حسام المغربي ـ شانغهاي

10 نوفمبر 2019 / شبكة الصين / اختتمت اليوم الأحد فعاليات النسخة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد الذي نظمته إدارة معرض الصين الدولي للاستيراد وشركة المعرض الوطني ومركز المؤتمرات (شانغهاي) المحدودة برعاية وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية شانغهاي، وسط حضور كثيف من العملاء والزوار الصينيين، الذين أشادوا بالتنظيم وتشكيلة الأجنحة والمعروضات والمنتجات القادمة من جميع أنحاء العالم.

وعلى جانب المشاركين، عبّر روبرتو كارفالو دي أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، خلال اجتماع وزاري غير رسمي للمنظمة على هامش معرض الصين الدولي للاستيراد حضره وزراء تجارة وممثلون عنهم من 33 دول عضو في المنظمة، عن دعمه القوي للنظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد. مشيرا إلى أن إلى الطريقة المثلى للمضي قدما وتجنّب تباطؤ نمو الناتج العالمي هي أن تعمل البلدان بشكل جماعي.

وفي تصريح للمدير التنفيذي لمجموعة ليغو الدنماركية، قال نيلز كريستيانسن إن ليغو تتطلع لتحقيق المزيد من النجاح في السوق الصينية اعتمادا على تعزيز زخم الانفتاح الذي تشهده البلاد. منوّها إلى أن معرض الصين الدولي للاستيراد مثّل فرصة جيدة لعرض منتجات المجموعة وفلسفة التعلّم من خلال اللعب والتواصل مع المستهلكين. معبرا عن سعادته بالنتائج التي حققتها ليغو في الصين من خلال المعرض.

وتخطّط ليغو لزيادة استثماراتها في الصين بافتتاح 80 متجر تجزئة في عام 2020، وافتتاح متجرها الرئيسي الرابع في مدينة هانغتشو شرقي الصين العام المقبل.

فيما قال جان بول آغون، الرئيس التنفيذي لشركة لوريال الرائدة عالميا في مجال مستحضرات التجميل والمشاركة بقوة للمرة الثانية في معرض الصين الدولي للاستيراد، إن هذا المعرض هو الأول والأوحد في العالم للسلع المستوردة. مؤكدا أنه على قناعة تامة بأن الصين ستصبح قريبا سوق منتجات التجميل الأول عالميا بالنسبة لشركته في ظل الانفتاح والتطور الذي تعيشه الصين.

نجاح عربي وتحضير للنسخة الثالثة

في محاول جديدة لإثبات تواجدها والاطلاع على آخر مستجدات السوق الصينية، نافست شركات ومؤسسات من 19 دولة عربية في مقدمتها جمهورية مصر العربية، ونجحت في تحقيق عدد من أهداف مشاركتها في هذا الحدث الدول.

وجاءت مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية ممثّلا عربيا وحيدا في مجال الصناعات الثقافية والتراثية بمعرض الصين الدولي للاستيراد، لتؤكد على تعزيز الانفتاح الصيني على العالم والحرص على التكامل المتوازن بين التنمية والحوار الثقافي والتراثي.

وأشارت الدكتورة سالي رمضان ممثلة بيت الحكمة في المعرض، إلى أن تجاوز هذا الحدث الكبير للأجهزة والسلع والتمويل والمصارف والتكنولوجيا المتقدمة والصحة والخدمات اللوجستية ليشمل الصناعات الثقافية دليل واضح على جدية الصين في سعيها الدؤوب على توثيق علاقاتها مع شعوب العالم وترسيخ مبدأ حوار الحضارات.

وأوضحت أن هدف المشاركة في النسخة الثانية للمعرض هو خلق منصة لتصدير المنتجات الثقافية والتراثية العربية إلى الصين، إلى جانب دفع وتعزيز التبادلات الثقافية بين الجانبين في ظل توجّهات مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تجمع بين تعزيز التواصل الثقافي والتجاري على السواء بين شعوب البلدان المطلة عليها.

ونوّهت رمضان إلى أن مشاركة بيت الحكمة في النسخة الثانية من المعرض توّجت بتوقيع اتفاقية تعاون مع دار نشر فاي شاو الدولية للتطوير الثقافي ومقرها بلدية بكين لتعليم اللغة الصينية للأجانب، بعد اضطلاعها على أنشطة بيت الحكمة وانتشار مكاتبها في العديد من الدول العربية، وحجم مترجماتها من اللغة الصينية للعربية والتي تفوق 500 عنوان تغطي جميع المجالات. إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع شركة دعاية وإعلان وأخرى للطباعة على هامش أعمال المعرض، والتوصّل لاتفاق لمشاركة بيت الحكمة بمنتجاتها في المعرض الدائم للصناعات الثقافية والتراثية والصناعية المتوقع افتتاحه بعد أيام بمدينة ييوو التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرق الصين.

