الصفحة الأولى | حجم الخط  

عيدك سعيد أيتها البطلة في زمن الحرب ضد كورونا

arabic.china.org.cn / 16:50:00 2020-03-08

بقلم د. أُنس الزليطني شبّح*


8 مارس 2020 / شبكة الصين / اليوم يحتفل العالم بالعيد الـ110 للمرأة، لكن هذا العيد يُعتبر استثنائيا جدا في الصين وفي عدة دول أخرى تحارب فيروس كورونا الجديد، اليوم هذه المرأة التي كانت تحارب من أجل ضمان مكانتها في مجتمعها، هي تكافح حتى هذه الساعة جنبا إلى جنب مع الرجل في الصفوف الأمامية لمواجهة أصعب المعارك التي يشهدها تاريخ البشرية الحديث، حرب ضد كوفيد-19 تخوضها المرأة بكل شجاعة وصمود وقوة، لتُبرهن للجميع بأنها هي القائدة في هذه الحرب.

منذ إنفجار أزمة كورونا في الصين ليلة عيد الربيع الصيني، تطوعت المرأة لحماية بقية المجتمع، بل وبادرت بالمشاركة في الصف الأمامي ولم تأبه لأية مخاطر تُهدد سلامتها. لقد تأثرتُ وبشدة من مشاهد الممرضات والطاقم الطبي النسائي اللاتي تركن بيوتهن وعائلاتهن خلال العيد للاعتناء بالمرضى، حُفرت في ذهني وإلى الأبد صورة الممرضة البطلة التي اختارت التخلي عن جمال شعرها الناعم حفاظا على سلامتها وسلامة الآخرين نظرا للإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، كيف يمكن أن ننسى دموع الأمهات اللاّتي لم تحضنّ أطفالهن لأيام وهنّ يعملن لساعات طويلة في المستشفيات لإنقاذ أرواح المرضى؟ 

لم تكن المرأة خلال حرب مكافحة تفشي فيروس كورونا مجرد مساعد في أعمال المكافحة فحسب، بل كانت ولا تزال الجزء الأهم في المعركة، حيث أن أكثر من 90% من الطاقم الطبي هنّ من الممرضات البطلات، كما أن نصف الأطباء في الصف الأمامي هن أيضا نساء. 

المرأة أيضا هي عنصر فاعل في كل الجمعيات التطوعية في كامل تراب الصين خلال هذه الفترة، حيث أنه توزعت في الصين مجموعات كبيرة للجمعيات التطوعية للمساهمة في توفير الاحتياجات اليومية للسكان والمجمعات، إذ تتميز الصين بتأصّل مفهوم العمل التطوعي بين صفوف سكانها، حيث أنه خلال عام 2019 تم تسجيل أكثر من 126 مليون متطوع في الصين في جميع المجالات، ومن بينهم نسبة كبيرة من النساء. لتقف اليوم المرأة على قدم وساق يوميا في الخدمة التطوعية.

فالمرأة التي تعمل في الصفوف الأولى خلال هذا العيد، هي ليست في المطاعم الفاخرة تتلقى هداياها ولم تتجمل بمساحيق التجميل كالعادة، بل هي تحت قناعها الذي يترك آثاره المُخيفة على وجهها الجميل نظرا لطول ساعات ارتدائه، هي المرأة التي تتقدم اليوم بكل قوتها وبمجهودات المُضنية لتحافظ على سلامة وأمن المجتمع بأسره، لتثبت من جديد أنها قادرة وبكل تأكيد على تخطي الصعاب والقيام بكل الأدوار الفعالة في كل المناسبات الصعبة. 

ليست فقط المرأة التي تعمل في المجال الطبي هي البطلة الوحيدة خلال هذه الحرب الضروس، بل أيضا كل إمرأة عاملة خلال هذه الفترة هي بالتأكيد بطلة، فهي التي اختارت الاستجابة لظروف العمل والخروج وسط هول وذعر إنتاب الجميع خوفا من خطر الفيروس، هي التي لبّت واجبها المهني وساهمت في الحفاظ على سلامة توفير احتياجات المجتمع.

أصبحت المرأة خلال هذه الفترة في الآن نفسه، هي المنظفة والمعلمة والطباخة وخاصة هي القوة الوحيدة القادرة على خلق الطاقة الإيجابية لكل أفراد العائلة في ظروف الحجر الصحي الذاتي التي يتّبعها الجميع منذ أكثر من شهر ونصف حتى الآن، فإذا انهارت هذه القوة، سينهار كامل توازن العائلة التي لا تزال تقاوم وتؤمن وتثق بالانتصار القريب في هذه الحرب وبأن العيد آتٍ قريبا.

أعتقد أن تجربة المرأة الصينية والأجنبية خلال هذه المرحلة الحاسمة هي تجربة مُشرّفة تُضاف إلى موسوعة صمود البطلات في تاريخ البشرية جمعاء. فعيد سعيد لكل إمرأة حازمة ومناضلة! ابقي قوية حتى يتنفس كل من حولك هواء نقيّا! أنت لست نصف المجتمع بل أنت المجتمع بأسره!



------------------------------

*خبيرة تونسية متخصصة في الشأن الصيني

يعكس المقال آراء الكاتبة وليس بالضرورة آراء الموقع


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号