الأمم المتحدة 9 يناير 2020 (شينخوا) أكد الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون يوم الخميس مجددا التزام الصين بالتمسك بالتعددية وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وخلال حديثه في نقاش مفتوح بمجلس الأمن بشأن التمسك بميثاق الأمم المتحدة، قال تشانغ إن الميثاق، بصفته حجر أساس للتعددية، أقام الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية في الوقت الحاضر ويطور المبادئ المعترف بها بشكل عام فيما يتعلق بالقانون الدولي ويرسم الطريق أمام المجتمع البشري.

وأوضح أن الأحادية تمثل ضربة كبيرة لحكم القانون الدولي والنظام الدولي، في حين أن الحمائية تغرق الاقتصاد العالمي في مجموعة من الشكوك وأعمال التنمر تهدد السلام والاستقرار العالميين.

وعلى خلفية كل ذلك، قال تشانغ إن "تذكير أنفسنا بروح الميثاق أمر مناسب جدا" في الوقت الذي يوافق فيه هذا العام الذكرى السنوية الـ75 لإقامة الأمم المتحدة.

وأشار تشانغ إلى أن الصين كانت أول دولة توقع على ميثاق الأمم المتحدة. "التزمت الصين بثبات وبضمير بأهداف ومبادئ الميثاق ودعمت بشكل ثابت جهود الدفاع عن سلطة ومهام الأمم المتحدة".

ويعد الاقتراح الصيني الخاص ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية امتدادا لأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وفقا لما قال تشانغ، مؤكدا أن الصين ستتمسك بالتزاماتها وبمبدأ التسوية السلمية للنزاعات وبتدعيم المساواة في السيادة والاستقلال السياسي ووحدة الأراضي لجميع الدول وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبمبدأ عدم التهديد بالقوة أو باستخدامها.

وأوضح أن الصين ستفي بمسؤولياتها في إطار ميثاق الأمم المتحدة وتشارك بفاعلية في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة وستفي بجدية بالتزاماتها المالية تجاه الأمم المتحدة وستدعم الدور المركزي للمنظمة في الشؤون الدولية والتعددية.

وأضاف تشانغ أن بلاده ستطبق بفاعلية أجندة 2030 للتنمية المستدامة وستواصل دعم التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق، ما من شأنه أن يجعل التنمية الصينية تعود بالنفع على جميع الدول.

وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط والخليج، أكد تشانغ أن "الإجراء الأمريكية الأحادي المتهور" أدى إلى درجة عالية من التوتر في المنطقة.

وقال إن الصين تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى السلام، وتشارك بنشاط في الجهود الدبلوماسية، وملتزمة بالاضطلاع بدور مسؤول وبناء في الحفاظ على القانون الدولي والإنصاف والعدالة والسلام والاستقرار الإقليميين.

وأضاف أن الصين تدعو الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وبذل قصارى جهدها للعودة إلى الحوار والتشاور دون تأخير، والعمل بشكل مشترك من أجل تهدئة التوترات، ودعم الاتفاق النووي الإيراني.

وحذر تشانغ من أن الوضع فى المنطقة إذا خرج عن السيطرة، فإنه لن يخدم مصالح أي طرف، مؤكدا أن "استعادة السلام أمر حاسم للعالم بأسره. وينبغي لمجلس الأمن أن يتمسك بمسؤوليته بموجب ميثاق الأمم المتحدة بصون السلم والأمن الدوليين".

وحول التمسك بميثاق الأمم المتحدة، قدم المبعوث الصيني اقتراحا من 4 نقاط. أولا، قال إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يسعى إلى التعاون المربح للجميع. "من الضروري خلق فرص أكبر من خلال التعاون، والتغلب على المخاطر والتحديات، وتحقيق التنمية المشتركة، والسعي للحصول على نتائج الفوز المشترك على قدم المساواة".

ثانيا، يتعين على المجتمع الدولي أن يسترشد بسيادة القانون الدولي، وأن يعارض "وضع مصالح بلد ما فوق مصالح البلدان الأخرى، وإساءة تفسير القانون الدولي بشكل متعمد، ومنطق الانتقائية الميهمن، والولاية القضائية طويلة الذراع، والعقوبات الأحادية".

ثالثا، يتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بالانصاف والعدالة. "يجب أن تدار وتناقش المسائل ذات الطابع الدولي من قبلنا جميعا. ويجب احترام سيادة كل بلد واستقلاله وسلامة أراضية واختياره لمسار التنمية بشكل مستقل".

رابعا، يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فعالة. "يجب تنفيذ الميثاق على أرض الواقع، لتحقيق نتائج ملموسة. يجب على مجلس الأمن أن يعمل دائما لصالح السلام العالمي وتعزيز الثقة المتبادلة وتعزيز الوحدة وتجنب تسييس بعض القضايا".

وخلال نقاش الخميس، أدلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الفيتنامي فام بينه مينه، وممثلو أكثر من 110 دولة ببيانات حول موضوع التمسك بميثاق الأمم المتحدة.