الصفحة الأولى | حجم الخط  

تقرير إخباري: احتجاجات فلسطينية في الخليل ضد قرار إسرائيل إقامة "حي يهودي جديد"

arabic.china.org.cn / 08:35:20 2019-12-10

الخليل 9 ديسمبر 2019 (شينخوا) اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين)، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية احتجاجا على قرار إسرائيل إقامة "حي يهودي جديد" وسطها.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في بيان، أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات بالاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في عدة مناطق على أطراف مدينة الخليل.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المواجهات اندلعت عقب تظاهرات توجهت إلى الحواجز العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي الذي أطلق جنوده الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإشعال إطارات السيارات ورشق الجنود بالحجارة.

وجرت المواجهات عقب صلاة الظهر في الحرم الإبراهيمي في الخليل تنديدا بقرار وزير الدفاع الإسرائيلي نيفتالي بينيت إقامة "حي يهودي جديد" وسط المدينة كان يقيم الفلسطينيون فيه سوقا مركزيا للمدينة قبل أكثر من 20 عاما.

يأتي ذلك فيما عم إضراب شامل أرجاء المدينة، حيث أغلقت المؤسسات الحكومية والشعبية والخاصة والمحال التجارية أبوابها بدعوة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

ودعت الحركة في بيان، كافة الجماهير الفلسطينية والفصائل إلى المشاركة بالفعاليات الاحتجاجية، وشد الرحال للبلدة القديمة وأداء صلاة الظهر في الحرم الابراهيمي بالمدينة.

من جهته، حيا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "صمود أهل مدينة الخليل على وقفتهم أمام الهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها المدينة وهدم أسواقها".

وقال اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في رام الله إن "الحي الاستيطاني الجديد في قلب المدينة يهدف إلى ضخ مستعمرين جدد".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي وجه مطلع ديسمبر الجاري بإقامة "حي يهودي جديد" في سوق "الجملة" في البلدة القديمة في قلب الخليل.

وقال التلفزيون الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إن الحي الجديد من شأنه أن يخلق "تواصلا مباشرا بين الحرم الإبراهيمي، وحي أبراهام أفينو الاستيطاني، ومضاعفة عدد اليهود في المدينة".

ويتضمن القرار، بحسب التلفزيون، هدم مبان في سوق الجملة وبناء متاجر جديدة مكانها، وقد اتخذ بعد سلسلة من المناقشات أجراها بينيت مع الإدارة المدنية الإسرائيلية التي تدير شؤون المناطق الفلسطينية وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك".

وأبلغ مصدر فلسطيني وكالة ((شينخوا))، أن الإدارة المدنية الإسرائيلية أرسلت خطابا إلى بلدية الخليل أمس طالبتها بضرورة الاستجابة لطلب إقامة الحي الجديد في غضون شهر وفي حال المعارضة ستكون إجراءات قضائية ضدها لإلغاء مكانتها كمستأجر محمي للسوق.

وقال المصدر، إن الرسالة الإسرائيلية تقول ان للجانب الإسرائيلي الحق بإخلاء البلدية من المكان باعتبار أن الأرض المقام عليها السوق المركزي كان يملكها يهود قبل قيام إسرائيل.

من جهتها، رفضت لجنة إعمار الخليل التي تتولى مهام ترميم وتطوير الحرم الإبراهيمي بالتنسيق مع وزارة الأوقاف الفلسطينية، وتشتكى من تعرضها لعقبات إسرائيلية عديدة، الإقرار بأحقية إسرائيل بالمكان.

واتهم مدير اللجنة عماد حمدان، إسرائيل بمحاولة السيطرة على المنطقة التي تبلغ مساحتها قرابة 5 دونمات وتفريغها من أي وجود فلسطيني وإحلال المستوطنين فيها كبداية لوصلها مع مستوطنات (كريات أربع) القريبة من المكان.

وقال حمدان لـ ((شينخوا))، إن المنطقة المستهدفة لإقامة الحي اليهودي تخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ عام 1994 ويحرم على الفلسطيني صاحب الحق الوصول لها.

وأشار إلى أن البلدة القديمة في الخليل تقسمها إسرائيل إلى 4 مناطق الأولى يتم التحرك فيها بحرية، والثانية لا يمكن الوصول إليها إلا مشيا على الأقدام بسبب الحواجز، والثالثة لا يستطيع الدخول لها إلا سكانها، أما الرابعة فهي محرمة على الفلسطينيين كليا في محيط الحرم الإبراهيمي والسوق المركزي.

وأكد أن الجانب الفلسطيني سيجابه الخطوة الإسرائيلية بإجراءات قانونية وقضائية في كافة المحاكم، منتقدا صمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بشأن القرار الإسرائيلي الجديد بالبلدة القديمة.

وفي يوليو 2017 أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي، في قرار حظي بدعم 12 دولة، فيما امتنعت 6 دول، وصوتت ضده 3 دول.

من جهته اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن الوضع في مدينة الخليل "مقلق جدا وما تم الاعلان عنه له آثار كبيرة على إمكانية تطبيق حل الدولتين على حدود عام 1967".

وقال مسؤول الإعلام والاتصال بالمفوضية الأوروبية في القدس شادي عثمان في تصريح لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية ، إن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في الخليل وكافة المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية وشرق القدس مرفوضة بالمطلق لدى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف عثمان أن "النشاط الاستيطاني يضع علامات استفهام كبيرة على مدى التزام إسرائيل بحل الدولتين"، داعيا إسرائيل إلى وقف الاجراءات الاستيطانية باعتبارها تساهم في تآكل حل الدولتين".

وأكد عثمان أن "الاتحاد الاوروبي سيواصل عمله على الأرض من دعم للوجود الفلسطيني في مناطق (ج) والقدس الشرقية خلال الفترة المقبلة عبر الكثير من المشاريع".

ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل قرابة 250 ألف فلسطيني يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي.

وفي أعقاب توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، تم التوقيع في عام 1997 على اتفاق لاحق بشأن الخليل يقسمها إلى قسمين (H1)ويخضع للسيطرة الفلسطينية، و(H2) تحت السيطرة الإسرائيلية.

ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号