طرابلس 5 ديسمبر 2019 (شينخوا) دعت قوات "الجيش الوطني"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، اليوم (الخميس) "المقاتلين غير المتطرفين" إلى مغادرة العاصمة الليبية، مؤكدة سيرها قدما في عملية "تحرير طرابلس".

وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات "الجيش الوطني" في بيان مصور نشره على صفحته الرسمية في (فيسبوك) اليوم إن "القيادة العامة تدعو جميع المقاتلين الذين لا يحملون فكرا متطرفا إلى ترك سلاحهم ومغادرة طرابلس والعودة إلى مدنهم آمنين لنحتكم وإياهم إلى القانون ولكلمة الشعب الليبي فيهم ولمشروع وطني شامل في إطار القانون والدستور".

وتتهم قوات حفتر، مقاتلين موالين لحكومة الوفاق الوطني بالإرهاب.

ولم يكشف المسماري إلى من وجه نداءه.

ويتحدر غالبية المقاتلين الموالين لقوات حكومة الوفاق من مدينة مصراتة الواقعة على بعد (200 كلم) شرق طرابلس، ويشكلون القوة الأكبر والأفضل تسليحا في صفوفها.

وأكد المسماري أن "قوات الجيش، وهي تأخذ على عاتقها تحرير طرابلس من براثن الإرهاب وتفكيك المليشيات المسلحة، وسعياً منها لحقن دماء الليبيين (..) فإنها تتوجه بهذا النداء لكل مدن ليبيا، التي لا تزال خاضعة لسلطة المجموعات الإرهابية والمليشيات المرتبطة بها".

وأشار المسماري إلى أن "ليبيا المقبلة بعد التحرير تحتاج لكل أبنائها لإعادة الإعمار، فلا إقصاء ولا تهميش لأحد فكل أبناء الوطن شركاء فيه وهم يقفون سواء أمام القانون والدستور وأمام الدولة ومؤسساتها".

كما دعا المتحدث العسكري المجتمع الدولي بكل محافله سواء مؤتمر برلين أو غيره إلى دعم الجيش ومساعدته في القضاء على المجموعات الإرهابية بطرابلس.

وتشن قوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير حفتر منذ الرابع من أبريل الماضي هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الليبية، وتخوض معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.

وتسببت المعارك بين الجانبين في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.

من ناحية أخرى، التقى رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، اليوم بطرابلس، سفيري الاتحاد الأوروبي آلن بوجيا، وألمانيا أوليفر أوفتشا، وبحث معهما الاستعدادات الجارية لمؤتمر برلين حول ليبيا.

وذكر المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق في (فيسبوك) أن السراج أكد تمسك حكومة الوفاق بالثوابت الوطنية في معالجة الأوضاع في ليبيا محليا ودوليا، وعلى ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي والأجسام المنبثقة عنه كمرجعية أساسية لأي حوار أو اتفاق.

وقال السراج بهذا الصدد "أي حديث عن وقف إطلاق النار يرتبط بانسحاب القوات المعتدية"، مؤكدا ضرورة مشاركة كافة الدول المعنية بالشأن الليبي في مؤتمر برلين.

من جانبهما، أكد السفيران أن لا حل عسكري للأزمة الليبية، وشددا على ضرورة العودة إلى الحوار والمسار السياسي.

كما أكدا رفض كل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا للهجمات التي تطال المدنيين، ولأي خرق لقرار مجلس الامن بحظر الأسلحة، بحسب ذات البيان.

وتستعد ألمانيا لعقد مؤتمر دولي واسع حول ليبيا مطلع العام المقبل.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في العام 2011 من فوضى أمنية وصراع على السلطة، حيث توجد حكومتان في هذا البلد الغني بالنفط، إحداهما في العاصمة طرابلس برئاسة السراج وتحظى باعتراف دولي، والأخرى في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان و"الجيش الوطني"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.