بيروت أول ديسمبر 2019 (شينخوا) تواصلت في لبنان اليوم (الأحد) ولليوم 46 على التوالي، التظاهرات والاعتصامات التي كانت انطلقت في 17 أكتوبر الماضي احتجاجا على الوضع الاقتصادي في البلاد.

وشهد الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي في محلة "بعبدا" بشرق بيروت، بحسب (الوكالة الوطنية للاعلام) اللبنانية الرسمية تظاهرتين ضمت الأولى محتجين وناشطين يطالبون الرئيس ميشال عون بإجراء الاستشارات البرلمانية لتكليف رئيس جديد للحكومة والثانية مؤيدة لعون في تريثه باجراء الاستشارات.

وضمت المظاهرة الثانية مؤيدي الرئيس اللبناني وأعضاء "التيار الوطني الحر" بزعامة جبران باسيل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال وصهر عون.

وعمدت قوات من الجيش اللبناني الى اقفال جميع الطرق المؤدية الى القصر الرئاسي بالشريط الشائك وفصلت بجدران بشرية بين التظاهرتين وسط توتر ومطاردات محدودة بين متظاهرين من الجانبين حيث عمل الجيش على حصرها ومنعها بحزم.

وفي بيروت وتحت عنوان "أحد الوضوح" في إشارة إلى تضامن المتظاهرين ووضوح أهدافهم حتى تحقيقها، سارت اليوم ثلاث مسيرات للمحتجين من مناطق "المتحف" و"الحمراء" و"الجعيتاوي" إلى ساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح" وهما ساحتا الاعتصام الثابتتان للمحتجين في وسط العاصمة.

وطالب المتظاهرون، بحسب الوكالة اللبنانية الرسمية ، بحكومة انتقالية لا تتمثل فيها الاحزاب والقوى السياسية من أجل اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة الانهيار الاقتصادي واستقلالية القضاء والمباشرة بملاحقة الفاسدين.

وفي طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ، ذكر مراسل وكالة انباء ((شينخوا)) أن مسيرة لقطاعات المهن الحرة جابت شوارع المدينة مؤكدة على أولوية الاستشارات البرلمانية الملزمة تمهيدا لتأليف الحكومة الجديدة على ان تضم أشخاصا مستقلين.

وطالبت المسيرة بلجم ما وصفته بعملية التلاعب بالنقد الوطني وملاحقة الفاسدين وإسترداد الأموال المنهوبة.

وقطعت مجموعة من المحتجين الطريق في محلة "البداوي" في طرابلس ونصبوا خيما للمطالبة باطلاق موقوفين على خلفية أحداث شغب ليلية كانت شهدتها المدينة منذ أيام.

كما نظمت مجموعة من النساء في طرابلس مسيرة جابت شوارع المدينة تأييدا لمطالب الاحتجاجات الشعبية ورفعن خلالها شعارات تدعو إلى مكافحة الفساد وبناء دولة القانون والعدالة الإجتماعية وإيجاد فرص عمل لوضع حد للبطالة.

كذلك شهدت مدينة صيدا بجنوب لبنان مسيرة جابت شوارع المدينة وتوقفت أمام فرع مصرف لبنان المركزي ونددت بسياساته المالية، في حين نظمت نساء من المدينة مسيرة رفضا للفتنة والاقتتال الداخلي ودعما للسلام والوحدة.

وفي مدينة "النبطية" الجنوبية وفي بلدة "سعدنايل" بشرق البلاد، سجل خروج تظاهرتين طالبتا بتشكيل حكومة خبراء انقاذية للوضع الاقتصادي المتردي ومكافحة الفساد ومحاسبة مرتكبيه.

من جهة ثانية شهدت ساحات اعتصام المحتجين الثابتة في وسط بيروت والمناطق اللبنانية الأخرى توافد حشود المحتجين حيث نظمت فيها انشطة مختلفة ومتنوعة.

وفي "ساحة الشهداء" في وسط بيروت نظم المحتجون سوقا شعبية لبيع المنتجات الحرفية والمأكولات الشعبية وأنشطة حوارية.

كما ثبت في الساحة مجسم انجزه فنان لبناني من النفايات الصلبة لامرأة تحمل علما لبنانيا أسماه "الثورة أنثى" كتحية لدور المرأة اللبنانية في الاحتجاجات.

أما ساحة الاعتصام في "دوار ايليا" في مدينة "صيدا" فقد استضافت الفنان الشيوعي خالد الهبر الذي قدم باقة من أغانيه الثورية، في حين استضافت ساحة الشاعر "خليل المطران" في مدينة بعلبك بشرق لبنان الفنان أحمد قعبور الذي أنشد عددا من أغانيه الوطنية.

كذلك شهدت ساحة "النور" في طرابلس في الشمال اعتصاما حاشدا تخللته محطات حوارية وفنية.

ويشهد لبنان احتجاجات كانت اندلعت في 17 أكتوبر الماضي رفضا لفرض ضرائب جديدة وتردي الوضع الاقتصادي مما ادى لاستقالة الحكومة في 29 اكتوبر مع تصاعد المطالب بتشكيل حكومة خبراء انتقالية لتحقيق اجراءات اصلاحية ومكافحة الفساد.

وبعد استقالة الحكومة دخل لبنان في حلقة مفرغة في مسار اعادة تشكيل السلطة التنفيذية وسط صراع بين اتجاهين يرى احدهما وجوب التجاوب مع مطلب الحراك الشعبي بتشكيل حكومة خبراء غير سياسية (تكنوقراط) فيما يرى الاتجاه الآخر ضرورة ان تكون مختلطة (تكنوسياسية) وتضم ممثلين عن القوى السياسية الممثلة في البرلمان لحصولها على ثقته وبالتالي على دستوريتها.

واعلنت الرئاسة اللبنانية في وقت سابق ان اجراء الاستشارات البرلمانية لتسمية رئيس وزراء مكلف تشكيل الحكومة يرتبط بنتائج مشاورات سياسية تجريها في هذا الصدد تلافيا لأزمة تأليف تعقب التكليف.