صنعاء 4 ديسمبر 2019 (شينخوا) وسط برد الشتاء القارس، يفترش حوالي 400 تلميذ وتلميذة في المرحلة الابتدائية الأرضية الباردة لتلقي الدروس في فناء مدرسة مدمرة في منطقة الرحبة في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء.

وقال معين عبد الرب، وهو تلميذ في "مدرسة يحيى مذكور" لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ليس لدينا ملابس تقينا من البرد، لكننا سنواصل تعليمنا على الرغم من العقبات".

وقطع معين عبدالرب ، مثل كثير من التلاميذ، مسافة طويلة سيرا على الأقدام كل صباح لحضور الصف ويحضر الكثير من هؤلاء الأطفال إلى المدرسة حفاة، لا يملكون أحذية بسبب الفقر المدقع.

ويتلقى الطلاب الدراسة في العراء في فناء مدرسة يحيى مذكور منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2014 بعد أن استولت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وأرغمت الحكومة اليمنية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من المملكة العربية السعودية على الفرار للمنفى.

وخلال سنوات الحرب، قصفت كثير من المدارس في غارات جوية أو دمرت في الاشتباكات العسكرية البرية وأصبحت اليوم خارج الخدمة ويتلقى الآلاف من الطلاب الآن الدروس بالقرب من ظل الجدران المتهالكة لتلك المدارس المدمرة أو في ساحاتها المليئة بالشظايا.

وشكى حسن مهدي، طالب آخر، من ظروف المدرسة المدمرة والبرد القارس أثناء الدراسة في الهواء الطلق، قائلا "نعاني كثيرا من البرد وليس لدينا ملابس تدفئنا".

كما لم تكن هناك طاولات أو كراسي للمعلمين الذين يجلسون على الأرض الباردة أيضا لتعليم الأطفال.

وقال المعلم طه حسين "يعاني التلاميذ والمعلمون من الدروس في الهواء الطلق خلال فصل الشتاء ... إنها أوقات عصيبة للغاية".

وقد دمرت الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو خمس سنوات نظام التعليم في اليمن. وبحسب إحصائيات منظمة اليونيسف ، فإن حوالي 2 مليون طفل ممن هم في سن الدراسة أصبحوا خارج المدرسة، في حين يتعرض تعليم 3.7 مليون طفل آخر للخطر بسبب عدم دفع رواتب المعلمين ولم يعد من الممكن استخدام مدرسة واحدة من بين خمس مدارس في اليمن كنتيجة مباشرة للصراع.

وأشارت اليونيسف في تقرير نشرته في سبتمبر الماضي إلى أن " الأطفال يواجهون خارج المدرسة مخاطر متزايدة من جميع أشكال الاستغلال بما في ذلك إجبارهم على الانضمام إلى القتال وعمالة الأطفال والزواج المبكر".