الصفحة الأولى | حجم الخط  

تحقيق إخباري: نازحون سوريون يُعانون من البرد ونقص الأدوية في مخيم شمال سوريا

arabic.china.org.cn / 23:16:49 2019-12-06

حلب 6 ديسمبر 2019 (شينخوا) بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، يواجه السوريون النازحون والمشرّدون في أحد مخيمات شمال سوريا، تحدّيات إضافية لتأمين مستلزمات الدفء الأساسية، ولا سيما للأطفال وكبار السن.

إذ يواجه حوالي 5000 شخص فصل الشتاء القاسي في مخيم المقاومة، على بعد حوالي 15 كم شمال مدينة حلب، ولا يبدو المخيم مؤهلاً لتحمّل درجات الحرارة المنخفضة والبرد القارس.

وتُشرف الإدارة الكردية المحلية على إدارة شؤون هذا المخيم، الذي فرّ إليه بعض الأكراد من مدينة عفرين شمال سوريا بعد أن دخلتها القوات التركية مصحوبة بالفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة في عام 2018.

ويأتي البرد ليزيد من معاناتهم بعد نزوحهم، وليُضاف إلى قائمة المعاناة التي تشملُ أيضاً النقص في المواد الأساسية والأدوية.

وتصطفّ الخيام بجانب بعضها البعض على أرض صخرية غير مستوية، لا تفصل بينها سوى مسافات قليلة، وتجلس بعض النساء في الخارج للدردشة وإعداد الطعام، بينما يمسك الأطفال بألعاب بسيطة، ويلعبون في العراء.

ولا يوجد في المخيم أي بريق أمل سوى بعض ضحكات الأطفال البسيطة وهم يلعبون، لكنّه من المرّجح أن هذه الضحكات تتغيب مع حلول المساء وانخفاض درجات الحرارة في الليالي الباردة.

رغم ذلك، يبدو القلق واضحاً على كبار السن والعجزة، وهم ينظرون نحو الغد المجهول، حيث مضى عامين على قدومهم إلى هذا المخيم، الذي أنشأته الإدارة المحلية لتخفيف معاناتهم بعد مغادرتهم مدينتهم عفرين.

جيهان سولاف، امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا، تدخن سيجارة وتملأ صفيحة بلاستيكية بالماء من صهريج أحمر كبير في المخيم عدة مرات في اليوم، تفقد رباطة جأشها حين تحكي عن وضعها قائلة "نحن متعبون وليس لدينا مال أو أي وسيلة للحياة، نحن على قيد الحياة لكننا ميتون على الأرض".

وتُشاركها الإحساس السيدة هدى رباح، وهي امرأة عجوز يمضي أغلب وقتها في إعداد الطعام في المخيم، وتقول لوكالة أبناء ((شينخوا)) "شاهدنا مآس كثيرة منذ جئنا إلى المخيم، لدينا أطفال ونساء وجميعنا نعاني من الحر في الصيف والبرد في الشتاء، لكننا متشبثون بالأمل من أجل العودة إلى ديارنا".

يلبي الهلال الأحمر الكردي احتياجات الناس في المخيم، لكن مسؤوليه يحذرون أيضًا من تدهور حالة الناس هناك.

ويقول أكرم عرب، وهو أحد المسؤولين في الهلال الأحمر الكردي، إن "ما يُعانيه القاطنون هو نقص مواد التدفئة والمحروقات والمدافئ ولا سيما الأطفال الذين يعانون من البرد.. كانوا يُعانون من حرّ الصيف والآن يُعانون من برودة الشتاء ولا يوجد شيء يحميهم منه".

ويتابع "نعاني من نقص الأدوية بشكل شديد ونقص الكوادر والأجهزة الطبية" مشيراً إلى أن النازحين متعبون نفسيا وهم يتعرضون اليوم لمعاناة جسدية ومآس نفسية أكثر وأكثر ولا سيما عند الأطفال.

ورغم كل التحديات، شكل القاطنون في المخيم فريقا أمنيا لإعطاء شعور الأمان للآخرين، وتحوّلت 9 خيام إلى مدرسة صغيرة، يتردّد عليها حوالي 500 طفل تتراوح أعمارهم بين الـ8 والـ 12 سنة.

وكانت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة المدعومة منها قد اقتحمت مدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا، وسيطروا على المنطقة التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية، والتي تعتبرهم أنقرة "مجموعات إرهابية وانفصالية".

وعاودت القوات التركية لتشنّ في أكتوبر الماضي حملة عسكرية واسعة بشمال سوريا، استولت خلالها على العديد من المناطق الحدودية السورية./ نهاية الخبر /

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号