مقالة خاصة: الرياض تحتضن القمة الخليجية الـ40 وسط أمال متجددة بطي صفحة الخلاف ودفع مسيرة العمل المشترك arabic.china.org.cn / 16:19:31 2019-12-10
بكين 10 ديسمبر 2019 (شينخوا) تحتضن الرياض اليوم (الثلاثاء) القمة الخليجية الـ40 في جو من التفاؤل والترقب، وسط مؤشرات وجهود لطي صفحة الخلاف بين الدول الخليجية، وتهديدات أمنية متزايدة تواجه المنطقة. وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الاثنين اجتماعا تحضيريا للقمة الخليجية الـ40، بحثوا خلاله الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة التحضيرية، ومن بينها ما جرى إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك. وأعرب الوزراء المشاركون "أنها ستكون قمة بناءة بالقرارات الفاعلة التي تعزز مسيرة التعاون وتحقق تطلعات مواطني دول المجلس نحو المزيد من الترابط والتضامن والتكامل". -- موضوعات القمة وتأتي القمة بعد حوادث أمنية استهدفت المنطقة خلال العام الماضي مثل الهجوم على المنشآت النفطية لشركة أرامكو السعودية، والهجوم على سفن تجارية بالقرب من سواحل الإمارات، والتهديدات الحوثية للأراضي السعودية. ومن المتوقع أن تبحث قمة الرياض عددا من الموضوعات لتعزيز مسيرة التكامل والتعاون بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس. وعبر الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني عن ثقته بأن تخرج القمة بقرارات بناءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسخ أركان هذا المجلس. ويضم مجلس التعاون الخليجي، الذي أنشئ عام 1981، المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر وعمان. وتأتي القمة، وهي ثاني قمة تستضيفها الرياض للعام الثاني على التوالي، في وقت تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية وتتحدث تقارير بنبرة تفاؤلية عن "انفراجة قريبة" للأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين بين بعض دول المجلس. واندلعت الأزمة الخليجية في يونيو عام 2017 بعدما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر مقاطعة الدوحة دبلوماسيا واقتصاديا بدعوى دعم وتمويل الارهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة. وطالبت الدول الأربع الدوحة بالامتثال لمجموعة من المطالب لإنهاء الخصومة، بما في ذلك قطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية، وتقليص علاقاتها مع إيران، وسط 13 شرطا اعتبرتها الدوحة "تعجيزية". --مؤشرات وتصريحات متفائلة ومؤخرا، شاركت منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 24" التي أقيمت في الدوحة خلال الفترة من 24 نوفمبر وحتى 6 ديسمبر، بعد رفض تلك الدول المشاركة في نفس البطولة قبل عامين في قطر، في خطوة اعتبرها البعض إشارة إلى تراجع حدة التوتر بين دول المجلس المتخاصمة. وفتحت تقارير وتصريحات عدة أيضا مؤخرا الباب أمام التكهنات السياسية بانهاء الخصومة، من بينها ما صرح به وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن وجود مباحثات بين بلاده والسعودية بشأن الأزمة الخليجية. وقال الشيخ محمد "انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة"، معربا عن أمله في أن تأتي القمة بنتائج إيجابية. وفي الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية عن زيارة سرية قام بها وزير خارجية قطر إلى السعودية في الشهر الماضي التقى خلالها كبار المسؤولين بالمملكة. وزعمت الصحيفة أنه قدم خلالها عرضا لإنهاء الحصار. ولم تصدر أي ردة فعل عن الرياض والدوحة تنفي أو تؤكد ذلك. وآخيرا وليس آخرا، أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أمس الاثنين أن خطوات المصالحة الخليجية "تسير باتجاه إيجابي ووفق خطوات ثابتة ومتقدمة" عشية القمة الـ 40 لمجلس التعاون الخليجي بالرياض. وقال الجار الله إن"خطوات المصالحة وقنوات إنهاء الخلاف تسير باتجاه إيجابي ووفق خطوات ثابتة ومتقدمة". -- احتمالات إنهاء الخلاف ورغم هذا الجو المشوب بالتفاؤل، لم يصدر عن السعودية ما يوحي رسميا بأن إنهاء الخلاف مع قطر بات وشيكا أو واردا. ومنذ اندلاع الأزمة، لم يجتمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أي قمة خليجية. وحرصت السعودية على توجيه الدعوة لأمير قطر مرة أخرى لحضور القمة. لكن تبقى مشاركته حتى كتابة هذه السطور محل شك، في ضوء عدم صدور تأكيدات من الجانب القطري. وفي العام الماضي، غاب أمير قطر عن القمة الـ39 ومثل بلاده في تلك القمة وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي. وبشأن حضوره قمة اليوم، نقلت تقارير عن مصادر دبلوماسية عربية "صعوبة" حضور أمير قطر الجلسة الرئيسية، نظرا لسفره إلى العاصمة الرواندية كيغالي لحضور حدث هناك. ولم يتأكد بعد مستوى الحضور من جانب عواصم الدول المشاركة بالقمة. وبينما يبقى مستوى التمثيل في القمة الخليجية مؤشرا على التوافق من عدمه، يرى المراقبون أن الخلافات بين أعضاء المجلس أكبر من أن تحل كلها في اجتماع يستمر ليوم واحد، وإن كان التوصل إلى توافق محدود هو الأقرب. يذكر أنه كان هناك محاولات لنزع فتيل الأزمة لم تسفر عن شئ من قبل أطراف إقليمية مثل الكويت، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تريد حل الخلاف من أجل تركيز الاهتمام على بناء تحالف ضد إيران.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |