما تضمنت الندوة رؤى من "شيوى شون تشيغ"، أستاذ ونائب عميد كلية الصحة العامة في جامعة هوا تشونغ للعلوم والتكنولوجيا، وجويل رويت، رئيس مركز بريدج تانك في فرنسا، و"لي يونغ" نائب رئيس لجنة الخبراء في جمعية الصين للتجارة الدولية، وإيفاندرو كارفالهو، رئيس مركز الدراسات البرازيلية الصينية بكلية الحقوق بجامعة جوليو فارغاس في البرازيل، وحسين إسماعيل، باحث في خدمة معلومات الدولة المصرية.

 

تم نظيم الحدث من قبل أكاديمية الصين المعاصرة والدراسات العالمية بالاشتراك مع موقع شبكة الصين ومجلة الصين اليوم وشركة بو شنغ المحدودة للإتصالات الثقافية الدولية.