وحول نية المشاركة في النسخة الثالثة من معرض الصين الدولي للاستيراد، قالت رمضان إن مؤسسة بيت الحكمة تخطط للتواجد بجناح أكبر يليق بالتاريخ والثقافة العربية مع توسيع تنويع المنتجات والأنشطة لعرض صورة كاملة لجميع الجوانب الثقافية للعملاء الصينيين والأجانب على السواء، مع التركيز على خلق تعاون مباشر مع الشركات ذات الصلة من جميع أنحاء الصين.

شركات أمريكية تحجز مقاعدها في الجولة الثالثة

جاءت مساحة جناح شركات الولايات المتحدة الأكبر بين أجنحة جميع الدول المشاركة، حيث سجلت حضورا لافتا بـ192 شركة بزيادة 18% عن النسخة الأولى على مساحة 4.7 كيلومتر مربع تعرض تشكيلة متنوعة بداية من التقنيات الرقمية والصناعية حتى الاتصالات والسيارات والمنتجات الزراعة، ما يظهر قوة وجاذبة السوق الصينية وتفاؤل مجتمع الأعمال الأمريكي بالآفاق الاقتصادية للصين ورفضه الأحادية والحمائية والحرب التجارية.

وتصدّرت شركات السيارات قائمة المشاركين، مثل "جنرال موتورز" و"تيسلا" و"فورد" التي تسعى لزيادة حصتها في السوق الصينية الواعدة وتعزيز التعاون مع الصين في مجال الأعمال والتكنولوجيا الفائقة والتجارة، غير متأثرين بالمشاكل التجارية التي بدأتها حكومة بلادهم.

وحرصت شركة "فاريان ميديكال سيستمز" الأمريكية الطبية الرائدة في مجال العلاج الإشعاعي على المشاركة بقوة لتجاوز مستوى النجاح المحقّق في الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للاستيراد، حيث وقعت خطابات نوايا بقيمة 841 مليون دولار. كما وسّعت شركة "هانيويل إنترناشونال" للحلول التقنية جناحها بثلاثة أضعاف مساحة العام الماضي، ونوّعت منتجاتها للوصول لأكبر عدد من العملاء الصينيين. فيما عرضت شركة "جونسون آند جونسون" للرعاية الصحية العديد من المنتجات الجديدة خلال المعرض.

وأكدت العديد من الشركات الأمريكية عزمها على العودة العام المقبل، حيث سجلت أسماء كبيرة مثل "ديل" و"فورد" و"جونسون آند جونسون" في قاعدة بيانات الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للاستيراد 2020.

وأطلقت اللجنة المنظمة لمعرض الصين الدولي للاستيراد أعمال تسجيل العارضين في منطقة معرض الشركات والأعمال التجارية للجولة الثالثة من المعرض في عام 2020، كما خصصت اللجنة عبر موقعها الرسمي إمكانية التسجيل للشركات من الخارج.

ووفقا لمتطلبات التسجيل، لا تقبل منطقة معرض الشركات والأعمال التجارية التابع للمعرض سوى المؤسسات من خارج المنطقة الجمركية لجمهورية الصين الشعبية (بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو وتايوان)، ولا تقبل سوى السلع المنتجة في الخارج أو الخدمات المقدّمة في الخارج للعرض في المنطقة.

وشارك في هذا الحدث العالمي الذي يمثل علامة مهمة في نمط الاقتصاد الصيني الجديد، أكثر من 180 دولة ومنطقة ومنظمة دولية بواقع 3893 شركة منها أكثر من 250 شركة مدرجة على قائمة أفضل 500 شركة في العالم من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، بالإضافة إلى نحو 60 دولة على طول الحزام والطريق و40 دولة من أقل دول العالم نموا، على مساحة عرض تبلغ 300 ألف متر مربع.

وجاءت النسخة الثانية من المعرض برعاية وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية شانغهاي، وبتنظيم معرض الصين الدولي للاستيراد وشركة المعرض الوطني ومركز المؤتمرات (شانغهاي) المحدودة، بالشراكة مع منظمة التجارة العالمية (دبليو.تي.او) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (يو.ان.دي.بي) ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومركز التجارة الدولية (آي.تي.سي).