8 ديسمبر 2019 / شبكة الصين / شي جين جيه يبلغ من العمر 40 عامًا، وهو من مدينة فويانغ بمقاطعة آنهوي، وقد التحق بكلية هندسة الحواسيب التابعة لجامعة شمال الصين للتكنولوجيا في عام 1999، حيث وصل إلى بكين لأول مرة في ذلك العام. وقال شي إنه كان يشعر حينذاك بأن بكين كبيرة جدا، وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه هدف واضح في ذلك الوقت إلا أنه شعر بأنه سيكون بإمكانه إنجاز شيء ما هنا فقرر البقاء في بكين بعد التخرج.

وأتى شي جين جيه من الريف، حيث كان الدعم الوحيد الذي يمكن لعائلته تقديمه له هو الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الأول وتذكرة القطار إلى بكين، وكانت عائلته غير قادرة على دفع تكلفة معيشته. ولكنه وجد "فرصة" عندما كان يتجول في ميدان تيانآنمن، وكانت الأزقة المحيطة بميدان تيانآنمن جذابة للغاية للسائحين، وفي ذلك الوقت، كانت الدراجات ثلاثية العجلات منتشرة في شوارع بكين، فبدأ يعمل كسائق دراجة لنقل السياح في أزقة بكين، حيث يمكنه كسبُ مئات يوان كل نهاية أسبوع، ويغطي ذلك مصروفاته لمدة أسبوع. وشهدت تلك السنوات انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية وفوز الصين بحق استضافة الألعاب الأولمبية حيث تدفق عدد كبير من الأجانب إلى بكين، فعندما يسأل السياح الأجانب السائقين أسئلة، يتمتع شي جين جيه ببعض المزايا على الآخرين بصفته طالبا جامعيا. واكتسب المال من خلال هذا العمل لسداد الرسوم الدراسية والمعيشة للجامعة لمدة ثلاث سنوات ونصف.

بعدما تخرج من الجامعة وعمل لمدة تقل عن ثلاثة أشهر في تخصصه، ثم استقال، واجتاز الامتحان للحصول على شهادة المرشد السياحي، وعمل كمرشد سياحي متخصص في استقبال السياح الأجانب.

ويقع في جنوب القاعة التذكارية لحركة الثقافة الجديدة بالمقر القديم لجامعة بكين، فناء محاط بمبنى بسيط وأنيق على شكل حرف(C)، ويضم المبنى ثلاثة طوابق وجدرانه رمادية، وله أكثر من 80 عامًا من التاريخ. وصممه المهندس المعماري الشهير ليانغ سي تشنغ وكان المبنى مسكنا لطالبات جامعة بكين. وقد عاش شي جين جيه في هذا المبنى منذ 16 عامًا.

وبصفته مرشدًا سياحيًا في بكين، فقد اختار شي جين جيه استئجار هذا المكان على بعد مائتين أو ثلاثمائة متر فقط من المدينة المحرمة، لتسهيل عمله والاندماج بشكل أفضل في حياة "سكان بكين الأصليين"، لنقل تجربة الحياة في بكين إلى السياح الأجانب.

وفي عام 2016 واجه عمل شي جين جيه عنق زجاجة، حيث تراجعت الطريقة التقليدية للحصول على الزبائن منذ عام 2012. وشعر بتراجع عدد السياح الأجانب. ولكن أتاح تطوير الإنترنت عبر الهاتف المحمول تسهيلات للتواصل، وبالتالي ظهر المرشدون السياحيون عبر الإنترنت في ذلك الوقت، ويمكن للمرشدين السياحيين إظهار أنفسهم بشكل أفضل عبر الإنترنت، حيث وجد شي جين جيه الفرصة. وبعد عام واحد فقط من تعاقده مع منصة سياحية عبر الإنترنت، تضاعف حجم أعماله ثلاثة أضعاف، وبفضل خبراته الوافرة، تفوق تصنيف شي جين جيه على العديد من المرشدين المحليين، وفي عام 2017 ، صُنف كـ "مرشد سياحي للميدالية الذهبية على الإنترنت في بكين" من قبل منصة (سي- تريب) للإرشاد السياحي.

ويشعر شي جين جيه بأن شخصيته تميل إلى الأعمال الحرة، وأن مهنة المرشد السياحي يمكن أن تجلب السعادة له. ووصل عدد السياح الأجانب إلى 201 مليون شخص في عام 2018. حيث يرغب عدد متزايد من الأجانب في زيارة الصين. وقال شي جين جيه إنه يسعى لنقل المناظر الطبيعية والملامح الثقافية الأصلية لبكين إلى الضيوف الأجانب ليشعروا بمودة وحكمة الشعب الصيني. وأضاف أنه على استعداد لمواجهة جولة جديدة من التحديات.