رام الله/غزة 26 نوفمبر 2019 (شينخوا) حمل الفلسطينيون إسرائيل المسئولية عن وفاة أسير فلسطيني في سجونها اليوم "الثلاثاء"، بعد أشهر من تدهور حالته الصحية.

وشهدت مدن في الضفة الغربية تظاهرات قبالة مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تنديدا بوفاة الأسير سامي أبو دياك (36 عاما) في مستشفى إسرائيلي.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية من استمرار مسلسل "القتل البطيء" للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وحملت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية وفاة أبو دياك "الذي تعرض إلى إهمال طبي متعمد".

من جهتها أدانت الحكومة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها إبراهيم ملحم "جريمة" إسرائيل بحق أبو دياك "الذي قضى جراء الإهمال الطبي المتعمد بحقه في مخالفة للشرائع والقوانين الدولية".

وقال ملحم لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن "هذه الجريمة تتطلب تدخلا دوليا عاجلا وسيتم التحرك لدى كل الجهات القانونية والحقوقية والدولية لإنقاذ الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى منهم".

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت أن أبو دياك توفى "بعد أشهر طويلة من التحذير من خطورة الحالة الصحية له".

وأوضحت الهيئة أن أبو دياك معتقل منذ العام 2002 والمحكوم بالسجن المؤبد 30 عاما تعرض إلى "الإهمال الطبي والقتل المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أبو دياك توفي في مستشفى (أشاف هروفيه) في وسط البلاد إثر معاناته من المرض منذ فترة طويلة.

وأشارت الإذاعة إلى أن أبو دياك معتقل لإدانته بـ"ارتكاب أعمال قتل واختطاف وإطلاق النار"، وخلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالته الصحية وجرى نقله عدة مرات إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة.

وهذا ثالث أسير فلسطيني يتوفى داخل السجون الإسرائيلية منذ يوليو الماضي، فيما ارتفع إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين توفوا داخل السجون منذ عام 1967 إلى 222 أسيرا بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

ونشرت هيئة شئون الأسرى والمحررين أخر رسالة مكتوبة للأسير أبو دياك قبل وفاته وهو يناشد من أجل التدخل للإفراج عنه من أجل قضاء ساعاته الأخيرة بين عائلته.

وجاء في الرسالة "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".

من جهتها قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن السلطات الإسرائيلية "قتلت ببطء الأسير أبو دياك أمام أنظار العالم، ضاربة مرة أخرى بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية".

وأضافت الكيلة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن "جريمة قتل أبو دياك لم تكن لتكتمل لولا الصمت العالمي المريب، والذي سمح لإسرائيل بقتل 222 أسيرا فلسطينيا حتى الآن منذ عام 1967، منهم 5 أسرى في العام الجاري فقط".

وفي السياق حملت حركة "فتح" الحكومة الإسرائيلية مسؤولية وفاة أبو دياك، مؤكدةً أن "هذه الجريمة ترتقي إلى كونها جريمة حرب ارتكبتها وتتحمل مسؤوليتها مصلحة السجون الاسرائيلية باعتبارها المسؤولة مباشرة عن حياة الأسرى".

وقالت الحركة في بيان صحفي إن "دماء شهيد الحرية والاستقلال أبو دياك لن تذهب هدرا، ونعاهد أسرانا الأبطال وجماهير شعبنا بمواصلة الكفاح والعمل بالعزيمة نفسها، حتى ينال الأسرى في سجون الاحتلال حريتهم".

وأضافت أن "الشعوب لن تنال حريتها وحقها في تقرير المصير إلا عبر الكفاح والتضحيات، وسيبقي أبو دياك شعلة على طريق الحرية".

كما حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسرائيل المسؤولية عن وفاة أبو دياك "بسبب ظروف اعتقاله السيئة وسياسة الإهمال الطبي بحقه، وتعمد عدم تقديم العلاج اللازم له، وصولًا إلى قتله، رغم تدهور حالته الصحية".

وقالت الحركة في بيان صحفي إن "رسالة أبو دياك الأخيرة وأمنيته بأن يفارق الحياة في أحضان أمه، هي رسالة الأسرى المرضى الذين ما زالوا يعانون قهر السجن وألم المرض في ظل قرار إسرائيلي بإعدامهم بشكل بطيء".

وأضافت أن "الإهمال الطبي بحق أبو دياك والأسرى المرضى، هو جريمة كبرى بحق الإنسانية وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، تتطلب التدخل العاجل من كل الجهات الدولية لإنقاذ آلاف الأسرى من سجون الاحتلال ومعاقبته على جرائمه المستمرة".

وتعتقل إسرائيل قرابة ستة آلاف معتقل، منهم نحو 700 أسير مريض بينهم 37 في حالة الخطر الشديد وقرابة 30 أسيرا مصابا بالسرطان./نهاية الخبر/