arabic.china.org.cn | 11. 03. 2020

الصين مثال يُحتذى به في حربها ضد كوفيد-19

11 مارس 2020 / شبكة الصين / قال مسؤولون وخبراء إن استجابة الصين لعدوى الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد قد أعطت للعالم مثالا يحتذى به في التعامل مع العدوى وعرضت خبرة في النهوض بإدارة الصحة العامة العالمية.

وأشاروا إلى أن تفشي فيروس كوفيد- 19 قد أثار ناقوس الخطر بشأن الأمن العالمي للصحة العامة كما قام بتذكير الدول بضرورة التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات، لأن الأمراض المعدية يمكن أن تتصاعد بسرعة إلى حالات طوارئ عالمية.

وأضاف المسؤولون أن هناك زخما إيجابيا متزايدا في مجال مكافحة الأوبئة في جميع أنحاء البلاد بفضل التدابير "الشاملة والدقيقة" التي اتخذتها الصين لاحتواء الفيروس، مشيرين إلى أن العدد اليومي للحالات المؤكدة الجديدة خارج مقاطعة هوبي يتراجع منذ أسابيع.

وفي هذا الصدد قال الرئيس شي جين بينغ في عدة مناسبات إن جهود الصين للحد من انتشار العدوى لا تهدف إلى حماية سلامة وصحة الشعب الصيني فقط ولكن أيضًا إلى سلامة الصحة العامة العالمية. ووصف شي حالات الطوارئ الصحية العامة بأنها تحد لجميع البلدان، داعيا إلى التعاون الدولي في الحفاظ على أمن الصحة العامة لمواجهة التهديدات التي تواجه البشرية.

مع انتشار الفيروس بسرعة في بلدان أخرى، زادت منظمة الصحة العالمية من تقييمها لمخاطر الوباء من عالي إلى "عال جدّا" على مستوى العالم في 28 فبراير. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسيس في الثاني من مارس الجاري إن انتشار فيروس كوفيد- 19 في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران واليابان أصبح مصدر قلق كبير.

وفي مقال نُشر في مجلة  "تشيوشي"، مجلة رئيسية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي إن تفشي المرض كشف عن أوجه قصور في نظام إدارة الصحة العامة العالمي وسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لدعم هذا النظام. وقال وانغ "إن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه التحديات" وقال "إننا ندعم الدور الأساسي للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية وتحسين نظام إدارة الصحة العامة العالمي". وقال إنه يجب طرح قضايا الصحة العامة على جدول الأعمال الدولي، وتنفيذ مشروعات صحية دولية رئيسية، وطريق الحرير الصحي.


حالة طوارئ عالمية

ومع دخول انتشار الفيروس حالة طوارئ عالمية، حذّر الخبراء من أن المرض يمكن أن يسبب حالة من الذعر، وأن يعطل الاقتصادات، ويقوّض السلطة السياسية، وإثارة التمييز وفضح خطوط الصدع المجتمعي.

كما أكد الخبراء على أن السيطرة على تفشي المرض تتطلب حوكمة وطنية وعالمية فعالة في العديد من المجالات من اكتشاف الحالات إلى مواجهة المعلومات الخاطئة، ومن البحث العلمي إلى تقليل قيود التجارة والسفر إلى أدنى حد.

و قالت سويري مون مديرة الأبحاث في مركز الصحة العالمي التابع لمعهد الدراسات العليا والتنمية الدولية في جنيف بسويسرا، إن النظام الدولي قد تعزز بشكل كبير منذ أزمة فيروس إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014، لكنه لا يزال "ضعيفًا وهشًا".

وقالت مون في مقابلة عبر البريد الإلكتروني "على سبيل المثال، لا يوجد لدينا نظام موثوق به لتمويل منظمة الصحة العالمية أو الجهود الدولية الأخرى التي تحتاج إلى زيادة خلال الأزمات". "قبل ثلاثة أسابيع، طلبت منظمة الصحة العالمية 675 مليون دولار لدعم عملها ومساعدة البلدان ذات النظم الصحية الضعيفة ، ولكن هذا الهدف لم يتحقق بعد". وقالت مون إن العالم يحتاج إلى حوكمة عالمية أقوى وأكثر مرونة للتعامل مع تفشي المرض، مضيفًا أن الصين، بصفتها لاعبًا عالميًا رئيسيًا، تتمتع بالإمكانات والقدرة على لعب دور أكبر في عمليات الحوكمة العالمية التي تؤثر على الصحة. كما أضافت مون أنه يمكن أن تساهم ماليا اليوم في الجهود العالمية لاحتواء فيروس كورونا في البلدان الضعيفة، من خلال منظمة الصحة العالمية أو غيرها من الهيئات. ويمكن أن تساهم دبلوماسيًا في الجهود المبذولة لقيادة والتفاوض بشأن قواعد دولية عادلة وفعالة بشأن تبادل البيانات في حالات الطوارئ. كما يمكن أن تشجع أيضًا التعاون البحثي مع العلماء من جميع أنحاء العالم، وتحديد سبل ضمان أن التقنيات الجديدة التي تم تطويرها لمعالجة تفشي المرض متوفرة عالمياً بسعر مناسب وبكميات مناسبة".

وفي هذا الصدد أعلنت الصين يوم السبت الماضي عن التبرع بحوالي 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قنغ شوانغ يوم الاثنين أن قرار الحكومة الصينية يهدف إلى مساعدة منظمة الصحة العالمية على الاستفادة الكاملة من مزاياها المهنية والعمل كمنسق أفضل للجهود العالمية لمكافحة الوباء.


استجابة غير مسبوقة

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس، مشيدًا بالتدابير التي اتخذتها الصين لاحتواء الوباء، "من زوايا متعددة، وضعت الصين معيارًا جديدًا للتصدي لتفشي الفيروس". صرح بذلك فى مؤتمر صحفى فى جنيف بعد زيارة للصين فى فبراير.

أشاد تقرير البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين بشأن فيروس كوفيد-19 الصادر في 29 فبراير بالجهود الصينية لمكافحة الفيروس، قائلاً " لقد أطلقت الصين ربما أكثر الجهود صرامة وطموحًا ونشاطا لاحتواء المرض في التاريخ".

وقالت مون إن الرسالة الرئيسية من تجربة الصين هي أنه من الممكن احتواء انتشار الفيروس باتباع نهج صارم  وهي رسالة مهمة للمسؤولين الحكوميين في البلدان الأخرى. وأضافت "من المشجع بالفعل أن عدد الحالات الجديدة التي بلّغت عنها الصين هي في انخفاض - آمل أن يستمر هذا الاتجاه.

قال روبرت لورنس كون، الخبير الاستراتيجي الدولي للشركات، في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لشبكة تلفزيون الصين الدولية، إن تعبئة الصين بعد التفشي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصحة العالمية. وقال كون "لا يوجد أي مكان يمكن أن يفعل مثلما فعلت الصين. و ذلك يتعلق بالكيفية التي يعمل بها نظام الحزب".

وقال إن المؤرخين في المستقبل ربما ينظرون إلى حرب الصين ضد فيروس كورونا كنقطة تحول في الجهود العالمية لاحتواء تفشي الأمراض الجديدة ووقف انتشارها، الأمر الذي جعل العولمة والسفر الجوي في كل مكان أمرًا حيويًا.

منذ بداية  تفشي الفيروس، أعرب قادة أكثر من 170 دولة وأكثر من 40 منظمة دولية وإقليمية عن تعاطفهم مع الأمة الصينية بشأن تفشي الفيروس، وأشادوا بجهود الصين لمكافحة الفيروس بطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة، وأعربوا عن دعمهم للصين في المعركة ضد العدوى.

وقال شي في اجتماع عقد مؤخرا حول مكافحة الأوبئة، يجب توسيع التعاون الدولي والإقليمي، ويجب مواصلة التواصل الجيد مع منظمة الصحة العالمية وتبادل الخبرات فيما بين البلدان. وأضاف أن الصين ستتحمل مسؤولياتها كدولة رئيسية وتقدم المساعدة اللازمة للبلدان المتضررة من فيروس كوفيد-19.

قال رن لين، باحث أول بمعهد الاقتصاد العالمي والسياسة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن التعاون هو الخيار الأفضل للدول لمواجهة التحديات التي يفرضها الوباء.

وقال رين إن تفشي المرض يوفر فرصة للدول لإعادة النظر في الحاجة إلى تحسين الحوكمة العالمية في مجال الصحة العامة من خلال تعزيز التعاون وتعزيز الاستجابة للطوارئ والقدرة على الوقاية من المخاطر.

وفيما يتعلق بأولويات التعاون الدولي، قالت مون إنه يجب على جميع الدول مشاركة المعلومات التفصيلية والكاملة مع منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى في أسرع وقت ممكن حيث "لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي لم نفهمها بعد حول هذا الفيروس". كما دعت إلى تجميع وتقاسم الموارد عبر البلدان، سواء كان ذلك في الإمدادات النادرة مثل الأقنعة أو غيرها من معدات الحماية الشخصية للعاملين الصحيين، أو تعبئة الأموال في البلدان التي ستكافح من أجل القيام بذلك محليًا.



 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号