الصفحة الأولى | حجم الخط  

مقالة خاصة: مبادرة شبابية لدمج ذوي الإعاقة من متلازمة داون بسوق العمل في غزة

arabic.china.org.cn / 08:54:05 2019-12-06

غزة 5 ديسمبر 2019 (شينخوا) غمرت السعادة الفتاة إيمان الطناني من غزة بعد أن أنهت صناعة دمية صغيرة على شكل "باندا"، وأسرعت لعرضها على أصدقائها الذين تجمعوا حول طاولة مليئة بالقماش والمقصات وأدوات الحياكة.

وتعمل الطناني (14 عاما) وهي من ذوي الإعاقة من متلازمة داون، مع 9 آخرين من زملائها في (جمعية الحق في الحياة) التي تنشط في غزة وتهتم بهذه الفئة، على صناعة الدمى (الدباديب) لتسويقها بالأسواق المحلية في القطاع.

ويأتي الاهتمام بتلك الفئة ضمن مبادرة شبابية تحمل اسم (أصحاب الهمم)، تقوم على تدريب 10 من ذوي متلازمة داون، وشخص واحد مصاب بالتوحد، تتراوح أعمارهم بين (14عاما و30)، ليكونوا قادرين على العمل وإعالة أنفسهم في المستقبل القريب.

وتقول الطناني لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما تحمل في يدها الدمية التي صنعتها :" بدأت صناعة الدبدوب بقص القماش، ومن ثم قمت بالإبرة والخيط بتكوين المجسم ولاحقا حشوته بالقطن ووضعت له العينين والأنف ليصبح باندا جميلة ألعب بها".

وتضيف الفتاة صاحبة الدعابة والوجه المرح، أن التدريب ساعدها على صناعة دمى بألوان مختلفة بمساعدة إحدى مدرساتها في الجمعية، معربة عن سعادتها بالقيام بذلك.

وتوضح الطناني بينما وضعت إحداها في شنطتها لاصطحابها إلى منزلها لتنام بجوارها على السرير، أن الدمى التي تصنعها وزملاؤها في الجمعية يتم عرضها في معرض من أجل بيعها لتعود بالدخل عليهم.

وعلى طاولة مستطيلة تجتمع الطناني برفقة زملائها حيث يتشاركون مهام صناعة الدمى بأشكال وألوان مختلفة، بإشراف مدرساتهم وفريق عمل المبادرة.

وتدرس الطناني في جمعية الحق في الحياة وهي الوحيدة في القطاع، التي تقدم خدماتها التعليمية والتدريبية التي تكسب المهارات لذوي متلازمة داون ليكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم.

وتضم الجمعية حوالي 1200 شخص من ذوي متلازمة داون، جميعهم لديهم برامج خاصة بهم تساعدهم على الاندماج في المجتمع.

ويقول منسق مبادرة أصحاب الهمم جبر ثابت لـ ((شينخوا))، إن "الهدف من المبادرة دمج ذوي الإعاقة ومن بينهم ذوي متلازمة داون بالمجتمع، من خلال تدريبهم على حرفة يتقنونها وتكون كفيلة بإعالتهم على مدى المستقبل القريب".

وأضاف ثابت، بينما كان يمازح الأطفال من حوله أن "الدمى صديقة الأطفال وتبقى دائما بعقول الأطفال، ومن هنا أتت الفكرة لنا بأن نشجعهم على صناعة ما يحبون وبنفس الوقت يستفيدون منها على الصعيد المادي".

ويوضح أن "فريق المبادرة يقوم بعد انتهاء ذوي متلازمة داون من صناعة الدمى بشكل كامل، بتسويقها على الشركات والمؤسسات الدولية، والمكتبات العامة، والمعارض الكبيرة في القطاع".

ويشير ثابت إلى أن "العائد المادي الذي يتم جنيه يتم استغلاله في شراء أقمشة وماكنات خياطة، لزيادة عدد المستفيدين من المبادرة من ذوي الإعاقة بشكل عام، وذوي متلازمة داون بشكل خاص".

ووسط أجواء من الفرح والمرح ينهمك فداء اللداوي المدرب الخاص بصناعة الدمى، بتدريب فريق متلازمة داون، وسط حثهم على الإنجاز واتقان العمل حتى يكون لهم اسم كبير بسوق العمل.

ويقول اللداوي لـ ((شينخوا)) "نظمنا دورة تدريبية لصناعة الدمى في الجمعية لنستطيع دمج تلك الفئة بالمجتمع"، داعيا إلى ضرورة تغيير النظرة المجتمعية تجاه هذه الفئة من ذوي الإعاقة.

وأضاف أن "المشروع يهدف أن لا تكون هذه الفئة عبء على عائلاتهم وأن يكون لهم مصدر دخل خاص بهم، من خلال بيع منتجاتهم في جميع مناطق القطاع مما يساهم في توفير مقابل مادي لهم يكفل لهم حية كريمة.

وبحسب أطباء مختصين، فإن ذوي متلازمة داون يولدون بصفات جينية خاصة، حيث عادة ما تبدأ الخلايا بالانقسام بعد إخصاب البويضة مباشرة في رحم الأم، ويحدث خلل في انقسام الكروموسوم رقم 21 عند الاطفال من ذوي متلازمة داون، على عكس ما هو شائع لدى الأطفال الطبيعيين التي تحتوي جيناتهم على 46 كروموسوما.

وعادة ما تكون لدى الأشخاص من متلازمة داون، ميول نحو الابداع والفن، شريطة أن يتم رعايتهم من قبل المجتمع والدولة التي يعيشون فيها، وفق أخصائيين في علم النفس.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号