د. أنس الزليطني*

6 نوفمبر 2019 / شبكة الصين / افتُتح معرض الصين الدولي الثاني للاستيراد بشنغهاي أمس الثلاثاء 5 نوفمبر الجاري، بمشاركة هامة لحوالي 155 دولة ومنطقة و26 منظمة دولية، وبحضور دولي من قبل عدد من زعماء وقادة عدة دول. ويتميز المعرض في دورته الثانية بتنظيم على مستوى عال وحضور دولي كبير مقارنة بالدورة الأولى، منها 24 دولة جديدة تنظم إلى الدورة الحالية، كما بلغ عدد الشركات المشاركة 3893 شركة، الأمر الذي تطلب توفير مساحة أكبر للمعرض بلغت حوالي 360 ألف متر مربع. كما تتميز الدورة الثانية بالتركيز على الجودة والتي تتجسد في تنوع وأهمية المنتوجات المعروضة بتواجد تقنيات علمية فائقة الدقة والأحدث في العالم، مثل الآلات العملاقة والروبوتات الأحدث في العالم، والأدوية الأجدّ والأهمّ عالميا، وإطلاق سلسلة من التقنيات الجديدة لأول مرة على المستوى الدولي، ما سيجعل الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد أهم الأحداث التجارية والصناعية والعلمية محليا ودوليا.

وقد جذب التنوع في المعرض أنظار مختلف دول العالم التي تسعى إلى عرض منتجاتها المختلفة والمتنوعة في أكبر سوق استهلاكية في العالم بحوالي 1.4 مليار نسمة، إذ أن فكرة إقامة معرض دولي لتقديم المنتجات المختلفة من الدول المشاركة في أرضية أهم ثاني قوة اقتصادية في العالم هي فكرة مميزة تبيّن مدى جديّة الصين في تفعيل مبدأ التشارك والتعاون والتنافس النزيه مع كل دول العالم. وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال خطابه الرئيسي في افتتاحية المعرض، حيث قدم مقترحات هامة من أجل تطوير التعاون الاقتصادي العالمي من خلال "الاشتراك في بناء اقتصاد عالمي منفتح وتعاوني" يقوم على الإبداع والانفتاح والتشارك، وذلك من أجل بناء اقتصاد عالمي يعود بالنفع على مختلف المجتمعات والدول، وهو ما ستسعى الصين إلى تحقيقه من خلال اتخاذ تدابير عديدة صرح بها أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه لتوفير المزيد من الفرص للتعاون الاقتصادي العالمي ولتوسيع آفاق التنمية الاقتصادية الصينية- العالمية، ومن بين أهم هذه التدابير أكد الرئيس الصيني على أهمية "توسيع انفتاح السوق" و"مواصلة تحسين إطار الانفتاح"، "ومواصلة تعميق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف" وخاصة "مواصلة البناء المشترك للحزام والطريق" والذي من شأنه تعزيز آفاق المبادرة الصينية الهادفة إلى التشارك والتعاون المربح لكل الدول.

إن معرض الصين الدولي للاستيراد هو صورة واضحة لجهود الصين لتوسيع التعاون الاقتصادي والانفتاح على الاقتصاديات العالمية مع مختلف دول العالم النامية والمتقدمة على حد سوى، بالإضافة إلى خلق المزيد من الفرص والسعي إلى اقتصاد عالمي خال من الحمائية والعوائق التجارية.

---------------------

*باحثة تونسية في الشأن الصيني