تحليل إخباري: مخاوف في إسرائيل من تداعيات التصعيد بين واشنطن وطهران arabic.china.org.cn / 03:06:48 2020-01-05
القدس 4 يناير 2020 (شينخوا) رأى محللون اسرائيليون، أن عملية اغتيال المسؤول الإيراني قاسم سليماني في العراق، غيرت قواعد اللعبة ما بين الولايات المتحدة وايران، وان اسرائيل لن تكون بعيدة عن الأذى في حال كان رد طهران عسكريا. وقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في العراق. وعلى اثر اغتيال سليماني، أعلنت وزارة الخارجية وأجهزة الأمن الإسرائيلية رفع حالة التأهب الأمنية، وتعزيز الحراسة في كافة سفاراتها وممثلياتها حول العالم خشية أعمال انتقامية. ولم تشر إسرائيل إلى تهديدات محددة، لكنها ألمحت بعد عمليات اغتيال مشابهة لعملية اغتيال سليماني إلى إمكانية شن هجمات من الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا من قبل حزب الله اللبناني ومجموعات إيرانية. وتباينت آراء محللين اسرائيليين تحدثوا لوكالة أنباء ((شينخوا))، حول امكانية تحول اسرائيل لهدف محتمل للانتقام الايراني. وقال الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة (هآرتس) تسيفي برئيل ان "ايران قد تلتزم بسياسة الاحتواء في الوقت الحالي خاصة، وانها تهدف إلى منع روسيا وتركيا من التغلب على نفوذها في سوريا، ووقف الانجراف السياسي في لبنان". لكنه رجح احتمال أن تعتمد إيران على حليفتها الأساسية حزب الله اللبناني من خلال ضرب الحدود مع إسرائيل. وتتهم اسرائيل وايران باستمرار، كل منهما الأخرى، بأنها قوة رئيسية وراء زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وأعلن الجيش الإسرائيلي في 20 نوفمبر الماضي شن غارات على أهداف عسكرية تابعة لفيلق القدس الايراني في سوريا. وجاءت الغارات بحسب بيان للجيش، ردا على إطلاق صواريخ من قبل فيلق القدس من الأراضي السورية على شمال إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب الغارات، إن إسرائيل "ستضرب كل من يعتدي عليها". وشدد نتنياهو على أن اسرائيل "ستواصل الحفاظ بكل حزم وإصرار على أمنها". وقال رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال احتياط عاموس يادلين ان الولايات المتحدة الأمريكية أرادت باغتيالها لسليماني أن تقول للإيرانيين "لقد تغيرت قواعد اللعبة.. لقد تجاوزتم الخط الأحمر". ورأى يادلين أن "احتمال أن تكون إسرائيل هي المكان المناسب للرد ليس عاليا، وهذا لا يعني أننا يجب ألا نزيد من استعدادنا". وأوضح أنه على الرغم من أن قواعد اللعبة قد تغيرت لكن واشنطن وطهران لا ترغبان في خوض الحرب، ومن المؤكد انهما تحرصان على عدم التدهور، لكن هذا لا يعني أن إيران لن تحاول توجيه ضربة للولايات المتحدة في وقت لاحق. ويعتبر اغتيال سليماني هو الأحدث في سلسلة من الأحداث المتصاعدة التي أدت الى توتر العلاقات العدائية بالفعل بين إيران والولايات المتحدة، والتي بدأت الأسبوع الماضي بمقتل مقاول أمريكي في هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية عراقية في كركوك. وأدى مقتل المقاول إلى هجوم أمريكي مباشر ونادر على مواقع تابعة لكتائب حزب الله العراقية المنضوية تحت الحشد الشعبي، أسفر عن مقتل 25 من عناصر الحشد. واحتجاجا على الضربة الأمريكية، قام مناصرون للحشد الشعبي باقتحام باب السفارة الأمريكية في بغداد، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي إلى نشر تعزيزات عسكرية في الشرق الأوسط. وقال المحلل السياسي إيهود يعاري فيرى إن طهران "غير مهتمة بمواجهة مفتوحة مع القوة العسكرية الأمريكية"، ولكن الإيرانيين سيبحثون عن "رد وليس إشعال النار". ورجح يعاري أن تكون إسرائيل أحد خيارات الرد الإيراني على عملية الاغتيال، لافتا إلى أن "المقاتلين الشيعة العراقيين المؤيدين لإيران يتهمون إسرائيل بالتورط بطريقة ما في عملية اغتيال سليماني، وهذا كاف ليتم توجيه الضربة لإسرائيل". أما الخبير في شؤون الشرق الاوسط والضابط السابق في الجيش الاسرائيلي الدكتور جاك نيريا، فأعرب عن تشاؤمه من استهداف الولايات المتحدة لسليماني. وقال نيريا ان هذه الخطوة بالضرورة ستقود الأوضاع في المنطقة نحو التدهور. وتابع "الايرانيون يبحثون عن رد حاسم والجهتان المرشحتان للاستهداف هما السعودية واسرائيل". وأضاف نيريا "التصعيد يمكنه أن يأخذ عدة أيام لربما بعد انتهاء فترة الحداد على سليماني ويمكن للايرانيين خلالها اختيار أهدافهم وقتها يمكن ان تتضح الصورة أكثر". وأكد نيريا أن أي محاولة لاستهداف اسرائيل من قبل ايران والمليشيات المحسوبة عليها ستلقى ردا اسرائيليا واسعا قد يغير قواعد اللعبة تماما. وأضاف ان "اسرائيل لديها من أدوات الرد الرادعة الكثير، واعتقد ان الايرانيين سيفكرون مليا قبل الاقدام على عمل من هذا القبيل".
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |