الصفحة الأولى | حجم الخط  

مقالة خاصة: متجر ملابس يكسر الحدود بين اليهود والمسلمين والمسيحيين في إسرائيل

arabic.china.org.cn / 01:51:45 2020-01-23

القدس 22 يناير 2019 (شينخوا) بابتسامة تنم عن فرح واضح، وقفت الشابة اليهودية ليراز مامان، تستعرض فستان زفافها أمام إحدى مرايا متجر للملابس في مدينة شفا عمرو ذات الأغلبية العربية في إسرائيل.

وحضرت ليراز مع عائلتها من وسط إسرائيل، على الرغم من أنهم لم يعتادوا يوما ما أن يشتروا بضائعهم من متاجر عربية، خاصة وأنه يقع في مدينة إسرائيلية غالبية سكانها من الفلسطينيين.

وتقول ليراز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا أعيش في وسط إسرائيل، ولم أزر يوما بلدة عربية من قبل، لا أعرف لماذا ؟ ..ربما كان تحيزا، لكن وجودي في هذا المتجر جعلني أغير رأيي خاصة وأنني أشعر بالسرور لمروري بهذه التجربة".

ويعود المتجر، الذي تم افتتاحه قبل أشهر قليلة، لزايد زايد، وهو رجل أعمال فلسطيني، استطاع أن يستقطب الزبائن اليهود إلى متجره وكسر الحدود ما بين الديانات سواء كانت اليهودية أو المسيحية أو حتى المسلمين.

ويرى زايد (39 عاما) أنه تمكن من تجميع كافة الأعراق الدينية في متجره، خاصة وأن جميع الزبائن يتساوون في غرف تغيير الملابس، "الجميع هنا يبدو سعيدا لأنهم يبحثون عن الملابس الخاصة بهم".

ويقول زايد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يعمل في المتجر مسيحيون ومسلمون ويهود، كذلك الأمر بالنسبة للزبائن فيأتي إلى هنا زبائن من جميع الديانات ومن أماكن مختلفة".

ويشير إلى أنه "من المحتمل ألا يختلطوا، لكن كل شيء هنا يعمل بسلاسة".

ويضيف زايد، وهو مسيحي الديانة "لغة الموضة والأزياء تجمع الناس في نفس المكان، خاصة وأن كل واحد منهم يبحث عما يناسبه من الملابس دون السؤال عن العرق والدين والأصل، فهنا تستطيع أن ترى الناس سواسية".

وعادة ما تكون العلاقات معقدة ما بين اليهود والعرب في إسرائيل، خاصة في أوقات التوترات السياسية، فيما تدعو جماعات يهودية متدينة إلى مقاطعة العرب والأعمال العربية بشتى أنواعها، وكذلك الحال بالنسبة للعرب الذين يدعون إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والتعاملات التجارية المتبادلة ما بين الطرفين.

ويقول زايد "لا يمكن الفصل بشكل كامل ما بين اليهود والعرب، خاصة من الناحية التجارية، لأن هذا الأمر مخالف تماما للواقع والحياة اليومية التي نعيشها".

وأردف قائلا "الحياة هنا أكثر تناغما من تلك الدعوات والأصوات التي تنادي بالفصل، وعادة ما يجتمع الناس بمختلف دياناتهم وأعراقهم في ذات المكان، لأن الحياة اليومية تتجاوز كافة الحواجز السياسية".

وغالباً ما يتسوق اليهود الإسرائيليون البقالة ويصلحون سياراتهم في المدن والقرى العربية لأن الأسعار فيها أرخص بكثير من محلات البقالة والكراجات في المدن اليهودية، وكذلك الأمر بالنسبة لعالم الملابس، خاصة وأن الجميع كان يعتقد بوجود فجوة كبيرة بين أذواق الزبائن على حسب عرقيتهم.

ويقول زايد "لقد استطعت التغلب على هذه الفجوة من خلال اعتماد الماركات العالمية في الملابس التي أبيعها، فالعلامة التجارية قادرة على تجميع كافة النساء مهما كانت خلفياتهن العرقية والسياسية، خاصة وأنني استطعت أن أحضر التصاميم الفرنسية إلى شفا عمرو".

وتقف تسوفنات، الفتاة اليهودية التي جاءت مع أسرتها من مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بعد ساعتين ونصف الساعة من قيادة السيارة، لتجرب عدد لا يحصى من الثياب إلى أن وجدت هي وشقيقتها ما يحتاجونه.

وتقول تسوفنات ل(شينخوا) "خيار التسوق من مدينة عربية في شمال إسرائيل يعتبر طبيعيا بالنسبة لي"، موضحة أنه لا يهم إن كانت المدينة عربية أو يهودية خاصة وأن المصلحة المشتركة قد تجمع بينهم جميعا في مكان واحد.

أما شوشي كوهين، وهو يهودي فقد أحضر بناته لشراء فساتين مناسبة لحفل زفاف من المزمع عقده قريبا.

ويقول كوهين، وهو يرسم ابتسامة على وجهه "الجميع ضحك علي وسخر مني عندما أخبرتهم بأنني ذاهب إلى شفاعمرو".

ويضيف "الجميع هنا سعيد، وأنا أصر على أن أحضر أقاربي الذكور إلى هذا المكان لشراء بدل الزفاف من هنا، فالمكان ساحر والمعاملة رائعة والجميع متفهمون هنا".

من جانبها، قالت مندوبة المبيعات في المتجر مايا كوهين، إنها "غيرت رأيها تماما واكتشفت عالماً جديداً بعدما التقيت بالناس".

وتضيف "كانت هناك أفكار مسبقة، وعندما وصلت إلى هنا وتعرفت حقا على الناس، فهمت حقا أن الأمر كله هراء، الناس هم ذات الناس ولا يختلفون عن بعضهم البعض". 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号