9 ديسمبر 2019 / شبكة الصين / نشر التلفزيون المركزي الصيني في القناة الجديدة "سي جي تي ان" فيلما وثائقيا مرة أخرى باللغة الانجليزية حول موضوع مكافحة الإرهاب بعنوان "وراء الكواليس- تنظيم شرق تركستان الإسلامي والعنف في شينجيانغ" بعد نشرها فيلم "شينجانغ الصينية جبهة أمامية لمكافحة الإرهاب"، والذي بلغ عدد مشاهدته على الحساب الرسمي لـ"سي جي تي ان" على يوتيوب أكثر من 160 ألف مرة حتى أمس الأحد، ويحظى بأكثر من 14 ألف إعجاب، وما يتجاوز 4500 تعليق.

وبالرغم من أن هذا الفيلم حظي بمتابعة قياسية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن وسائل الإعلام الرئيسية الغربية تروج وبكثرة أخبارا مخالفة ومغالطة حول شينجيانغ.

قدمت لقطات من فيلم "وراء الكواليس- تنظيم شرق تركستان الإسلامي والعنف في شينجيانغ" مشاهدا عديدة مثل للارهابيين الذين يهاجمون المارة عشوائيا، والحافلات المشتعلة والانفجارات الضخمة التي ينبعث منها الدخان الكثيف. حيث تقدم هذه اللقطات صورة واضحة للوضع القاتم في الحرب ضد الإرهاب في المناطق الحدودية بغرب الصين.

والجدير بالذكر أن الفيلم الوثائقي قد أوضح أن "الحوادث العنيفة والإرهابية كانت متكررة في منطقة شيجيانغ، وأن شينجيانغ هي ساحة المعركة الرئيسية لمواجهة الصين للإرهاب". حيث أنه وفقا للإحصاءات غير المكتملة، وقعت آلاف الهجمات الإرهابية في شينجيانغ وذلك خلال فترة ما بين عامي 1990 و2016.

وتم تأسيس تنظيم شرق تركستان الإسلامي على يد عيشان مخسوم، رجل من كشغار في منطقة شينجيانغ في عام 1997، وأدرجه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رسميا ضمن قائمة "منظمة إرهابية" في عام 2002، ثم حددته وزارة الأمن العام الصينية بالمنظمة الإرهابية، هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الحكومة الصينية رسميا أن المنظمات الإرهابية تنتشط في داخل الصين، وبالإضافة إلى ذلك، حددت وزارة الأمن العام الصينية بأن المؤتمر العالمي للشباب الويغور، ومنتظمة تحرير شرق تركستان، ومركز المعلومات لشرق تركستان، هي منظمات إرهابية. وعلى الرغم من أن "عيشان" قُتل على يد الجيش الباكستاني في عام 2003، ولكن لم تتوقف الأنشطة الإرهابية للتنظيم، وأعلن التنظيم أنه مسؤول عن حدث جسر جينشوي بميدان تيانآنمن عام 2013، وهجوم كونمينغ الإرهابي لعام 2014.

ومنذ بداية تأسيسه، حافظ "التنظيم" على علاقات وثيقة مع المنظمات الإرهابية الدولية. حيث يحتوي الفيلم الوثائقي على الكثير من الأدلة على أن التنظيم كان مدعوما بقوة من قبل أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وقد التقى عيشان مع بن لادن ولقي أعضاء تنظيم شرق تركستان الإسلامي بالتدريبات من قبل تنظيم القاعدة، وتسلل بعضهم إلى الصين لتنفيذ الهجمات الإرهابية. فالتنظيم جزء من نظام الإرهاب الدولي، وليست الصين وحدها مهددة، وفي عام 2011، سافر عدد كبير من أعضاء التنظيم إلى سوريا للمشاركة في القتال، ليصبح بعضهم أعضاء في التنظيم في أفغانستان وتركيا.

لقد غرس تنظيم شرق تركستان الإسلامي أفكارا متطرفة لدى المراهقين والنساء والأطفال، حتى يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وخمس سنوات بنفسية منغمسة في التوجهات المتطرفة، وتعليمهم كيفية إطلاق النار، مما يؤدي إلى خنق إمكانية اندماجهم في المجتمع. في العقود القليلة الماضية، عزز التنظيم تغلغله على الإنترنت، وأصدر عددا كبيرا من المعلومات الصوتية والمرئية للدعوة إلى تنفيذ العمليات الإرهابية.

تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الغربية الرئيسية تناولت تقاريرا قليلة جدًا عن هذا الفيلم الوثائقي الذي ينقل الصورة الحقيقية لمكافحة الإرهاب في شينجيانغ وهو ما يجعل الاعلام الغربي يعمل بفكرة "العمى الانتقائي". لأن تغطية وسائل الاعلام الغربية لشينجيانغ شكلت نمطًا ثابتًا ومغالطا يُشكل فكرة أن "شينجيانغ تقمع الأقليات العرقية"، فتختار وتبحث وسائل الاعلام الغربية المواد وفقا لهذا النمط الأعمى، مما يضع حاجزا وقائيا للمواد المختلفة والحقيقية. ولم تعارض وسائل الإعلام الغربية الحقيقة في شينجيانغ، لكنها قللت من أهميتها وتهميشها، الأمر الذي حجب الحقيقة على المتابعين لوسائل الاعلام الغربية ومنع المشاهد الغربي من معرفة وسماع صوت الصي الحقيقي.

إن التهديدات الإرهابية التي تواجه الصين جزء من التهديدات الارهابية التي تواجه العالم، وإن ما تقوم به الصين ليس فقط من أجل تحقيق السلام والأمن طويل الأجل لشينجيانغ وتحقيق حياة آمنة ومستقرة للشعب، بل سعيا أيضا إلى تحقيق مساهمة فعلية وإيجابية في عملية مكافحة الإرهاب الدولية.