الصين تقترب من بر الأمان في حربها ضد كوفيد-19 arabic.china.org.cn / 17:28:25 2020-03-11
بقلم د. أُنس الزليطني شبّح* 11 مارس 2020 / شبكة الصين / شهدت الصين منذ بداية عام 2020 اختبارا هاما تمثل في مدى قدرتها على الصمود أمام أصعب محنة مرضية تعرضت لها في العصر الحديث، ألا وهي حربها ضد كوفيد-19، حيث أن هذه الحرب تُعتبر المعركة الثانية وحتى أنها أصعب من حربها ضد سارس 2003، لتثبت الصين وبخطى ثابتة مرة أخرى للعالم بأنها تُحقق النتائج "شبه المستحيلة" في أوقات قياسية. منذ انفجار أزمة فيروس كورونا الجديد والصين على "قدم وساق" من كل مسؤوليها وأعضاء حزبها إلى كامل أفراد الشعب للوقوف جنبا إلى جنب في حربها الضروس ضد كورونا. انفجرت الأزمة منذ عشية عيد الربيع الصيني، لتتخذ السلطات الصين قرارات حاسمة للحد من انتشار الفيروس، وأهمها فرض عزل صارم لمناطق تفشي الوباء، مع توجيه سكان بقية المناطق إلى تطبيق حضر صحي ذاتي، وتمديد عطلة عيد الربيع وتعليق الدروس على كامل التراب الصيني، والقيام بحملات توعية حول كيفية تجنب العدوى، وإلغاء كل المهرجانات والتظاهرات الجماعية. كما قامت القيادات الحزبية وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جين بينغ بالدعوة إلى تعزيز الإطارات الطبية، ودعم الصفوف الأولى في مواجهة كورونا من قبل الجيش الصيني، وبناء مستشفيين في "ووهان" مركز تفشي المرض وذلك لاستقبال مرضى الفيروس. كما أنه تم التركيز بالأساس على دعم العلوم والتكنولوجيا للفوز في هذه المعركة، حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته إلى أكاديمية العلوم الطبية العسكرية وكلية الطب بجامعة تسينغهوا في بكين في الثاني من مارس الجاري، أن "العلوم والتكنولوجيا أقوى سلاح في معركة البشرية ضد الأمراض". وعملت الصين أيضا على كسب ثقة سكانها من خلال تحيين يومي للإحصائيات اللازمة حول أعداد المرضى والمتعافين على كامل التراب الصيني. وبفضل الإجراءات الوقائية والصارمة التي اتخذتها الصين والوعي والثقة الكبرى في صفوف سكانها، بدأت الصين تحقق نتائجا إيجابية بداية من الأول فبراير، حين شهدت أول ارتفاع لعدد المتعافين أمام عدد الوفيات، لتتطور نجاحاتها في حربها ضد كورونا وتشهد تزايدا في عدد المتعافين وتقلصا كبيرا في عدد المصابين، ثم تحقق خلال الأسبوع الأول من مارس تعافيا كبيرا وترصد تراجعا هاما في أعداد الإصابات والوفيات في كامل المقاطعات والمناطق الصينية. ويتم إغلاق المستشفيات المؤقتة التي تمت إقامتها سابقا في مدينة ووهان، حيث تعافى كل مرضى المستشفيات المؤقتة الـ16 في المدينة. وهو ما جعل العديد من المسؤولين في منظمات صحية وخبراء من العالم يشيدون بتجربة الصين في حربها ضد كوفيد-19، من بينهم "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الذي أكد في العديد من المؤتمرات الصحفية بأن الصين بذلت جهودا "رائعة" لاحتواء المرض، وهو ما يثبت أن التجربة الصينية هي عبارة على مثال يُحتذى به من قبل بقية دول العالم. في الوقت الذي تحقق فيه الصين نتائجا إيجابية في هذه المعركة، يدرس العالم الذي بدأ يواجه انتشار كوفيد-19، التجربة الصينية في نضالها الذي يحمي شعبها وبقية سكان العالم. حيث أكدت الصين من خلال كل نتائجها أن الانتصار "غير مستحيل" رغم صعوبة المعركة، وهو ما أكده أيضا الرئيس الصيني خلال زيارته إلى مدينة ووهان بتاريخ 10 مارس الجاري، حيث راهن شي جين بينغ على أهمية "الكفاح من أجل النصر" وأكد أن "جهود الوقاية والسيطرة غيرت المسار". كما ثمّن الرئيس الصيني جهود الشعب في تحقيق الفوز، وأهمية انتصار "هوبي" و"ووهان" لتحقيق النصر الكامل ضد هذا المرض. وهذه الزيارة هي رسالة طمأنة هامة في الوقت الراهن توجّه بها شي جين بينغ إلى الشعب الصيني وأكد أن الانتصار لا يتحقق إلا بمساعدة ووعي الشعب، وتكاتف جهود كل الأطراف. أعتقد أن الصين قد نجحت في المراحل الأكثر صعوبة في حربها ضد فيروس كوفيد-19، لكنها لا تزال أمام جزء هام وهو الأخير في هذه المعركة، ألا وهو الحفاظ على الوقاية والسيطرة وهو ما اعتبره شي جين بينغ بالمهمة "الشاقة". وأثق أن الصين ستنجح في هذه المهمة الوقائية والحفاظ على الاستقرار في المستقبل، كما أنها ستحقق المزيد من التعافي والتقدم حتى في بقية المجالات الأخرى وتكسب ثقة عالمية أكبر. حيث أن الوباء سيبقى خلف العالم وتواصل تقدمها، فالصين "مرضت" لكنها قريبة جدا من التعافي والوصول إلى بر الأمان. ------------------------------ *خبيرة تونسية متخصصة في الشأن الصيني يعكس المقال آراء الكاتبة وليس بالضرورة آراء الموقع
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |