8 مارس 2020 / شبكة الصين / أصدرت الصين مؤخرا أول تقرير حول نتائج تشريح ضحايا فيروس كورونا الجديد الصادر عن فريق بحث طبي يقوده الأستاذ ليو ليانغ من قسم الطب الشرعي بكلية تونغجي الطبية بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا. 

وقالت عضوة الفريق البحثي ليو تشيان، في مقابلة حصرية مع /شبكة الصين/ إن الجميع يأمل أن يساعد هذا العمل في العلاج السريري لإنقاذ المزيد من الناس.

وبدأ تشريح الجثتين الأولى والثانية من المرضى المتوفين المصابين بفيروس كورونا الجديد في مستشفى جينينتان بمدينة ووهان في 16 فبراير الماضي، حيث أرسل الفريق البحثي أعضاءه إلى المستشفى بعد تلقي الإشعار على الفور. وكانت ليو تشيان، الأستاذة المشاركة في قسم الطب الشرعي بكلية تونغجي الطبية بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، من بين أعضاء الفريق.

وقالت ليو تشيان إنها انطلقت إلى المستشفى بعد ساعة فقط من تلقي الإشعار بشأن تشريح جثة المتوفي بكورونا، ولم تشعر بأي قلق، بل كانت متحمسة للغاية على أمل أن يساعد التشريح في جهود العلاج السريري وإنقاذ حياة المزيد من الناس. 

وأضافت أنه نظرا لخطر انتشار الفيروس عن طريق الهباء الجوي أثناء التشريح، ارتدى أعضاء الفريق السترات الواقية والأقنعة والقفازات السميكة، وجميعها تشكل صعوبة كبيرة في عملية التشريح.

وأكد رئيس الفريق الأستاذ ليو ليانغ في مقابلة أنه عانى ومساعده من مشكلة العرق وصعوبة التنفس بعد أقل من 10 دقائق من بدء عملية التشريح، إضافة إلى صعوبة الرؤية الجيدة بسبب النظارات الواقية. 

وقالت ليو تشيان إنه بالإضافة إلى الملابس الواقية، يجب على أعضاء الفريق الخضوع لمجموعة متنوعة من أعمال التطهير لتجنب التلوث الثانوي.

وبعد الانتهاء من التشريح، عالج الفريق البحثي الأنسجة وأجرى الدراسة والتسجيل، كما جمع البيانات السريرية وحللها وناقشها. وقالت ليو تشيان إن التشريح عمل تمهيدي بالنسبة للأطباء الشرعيين، وبعد ذلك يتم إجراء تحليل موضوعي وشامل لسبب الوفاة. مضيفة أن التشريح الذي قامت به هو الأول من نوعه في العالم، ما يوفر المرجع والخبرة لتشريح ضحايا كورونا في المستقبل.

وكشفت نتائج التشريح معلومات مفيدة للعلاج السريري، وقالت ليو تشيان إن التشريح أظهر وجود تسرّب سائل لزج في الحويصلات الهوائية والشعب الهوائية، وهو ما يفسر شعور الإغراق الذي يشعر به مرضى الحالات الخطيرة والحرجة، وبالتالي ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لصحة الشعب الهوائية في العلاج السريري من خلال أدوية تساعد على تصريف السوائل أو الاستعانة بأساليب فيزيائية.

وأكدت ليو تشيان أن نتائج دراسة مدى تأثير الفيروس على القلب والكلى والدماغ والطحال والجهاز الهضمي، لا تزال غير مقنعة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحث لتحديد مدى الضرر الذي يصيب هذه الأعضاء نتيجة المرض المذكور.

وفي معرض حديثها عن أكبر الصعوبات في أعمال التشريح، أعربت وانغ يون يون، عضو فريق التشريح، عن أملها في استخدام غرفة تشريح ذات مستوى أمان بيولوجي أعلى، ما يضمن سلامة الأفراد ويمنع انتقال العدوى. 

ومن جانبها قالت ليو تشيان إن الجثث التي تم تشريحها تعود لأشخاص مسنين، ما يرجح إصابة أعضاء أجسامهم بمشاكل صحية أخرى. مشيرة إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن عمل الأطباء الشرعيين هو مجرد تشريح الجثث، ويختص عملهم بالموتى ولا علاقة له بالأحياء. لكنها تعتقد أنه من خلال تفسير أسباب الموت، يمكن إيصال المزيد من المعلومات المفيدة إلى أفراد أسرة الضحايا أو المرضى أو الأطباء. مضيفة أن تشريح ضحايا كورونا يعكس أهمية عمل الطب الشرعي، ولا يخدم الطب الشرعي القانون فحسب، بل يوفر كذلك الخبرة العملية ذات الصلة للطب السريري والصحة العامة.